يوم شهادته :
يذكر السيد مضر البكاء :
في يوم ( 23/1/2015 _ الساعة 11:30 ص)
إتصل بي احد الاخوة ليبلغني بإصابة علي في ساقة وهو في حالة جيدة و لا داعي للقلق.
طبعا لم أخبر زوتي -شقيقة علي- بذلك حتى يبقى الوضع هادئا و أتأكد أنا أولا ..
ذهبت إلى غرفتي من أجل تغيير ثيابي و اخرج إلى القناة .
إتصل بي الشخص ذاته و اخبرني ان اصابة علي خطرة جدا ، وانه لم يتأكد من صحة المعلومة ايضا ..
إتصلت كثيرا بالاخوة الذين يرافقون علي ، لكن لم يجب على إتصالي احد
كنت احاول اقناع نفسي ، بان هذا كله مجرد وهم ،
والان سيخبرني ان عليا سليم و يتمتع بصحة جيدة ، لكن كل هذه الاحلام تلاشت بالدقيقة التي أخبرت فيها برحيل علي شهيدا .
اغلقت هاتفي و انا مازلت احاول السيطرة بمشاعري امام عائلتي التي هي جزء من عائلة علي ،
لكن لم يكن هذا همي الاكبر ، لكن كيف سأخبر ابا علي برحيل ولده الوحيد ، و كيف ستتلقى امه الخبر وهي خارج البلاد ، ومن سيكون معها حين تعلم برحيل ولدها الوحيد ؟
كل القنوات تناقلت شهادة علي ، ومابقي لبث الخبر الا دقيقة ، و عليّ ان اخبرهم قبل سماع الخبر من خلال نشرة الاخبار ، او من خلال عالم التواصل الاجتماعي الذي عجّ بالخبر خلال دقائق ،
لم اكمل عبارة علي شهيد ، حتى صرخ والده بصوت شعرت من خلاله بألم قلبه و انا خلف الهاتف ، بويه علي .
كان علي يعيش مع الشهادة كل يوم و يبحث عنها كبحث ام فقدت طفلها في سوق فعندما كنا نتكلم عن شي يقول ، بعد استشهادي او عندما يقدم على شيء يقول ، قبل ان انال الشهادة ،
و حال ام علي :
عندما حملوا عليا من بين يديّ و رحلوا عنا ، وانا مازلت احدث نفسي هل فعلا إنتهى كل شيء ؟
هل اصبح علي شهيدا يوضع عنوانه ذلك على صورته الشخصية فقط .
