الحلقة 17

12 4 3
                                    

حلقه مهم جدا جدا فلا تفوتك قراءتها ،،،،#عزيز_روحي
  حلقه غير من كل الحلقات تعطيك انطباع روحي وامل بشفاعه أهل البيت عليهم السلام
(باب ولاية الامام علي عليه السلام... وابواب الجنة )

مسيرة الارواح في عالم البرزخ
.
.
.
كنت أشعر بأنني أسير بخفة أكثر من السابق ٬ وكأنني أريد التحليق وأصل وادي السلام خلال لحظة واحدة ٬ نظرت إلى الأعلى فلم أجد أثراً للنار ٬ لكن طبقات خفيفة من الدخان كانت تلوح في الأفق لكنها كانت في طريقها إلى الزوال بإطلالة نورأبيض بهيج ٬ وكانت تطل علينا بين الحين والآخر أشجار خضراء زاهية ٬
كنا نطوي طريقنا بسرعة فائقة وقليلاً ما كنا ننتبه إلى ما يدور حولنا .
كنا نواصل مسيرنا وإذا بنا نلمح عن بعد باباً يحتشد عندها قوم وقفوا ينتظرون ويحرسها ملائكة شداد أقوياء . وقفت عند الباب دون اختيار وأخذت أراقب الحراس والحشود الواقفة ٬ وبين الحين والآخر يسلم بعض الناس أوراقاً خضراء للحراس فيعبرون من الباب ٬ فأدرت عيني نحو ( حسن ) الذي كان واقفا خلفي و يراقب تصرفاتي ٬ فسألته : ما الذي يحدث هنا ؟ أجابني : هذا خط السعادة فهو آخر نقطة من برهوت ، ثم واصل كلامه بنبرة خاصة : هنا باب الولاية فمن عبرها نال السعادة الأبدية ، قلت : وماذا تعني باب الولاية ؟
قال : لا يدخل وادي السلام إلا من تعلق قلبه في الدنيا بمحبة علي ( ع ) وآل النبي ( ص ) . فيمنح مثل هؤلاء بطاقة الولاية ليعبروا من هذا الباب بيسر ويقتربوا من أبواب وادي السلام .
سررت كثيراً لسماعي اسم وادي السلام ٬ لكنني سرعان ما أخذت أفكر ببطاقة الولاية فتوجهت مرعوباً مضطرباً إلى ( حسن ) وقلت له : لقد كنت في الدنيا محباً وموالياً لأهل البيت ( ع ) لكنني لا أمتلك بطاقة الولاية ٬ فأشار بيده إلى يمين الباب وقال : اذهب إلى تلك الخيمة الخضراء ٬ فتوجهت إليها على عجل ٬ فوجدت فيها رجلاً يرتدي ثياباً بيضاء حسن الوجه وقد جلس في زاوية منها و يتحدث مع أحد البرزخيين ٬ وكأن ذلك الشخص كان محروماً من بطاقة العبور وهو الآن يتوسل للحصول عليها .
قال الرجل ذو الثياب البيضاء لذلك البرزخي : كما قلت لك عليك العودة إلى وادي الشفاعة عسى أن يدركك الفرج وإلا فإن مشكلتك أنت والواقفين في الخارج لا تحل هنا .
غادر البرزخي الخيمة مهموماً ٬ فدخلت وألقيت السلام ثم جلست أمام ذلك الرجل العظيم ٬ فرد عليّ السلام ٬ وقبل أن أبوح بطلبتي تصفح دفتراً كان أمامه ٬ وكانت رجلاي ويداي ترتجفان ٬ ولكن لم يطل بي المقام حتى امتدت يده نحوي وهي تحمل بطاقة خضراء ٬ ولما سلمني إياها تبسم بوجهي وقال : لقد بلغت السعادة فهنيئاً لك .
وهكذا مررنا من باب الولاية وخلّفنا وراءنا المأمورين ومن لا ولاية لهم .
... أبواب وادي السلام ...
ألقيت ببصري إلى الأعلى ، لا أثر للدخان والنيران ٬ وكل ما في الأجواء نور ٬ كلما تقدمنا إلى الأمام كان يزداد توهجاً ٬ الأرض مستقيمة والخضرة واللطافة تشاهد في كل الأرجاء ٬ والفرح سلب مني الاستقرار ٬ حتى ( حسن ) فقد شاهدته مسروراً بحيث لم أراه أبداً قد غرق بمثل هذا السرور والفرح قبل ذلك ٬ ودون
وعي مني تقدمت ( حسن ) وأخذت أواصل طريقي مهرولاً .
ابتعدنا قليلا عن باب الولاية فانشطر الطريق إلى ثمانية فروع ٬ لم أعرف ماذا أصنع ٬ وبأي اتجاه أسير ٬ توقفت حتى وصل ( حسن ) فاستفسرت عن مصيري ٬ وضع ( حسن ) يده على كتفي وقال : للجنة في يوم القيامة ثمانية أبواب واحدة للنبيين والصديقين وواحدة للشهداء والصالحين ٬ وواحدة للمسلمين من لم يضمروا العداء لآل البيت ( ع ) وخمسة أبواب للشيعة وأتباع أهل البيت ( ع ) ٬ ووادي السلام صورة مصغرة للجنة ونفحة منها ، ثم أشار إلى أحد الطرق وقال : هذا هو طريقنا عجّل وتعال معي .
لم نتقدم شيئاً حتى هب نسيم لطيف فعمّ الأجواء عطر دفعني لأن أقف وأتنسم عبائره دون وعي مني ٬ نظرت إلى وجه ( حسن ) الجميل الباسم قد تسمّر في وجهي ٬ فسألته : ما الأمر ؟ ولماذا تنظر إلي هكذا ؟ أجابني مسروراً : هذا عطر الجنة قد هبّ من وادي السلام وهو دليل على اقترابنا من المقصد وعليّ الذهاب الآن ٬ فاختفت البسمة عن ملامحي فسألته مضطرباً : إلى أين تريد الذهاب ؟ ألم يكن القرار أن نكون معا إلى الأبد ؟
فتبسم ( حسن ) وقال : لا تخف لن أفترق عنك أبداً ولكن لابد من أن أذهب أمامك إلى وادي السلام لكي أهيئ دار السلام التي خصصت لك .
فسألته مسرورا : وأين هي دار السلام ؟
فأجاب : لكل مؤمن مستقر آمن واستقرار في وادي السلام تسمى دار السلام .
غمر فؤادي بالفرح وتفتحت شفتاي ببسمة غامرة ٬ ثم سألته : ما الذي عليّ أن أصنعه بانتظارك ؟
قال وهو يسير : واصل طريقك بتؤدة فإذا ما وصلت الباب ستجدني هناك .
سار ( حسن ) مسرعاً و واصلت طريقي بنفس الاتجاه حتى لاح أمامي من بعيد باب وادي السلام ٬ ضاعفت من سرعتي وكلما تقدمت إلى الأمام كنت أشاهد الباب يكبر أمامي ٬ وشيئاً فشيئاً كانت تبدو بالأفق أشجاراً خضراء على جوانب الباب ٬ فقدتُ صبري فأخذت أسير راكضاً ٬ في تلك الأثناء شاهدت ملائكة يحلقون باتجاهي فتوقفت إجلالاً لهم ٬ ولما أصبحوا فوق رأسي قالوا معا : السلام عليك أيها العبد الصالح ٬ طوبى لك الجنة والسعادة ٬ فرددت عليهم قائلاً : الحمد لله الذي لم يحرمني الجنة .
ودعني الملائكة وذهبوا ٬ عرفت أنني اقتربت من مقصدي ٬ أخذت أركض بسرعة حتى وجدت نفسي عند باب السعادة والرفاه أي وادي السلام .
اللهم صل علئ محمد وال محمد الطيبين الطاهرين يتبع

عالم البرزخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن