الفصل الثاني

1.7K 106 11
                                    

تقدم الضابط إيهاب إلى الطاولة و جلس خلفها على كرسيه مخاطباً مرتضى:

ـ جيبلنه المتهم.

استقام مرتضى واقفاً:

ـ أمرك سيدي.

ثم سارع بمغادرة الغرفة و منعتُ نفسي من اللحاق به.. فلا أريد البقاء بمفردي مع الضابط.. لا بد أنه يبحث عن الفرصة لمعاقبتي.. جفلتُ حين خاطبني:

ـ مهمتنه الأولى شخص شاكين بيه مشارك بعملية تفجير، اني راح أتكفل باستجوابه و انتي تركزين بكشف الحقائق و اذا كان صادق أو لا.

لم أنظر إليه حين أجبته بتلبّك:

ـ ماشي، بس ضروري يباوعلي وقت الاستجواب.

فُتح الباب و ظهر رجل بقامة متوسطة لكن ضخامته جعلتني أتصلب في مجلسي.. كان معصب العينين بقطعة قماش ولا يظهر من وجهه إلا جزء من أنفه العريض و شاربه الكثيف.. يبدو أنني لستُ الوحيدة التي تجده مخيفاً.. إذ أن مرتضى الذي كان يقوده من  ذراعه بدا مرتبكاً رغم أن المتهم كان مكبل الأيدي.. رطبتُ شفتَي و أنا أراقب المتهم يُقاد إلى المقعد المقابل لمقعدي و حين جلس تمالكتُ نفسي لئلا أقفز من مكاني و أختبئ خلف الضابط.. 

ـ شيل عن عيونه.

لبّى مرتضى طلب الضابط و رفع العصبة عن عينَي المتهم فلم أستطع منع نفسي من إخفاض عينَي خشيةً من ملاقات عينيه.. لا أظنني أريد رؤية ما تخبئه تلك العينين.. لكن الضابط قال بحزم:

ـ ركزي بمهمتج.

امتعضتُ و تمنيتُ لو أنني سمحتُ للكلب بأكلي.. ثم رفعتُ عينَي بحذر و لاقيتُ عينين ضيقتين جعلت رعشة خفية تسري على طول عمودي الفقري.. ثم رأيتُ ما دار في رأس صاحبهما.. رأيته ينقضّ عليّ و يسحبني من الكرسي ليعصر رقبتي بذراعه مهدداً بقتلي إن اقترب أحد منه.. اتسعت عيناي بفزع فسألني الضابط:

ـ اكو شي؟

أبعدتُ عينَي سريعاً عن المجرم و قلتُ للضابط برعب:

ـ يريد يقتلني.

عقد جبينه باستغراب فنهضتُ سريعاً  و درتُ حول الطاولة لأقف خلف كرسيه و أتلعثمُ موضحة:

ـ دا يفكر يستخدمني حتى يهرب.

نظر إلى المتهم و واجه الآخر نظرته دون إظهار أي تعبير.. ثم التفت الضابط إلى الخلف ليخاطبني قائلاً:

ـ ميكدر يسويلج شي، كعدي و معليج بأفكاره. 

هززتُ رأسي بالرفض:

ـ خليني منا أسوي المطلوب مني.

ـ مو بعيد عليج؟

هززتُ رأسي بالنفي.. فلم يعارض و بدأ بسؤاله الأول للمتهم:

ـ بوقت التفجير وين جنت؟ باوع للآنسة و جاوب.

لكنه رفض النظر إليّ و قال للضابط:

قارئة العيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن