البارت الثاني

45 8 0
                                    

نظرت لنفسها بالمرآة لترى انعكاسها ، أدركت الفرق بين نفسها القديمة و حالتها الآن .
وجهها شاحب و نحيف ، هالات سوداء تحت عينيها ، ملابسها مبعثرة و جسمها هزيل للغاية .
ربما عليها أن تكون ممتنة لكونها على قيد الحياة ، فمن يعيش في ذلك الجحيم محال أن يخرج منه ، في تلك اللحظة بينما تتأمل نفسها في المرآة مر أمامها شريط حياتها التعيسة .
* الماضي : قبل ست سنوات *
لقبها في فصلها هو الجميلة حارقة قلوب الفتيان ، كل من يراها ينبهر بجمالها الذي ورثته من والدتها ، تعيش حياة بسيطة رفقة أبيها و أمها ، ليسوا أغنياء و لا فقراء ما لديهم يكفيهم ،
إنتهى الدوام المدرسي ، و كالعادة ستذهب مينا إلى عملها بدوام جزئي في المقهى ، تستمتع حقا بحياتها .
رجعت للمنزل بخطى مرحة ، فتحت الباب لتتسلل رائحة الطعام الشهية لأنفها
-مينا:"أمي لقد عدت"
-الأم:"أهلا بك صغيرتي ، أنجزي واجباتك إلى حين رجوع والدك"
إنصاعت مينا لأوامر والدتها ، هي فتاة جيدة يحبها الجميع ، تحصل على درجات جيدة في المدرسة و تصرف على نفسها و ذلك بعملها في المقهى .
الثامنة مساءا موعد رجوع الأب من عمله ، قفزت مينا في حضن والدها ليبادلها الآخر .
جلسوا على الطاولة يتبادلون أطراف الحديث ،
-الأب(بتردد):"في الحقيقة لقد حصلت على فرصة عمل في الخارج "
-الأم:"هذا جيد ، سيحتسن وضع العائلة المادي"
-مينا(تجمعت الدموع في عينيها):"هل هذا يعني أنك سترحل عنا ؟"
-الأب:"أجل .. لكن سأعود بعد ستة أشهر أعدك"
صعدت مينا إلى غرفتها و شرعت في البكاء يراودها إحساس سيء تجاه هذه الرحلة .

                                .............

لقد مر شهر على رحيل الأب ، تعودت مينا على غيابه ، تنتظر كل يوم اتصاله لكنه نادرا ما يفعل .
الرابع عشر من فبراير هو عيد العشاق ، بالنسبة لمينا هو مجرد يوم عمل مزدحم فالثنائيات سيزورون المقهى بكثرة.
كانت على رأس عملها ليقترب منها شاب ، نظرت له و لأول مرة تجد شابا ما وسيما .
-جمين:"أرجوك لدي طلب ... أنا سأتقدم لزواج من حبيبتي (أشار على فتاة)لذلك أريدك أن تضعي هذا الخاتم داخل الكعكة و أرفقيه بهذه الورقة ، أخبريها أنها هدية من المقهى"
قال كلماته ليغادر المقهى بعد أن دفع ثمن الكعكة .
نفذت مينا طلبه
-مينا:"إنها محظوظة جدا لديها حبيب وسيم و يحبها أيضا"
وضعت الكعكة أمام سيون
-سيون:"لكن أنا لم أطلب شيئا"
-مينا:"إنها هدية من المقهى"
انصرفت مينا إلى عملها و عيناها لم تفارق طاولة سيون ، دقائق لتجد الأخرى الخاتم و الورقة ، لترحل بعدها عن المقهى .
كان الفضول يجتاح مينا لتعرف ما حدث مع عصافير الحب.
عادت إلى البيت على غير العادة كان صامتا ، موقد الطعام كان غير مشتعل
-مينا:" أمي ... أمي ... أين أنت"
سمعت صوت شهقات يتصاعد من غرفة والدتها ، دخلت بسرعة لتجث على ركبتيها أمام والدتها .
-مينا(بقلق):"ما الذي حدث أمي لماذا تبكين"
-الأم(بتعب):"لقد قبض على والدك في السجن!"
انهارت الام باكية تاركة ابنتها في حيرة ،
-مينا:"لماذا قد يقبض على والدي انه ليس مجرما"
-الأم:"لقد هاجر و عمل بطريقة غير قانونية"

ميلودراماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن