جُهد مُكلَّل بِالْأَمَل

709 93 189
                                    











عانى الإثنان من حُمى شديدة تركتهُما طريحي الفراش، و تَكفل دُراكين بالعِناية بهما معاً، لأن مايكي أصّر على المكوث في منزِلها. لا يزالُ يتذكر كيف شّدت أصابِعهُ المُرتجفة على ياقة قميصه قبل أن يُغمغم بصوتٍ يُخالطهُ السعال.

'إنها تعيشُ بمُفردها، لا نستطيعُ تركها، كين-تشين'

فَوَجَدَ نفسهُ مسؤولاً عنهما، و رُغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يرى فيها مايكي مريضاً، إلا أنهُ لا ينَفك يندهِشُ من تصرفاته، فهو يغدو أكثر طفولية و إتِّكالية، و يزداد تعلقهُ به بدرجة كبيرة.

لذلك يحرصُ دُراكين على إخفاء أمر مرضه عن أغلب أعضاء تومان، لكي لا يروا القائد الذي يهابونه في هذه الحاله المُزرية.

كان يجلسُ إلى جانب المفرش الذي ينام عليه مايكي، و قد إستيقظ للتو في مِزاجٍ مُتعكر.

-كين-تشين..أنا جائع، لكن لا أزالُ فاقِداً لحاسة التّذوق...إفعل شيئاً..!

تنهد دُراكين مُتجاهِلاً التذمر الذي إعتاد سماعه، ثم نزع اللُصاقة المُبردّة بحذر من فوق جبين الآخر ليُبدلها بواحِدة جديدة.

-كين-تشين..هل تتجاهلني؟ كين-تشين~

مَر يومٌ واحدٌ فقط على إصابته بالحُمى، و لكن قدرته على التَّبرم و الشكوى تُعد مؤشراً جيداً. لقد أصطحبهما إلى الطبيب ليَصِف لهما الأدوية المُناسبة و يُخبره بأنهما بحاجه لكثير من الراحة، حصل كِلاهُما على إجازة مرضية، بينما تَغيب هو عن المدرسة ليبقى معهما.

-لا تزالُ حرارتك مُرتفعة، توقف عن الحِراك!

دَفْع كَتفيه للأسفل ليمنعهُ من مُغادرة الفراش حين حاول مُباغته و النهوض، زفر بضيق حين إبتسم مايكي ببلاهة و هو ينظُر إليه، وجنتاهُ مُحمرتان بفِعل الحُمى و يظهرُ الوهنُ جلياً في عينيه اللتان يُبقيهُما مفتوحتين بجهد.

-كيف حالُ سورا-تشي؟

إستفسر عنها بعد أن إنتهت فترة تَمرده، فأدار دُراكين رأسهُ للجانب الآخر من الغُرفة، حيثُ وضُع مفرشُ النوم الخاصُ بها.

-لا تزالُ نائمة.

-فهمت..

بِعكس مايكي، فالمرضُ قد جَردّ سورا من نشاطِها المُعتاد، و غدت هادئة على نحو لم يألفوه. كانت تُفيق في أوقاتٍ مُتفرقة، و تبدو غير مُدرَكة لما يدور من حولها، حتى أنها لم تتعرف على زميلاتِها في الفريق حين أتَين لتقديم المُساعدة.

-كين-تشين، إن سورا-تشي قد مرت بظروف قاسية للغاية..

أعاد إنتباههُ لمايكي، رمش مُستفسراً و قد تقارب حاجِباه:

-هل ستُخبرني بما عرفته؟

أجابهُ مايكي بإبتسامة ضئيلة:

سَمَاءٌ بِلَوْنِ الصَّيْفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن