لِقَاء ودّي

1.2K 104 277
                                    













لا تعلمُ سورا كيف تحّول الأمرُ إلى شيء مُعتاد بينهُما، و لكنها ألِفت تلقي المُكالمات منه و التَسامُر معه لفترات طويلة. كانا قادرَيّن على الإنخراط في مُحادثات شيّقة دون جَهد. معهُ الأحاديثُ لا تَفترُ و الكلامُ لا يُمل. جَمعهُما إنسجامٌ فريد و فِكرٌ مُتشابه.

في تلك الليلة أيضاً، إستقبلت مُكالمة من مايكي.

'أنتِ دائمة الإنشغال، سورا-تشي'

كان بوسعها سماعُ العِتاب في نبرته.

-آسفة يا مايكي، رُبما في موعدٍ آخر؟

'هذه هي المرةُ الثانية التي تعتذرين فيها عن مُرافقتنا للعب البولينغ'

أتبع جُملتهُ بزفرة تنمُ عن خيبة الأمل، و نقلت عينيها لتحدق ناحية نافذة غُرفتها التي تُركت مفتوحة لتتيح الدخول لنسائِم المساء العليلة. كان مُحقاً، فقد إعتذرت عن الذهاب سابقاً لإرتباطها بتدريبات الفريق، و إعتذرت هذه المرة أيضاً للسبب ذاتِه.

-أخبرتك أن علينا تَكثيفُ جهودنا من أجل المشاركة في منافسة فِرق طوكيو في الخريف.

'أعلم، لكنني لم أركِ منذ فترة طويلة'

إبتسمت بمودة.

'أتسمحين لنا بزيارتكِ مجدداً؟'

إمتعض وجهها.

كان آخرُ لقاء لهما منذُ عِدّة أسابيع، حين إنضم مايكي إلى بقية قادة تومان المتواجدين في منزلها آنذاك. سار الأمرُ بشكلٍ ممتعُ في البداية، و لكن سُرعان ما تحول لمنافسة شرسة بين الفِتيان، و لم يقتصر الأمرُ على ألعاب الفيديو وحسب، فقد إنخرطو في تحديات عديدة، تمكنت سورا من المشاركة في إحداها، و هو تحديّ مصارعة الأذرع.

لا تستطيعُ حتى الآن إستيعاب كيف إستطاعت الفوز في الجولة الأولى ضد دُراكين، بمُجردِ شَبكِ أيديهما معاً، كان بَوسعها ثَني ذِراعه للأسفل دون جَهدٍ يُذكر، و إتهمتهُ حينها بالإستخفاف بها، رُغم أن ملامحهُ كانت عَصيّة على الفهم.

ثم عَمَّت الفوضى، و خرج الأمرُ عن سيطرتها، لم تكن المرة الأولى التي تستقبلُ فيها أصدقاء من الفِتيان، و لكن فِتية تومان أكثرهم صخباً بالتأكيد. و حين قرروا المُغادرة أخيراً، تاركين المكان في حالة مزرية، وحدهُ ميتسويا تطّوع للمكوث و مساعدتها في الترتيب، و قد كانت ممتنة لهُ بِشدة، و ربما جعلتهُ يتكفلُ بأغلب المهام، فهي تمقتُ القيام بأعمال المنزل.

-لا! لن تأتوا مجتمعين مرة أخرى! سيتعينُ عليكم القدوم في مجموعاتٍ من شخصين،على أن يكون أحدهما هو ميتسويا.

ضِحكة مايكي جاءت شجيّة من خلال سماعة الهاتف.

'آسف يا سورا-تشي لتركنا إنطباعاً سيئاً في ذلك اليوم'

سَمَاءٌ بِلَوْنِ الصَّيْفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن