( ذوبان الذنوب...ونور الأيمان )
مسيرةالأرواح في عالم البرزخ. .. ذوبان الذنوب ...
ونحن نطوي الطريق حدّثت ( حسن ) بقضية نحول الذنب ٬ فضحك ( حسن ) وقال : الحق مع الذنب إذا ما ضعف لأن بدنه كان في الدنيا أضخم مما عليه الآن وإن ما تجرعته من مصائب في الدنيا وصبرك عليها و العذاب الذي تجرعته حين الموت هو الذي أنهك قواه .
وبالرغم من أن تذكر الابتلاءات والمصائب التي تعرضت لها في الدنيا كان صعباً ومرهقاً بالنسبة لي إلا إنني كنت مسروراً وفرحاً لأن ذلك حدّ من قوة ذنبي .
قطعنا شوطاً طويلاً ٬ ورغم عدم جرأتي على النظر إلى الجانب الآخر من الجبل غير أن صياح أهل الوادي وصراخهم لم يدعني أهدأ أبداً .
... في قبضة الذنب ...
لقد كانت مواصلة الطريق صعبة للغاية ٬ لكنني كنت أسير مستعيناً ب ( حسن ) وفجأة وقع بصري نحو قعر الجبل فذهلت وتوقفت حيث شاهدت هيكلاً ضخماً يحمل شخصاً مكبل اليدين والرجلين وهو غير آبه بعويله وصراخه متجهاً به نحو أعلى الجبل .
عرفت أن هذا الهيكل هو ذنب ذلك الشخص ٬ وشاهدت ( حسن ) واقفاً مثلي يراقب المنظر ٬ لم يقترب ذلك الهيكل الأسود منا بعد وإذا بملائكة العذاب أطلوا من خلف الجبل يحملون معهم الأغلال كأنهم على علم بمجيء هذا الشخص ، وعندما وصل الذنب عندهم ألقى بذلك المسكين وعاد إلى حيث أتى ضاحكاً بصوت عالٍ ٬ فتناول الملائكة ذلك الشخص وكبلوا رجليه بالسلاسل وسحبوه نحو وادي العذاب يضربون به الصخور .
دنا ( حسن ) مني وقال : هذا هو مصير الكافرين ٬ ثم ضرب بيده على كتفي وقال : هيا بنا فالطريق صعب وطويل .
... نور الإيمان ...
السلسلة الجبلية التي كنا نسير في سفحها كانت تعلو جبلاً تتصاعد منه النيران و تتصل بعنان السماء وقد سدت الطريق أمام العابرين ٬ شعرت بأن بلاءً جديداً قد برز أمامنا ٬ فدنوت من ( حسن ) مضطرباً مرعوباً وقلت له : يبدو أننا وصلنا طريقاً مسدوداً ٬ والطريق موصد أمامنا ٬ قال لي ( حسن ) وهو يواصل طريقه :
لا بأس عليك وتعال معي فهنالك كهوف صغيرة وقصيرة في هذا الجبل علينا أن نعبر من أحدها لتدرك قوة إيمانك ٬ فسألته متعجباً : قوة إيماني ؟
قال : بلى .
قلت : وكيف ؟
قال : اعلم أن كل إنسان ينال السعادة يوم القيامة على قدر إيمانه ٬ وهنا صورة مصغرة لمقياس قوة الإيمان وعلى كل حال عليك النظر لا الكلام .
من رده فهمت أنه عليّ الصمت .
ثم ظهر أمامنا نفق ضيق مظلم لا نافذة فيه ولما دخلناه أصابني الهلع لشدة ظلامه ٬ وبعد خطوات توقفت وقلت ل ( حسن ) : المسير في هذه الظلمة موحش وغيرممكن وما العمل إذا لحق بي الذنب في هذه الظلمة ؟
دنا ( حسن ) مني وقال : لا تفكر بمجيء الذنب ٬ فالضربة التي أنزلتها به لن تجعله يلحقنا بهذه السرعة بالإضافة إلى أنه يضعف أكثر فأكثر في كل لحظة .
سررت لخلاصي من شر الذنب لفترة ٬ لكن التفكير بظلمة الطريق استحوذ عليّ مرة أخرى لذلك فقد توجهت إلى ( حسن ) متسائلاً : كيف سنتقدم في هذه الظلمة ؟
قال ( حسن ) : نظراً لما تتمتع به من إيمان سيظهر أمامنا نور يضيء لنا الدرب ٬ بعد قليل من الوقت شعّ من وجه ( حسن ) نور أضاء الطريق لعدة أمتار .
سرت إلى جانب ( حسن ) مسروراً ٬ وكنا نمر أحياناً بمستنقعات عميقة استطعت العبور منها بقوة إيماني .
(( يتبع إن شاء الله تابعونا بصلاة على محمد وال محمد اللهم صل على محمد وال محمد