البارت الثالث

616 23 8
                                    

الطبطبة لو مجتش ..
ف وقت الضعف والإحتياج ..
ملهاش طعم .. ولا أهمية
يعنى ملهاش لازمة تيجى تسندنى ..
بعد ما قمت .. وسندت
نفسى .. بنفسى
خليك متأكد أن فى حاجات كده
لو محصلتش في وقتها
ملهاش قيمة ....

وأنتهت هذه المكالمة التى أحيت مشاعر دفنت من سنين مشاعر لهفة وحنين وخوف -لهفة لمجرد سماع صوته ، حنين لوجوده ، خوف من أن يكون كل ذلك كذبة- ماذا لو كانت كذبة ! ماذا لو كانوا ع حق وأنا فقط من تتخيل ! ماذا سيحدث !؟ وكثير من الأفكار تواجه حور ولا تعلم ماذا تفعل ولكن قطع تفكيرها سيدة ف العقد الرابع من العمر وقالت: حور يبنتى انتى كويسة
حور: هااه اها ي دادة كويسة كنتى محتاجة حاجة
دادة: كنت جاية أسألك هتأكلى دلوقتى ولا هتستنى عشق وزين
حور: لا هستنى عشق وزين مش فاضل كتير ع ما يوصلوا
دادة: طب اجيبلك كوباية لمون شكلك تعبان
حور: ياريت ومعاه نعناع الله يكرمك ي دادة
دادة: بس كده من عيونى
ورجعت لتلك الدوامة من جديد ماذا سيحدث إذا كان هو؟ ماذا سقول له؟ هل مازالت أحبه يترى؟! يالله هونها يالله .
عشق: مامى الحلوة بتعمل اى
حور: ف انتظار أميرتى
زين: أحم أحم نحن هنا
حور: أهلا اهلا بالبرنس فين حضن مامى
وبالفعل حضنوها كم ان هذا الحضن هو الأمان         حور: يالا روحوا خدوا شور وصلوا لحد ما دادة تجهز الغدا
عشق وزين: اوكى مامى
وذهب كل منهم إلى غرفته لاستحمام ، وأداء فريضتهم ، ومن ثم لتناول الغداء ، ثم لمراجعة دروسهم أما حور لتكمل البحث العلمى الخاص بها ، واستمروا كذلك حتى الرابعة مساءاً.
يصدر صوت هاتف حور
حور:اهلين بالحلوين
وتين: أهلا بالخاينة اللى هربت من الشغل
حور: خاينة !؟ شكلك يبت نسيتى أنى الاستاذة بتاعتك
سلمى: شوفتى يا أبلة حور انا ساكتة إزاى .. هتدينى إجازة امتى!؟
حور: يختى كهينة مفيش إجازات بس انهاردة باقى اليوم free
سلمى و وتين: oh my god, Love you
حور: اى خدعة وكمان عشا ع حسابى عالله نشوف اخرتها معاكوا
سلمى: علم وينفذ ي فندم
حور: سلام مؤقت
وقفلت معاهم ،ثم ذهبت للمطبخ وقالت:دادة بعد إذنك جهزى العشا لخمس أشخاص
دادة:سلمى ووتين صح
حور: صح
دادة:ربنا يخليكوا لبعض دايماً
حور: آمين
ومن ثم ذهبت للبلكونة وسرحت بخيالها تفكر فماذا حدث !؟ فأني لم اعد اتذكر كيف كانت مشاعري تجاهك، لا اتذكر اي شيء عنك، عندما أرى صورة لك اتذكر أني اعرف هذا الشخص لكنني لا اتذكر اي شيء عنه، مضت شهوراً لا تجُف عيناي، لا يهدأ قلبي، لم أنعم بحلم خالي منك، في هذه الرحلة الطويلة ظلمت اشخاصاً بقصد وبغير قصد،  كنتُ شخصاً غيري، لكنني في نهاية المطاف عرفت جيداً من أنا، تعرفت على نفسي من جديد والكثير والكثير ولكن لابد ان تعلم ان كل ذلك لم يكن سهلاً أبداً.
استمر الحديث مع النفس ، حتى جاء موعد العشاء ،وتجمع عشق ،وزين ،وحور بالإضافة لسلمى ،و وتين
سلمى ووتين: سفرة دايمة ي حور
حور: خلصتوا بسرعة كده!
سلمى: حاجات بسيطة كده علشان الدايت انتى عارفة
حور: واضح واضح بما انكوا كلته يالا شيلوا السفرة وطبعا مش هوصيكوا غسيل مواعيد وكوباية نسكافيه بلبن و رشة ع المطبخ كله الدايت محتاج رياضة بعد الأكل
.. وعشق وزين ورايا
سلمى: بدأ الإجتماع
وتين: حور ليها طريقة مميزة ف تربية ولادها ساعات بسأل نفسى إزاى قدرت تنجح ف تربيتهم كده وهى ف سن صغير بشكل ده إزاى قدرت تتعامل معاهم وهى معندهاش اى خبرة وكمان محدش كان جنبها علشان يديها نصايح إزاى
سلمى: والأغرب من كده إذا قدرت تحتويهم لدرجة انهم مش حاسين بعدم وجود باباهم إزاى .. وازاى مش حاسين بأنها مش ما..
وتين مقاطعتها: متقوليش كده ي سلمى لانهم ميعرفوش ده أولاً ،ثانياً حور لو سمعتك إحتمال تقطع علاقتها بيكى انتى مش شايفة متعلقة بيهم إزاى .. يالا بينا ع المطبخ
نذهب حيث تجلس حور مع ملائكها الصغار ،التى تعشقهم فهما عشق الزين ، يتحدثون ماذا فعلوا وماذا تعلموا !؟
حور: أخدتو اى مع الشيخ انهاردة
زين: أخدنا الورد بتاعنا بس انهاردة الشيخ حكلنا عن قصة جميلة أوى ، عن واحد من الصحابة اسمه عروة بن الزبير ، الراجل ده كان صالح جدا ،كان بيصوم السنة كلها تقريبا ماعدا الأيام اللى ممنوع الصيام فيها ،وهو كان عنده 7 أولاد ،وفى مره كان مسافر الشام ربنا ابتلاه بقرح ف رجله ،وبعد ما الدكاترة شافوه قرروا ان هى غرغرينا وان رجله لازم تتبتر
عشق: وبعدها بكام يوم وفى نفس السفرية ، اكتر إبن بيحبه اتوفى بسبب ان حصان رفسه بعد ما وقع من عالسطح
زين: عارفة يمامى بعد كل ده قال لربنا ايه ، قاله يارب كان عندى سبع أولاد واخدت منهم واحد وخليتلى سته
عشق: وكان عندى أربع أطراف ؛ فأخدت منهم واحد وسيبتلى تلاتة فالحمدلله ما وفينا شكر نعمتك
زين: انتى متخيلة ي مامى!؟ متخيلة بعد كل ده بيقول لربنا لو كنت اخدت منى القليل فلسه نعمك عليا كتير
حور: ربنا لو اخد حاجة بعيداً عن أنه ليه حكمه من اللى هو بيعمله بس هو سايبلك نعم كتير غيرها فالحمدلله ع كل حال
وتين وهى تضع كوب القهوة أمام حور: صح جدا انا دايما مقتنعة أن عمرى ماشوفت ان ربنا بيحرمنى ، أو بياخد منى حاجة ، انا دايما بشوف أن ربنا بيستبدل .. بيستبدل الأشخاص، بيستبدل الأحلام، بيستبدل الطموح وبعد كده بينور بصيرتى علشان أشوف البديل المناسب اللى ربنا حطه ف طريقى وبيكون هو ده عوضى عن إختياراتى السابقة اللى ماكنتش مضمونة ولا كان فيها خير ليا علشان كده انا دايماً بثق ف إختيارات ربنا ليا وبحمده على كل حاجة أصل مفيش حد هيبقى أحن عليا أكتر من ربنا
واستمر الأحاديث حتى صدر صوت المنبه وقالت حور: يالا جيه وقت النوم good night
عشق وزين: Good night سلمى ووتين
سلمى: رايحة فين ي حور
حور: هجيب لب ومسليات منا هتسلى عليكوا انهاردة
وتين: انا بقول أروح علشان اصحى بدرى
حور: اقعدى ده الليلة ليلتك ي كميلة
سلمى: عارفة ي وتين قد مهى بتضحك بس من جواها شايلة كتير ومع ذلك بتسمعنا وبنحكلها وبتنقذنا من اى مشكلة وصاحبة الكل بس مع كل ده محدش يعرف سطر ف حكايتها
وتين: حور اينعم ليها صحاب بس كلهم كعدد وبس
حور: يالا ي أبلة وتين مالك بقا وضعك مش عجبنى بقالك يومين
وتين: عادى يعنى انا وتولاى سيبنا بعض
حور: إزاى وليه
وتين باستغراب: مش ده اللى دايما بتقولهولى انى لازم اسيبه وأبعد
حور: ايوا بس انتى برده كنتى بتقولى بحبه ومش هقدر ي حور
وتين: فكرت ف كلامك أنى لو بحبه فانا بحب ربنا اكتر منه ، فانا لو بطمن ف وجوده فانا من غير ربنا أضيع وبعدين مش قولتيلى اسيبها لربنا ان هو لو نصيبى ربنا هيجمعنى بيه
حور: صح ربنا بيحب عبده يحبه اكتر من اى شخص ف الدنيا واكيد لو هو خير ليكى رينا هيجمعكوا ف الحلال وهيجى البيت من بابه ... وانتى ي اختاااه
سلمى: مين أنا
حور: لا الحيطة اللى وراكى
سلمى: طب الحمدلله مش أنا
حور وهى تقذفها بالمخده: طبعا مش أنتى
سلمى: خلاص خلاص هقولك
حور: قولى ي أخرت صبرى
سلمى: ريان عايز ينفصل عنى
وتين: ليه ! اى اللى حصل
سلمى: قال اى زهق
وتين: إزاى زهق هو لعب عيال .. انتى مش هتقولى حاجة ي حور
سلمى: هتقول اى هتقول  مش قولتلك وحذرتك ،كان معاها حق ف كل كلمة قالتها ليا ..
Flash back:
حور: انصاف المشاعر دى مستحيل تناسبك اللى مره يهتم والتانية يهملك ، انتى بنفسك مش عارفة اذا كان هو بعيد فهتستنيه ولا هو قريب هتشوفيه، مش عارفة اذا هو ليكى فيطمن قلبك ، ولا انتى محرومه منه فهتنسيه ، عمر ما كان حضوره كامل أبداً لا شعوراً ولا وجوداً لازم تبعدى لانك كده انتى الوحيد اللى هتتأذى
سلمى: بحبه ي حور مش هقدر اعيش من غيره
حور: ادعى ربنا أنه يريح قلبك واشتغلى وانجحى
سلمى: مش هعرف انا بنجح لما يكون جنبى
حور: لا ماتستسلميش وماتسمحيش لحد يأثر على أحلامك وعلى نظرتك لنفسك، انتى أكتر واحدة عارفة انتى على اى و لاى درجة قوية ، غيرك لما يقولك مش هتقدرى ،ده لانه لو مكانك مش هيقدر فعلاً، أصلها لو كانت سهلة كانت كل الناس حققتها، إنما النجاح اتعمل للى يقدر عليه وأنا واثقة أنك منهم
End flash back.
سلمى: كان لازم اسمع منك ومخليش ليه مكان ولا ف قلبى ولا ف حياتى وهنجح لانى هقدر ارجع قوية من تانى
حور: وانا واثقة من كده وخليكى واثقة أنى جنبك ومعاكى ع طول

أكتشفت مؤخراً أن كل ..
العيوب اللى شافوها فينا ..
ممكن تتشاف مميزات،
الدوشة والصداع ممكن يتشافوا طاقة وحيوية،
كتر التواصل يتفهم إهتمام،
الإهتمام بالتفاصيل يتشاف حب،
السكوت يتفهم زعل او حزن،
العيب الأساسي هو فى العين ..
العين اللى رفضت تشوفنا بعين المحب،
إحنا حلوين ...
بس مع الناس الصح ،
وفى المكان الصح.

وتين: يالا ي سلمى الوقت تأخر
سلمى: يبووي الوجت تأخر جتيير
حور: اى ده السورية بقت صعي...
قاطعها صوت هاتفها يلعن صدور مكالمة لها فقامت بالرد
حور: ايوا .. كويس جداً عرفت اى .. فاقد الذاكرة!؟ من امتى وإزاى!؟ ... انت بتقول أى ... إزاى متجوز!؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ازيكم ي حلوين ❤️
اسفة جدا انى اتأخرت عليكوا بس غصب عنى🥺
المواعيد بتاعتنا هتبقا سبت واتنين واربع بإذن الله
دمتم بخير ❤️❤️
لو ف حد حابب يسأل عن حاجة او ف حاجة مش مفهومة ياريت يقولى 😊
وطبعا لو عجبكوا البارت متنسوش الفوتات والكومنت اللى بتشجعنى أكمل 🥰❤️

         

مجنونتى حور "الجزء الثاني"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن