الفصل الثاني عشر

1.1K 63 12
                                    


(إيهاب)

لم يفارق الضيق تعابير رنيم حتى أثناء شرب العصير المثلج.. كنتُ أعلم بأن مرافقة هناء لنا أفسد عليها فرحتها.. لكن كان من الصعب رفض رغبتها بالمجيء معنا.. انتظرتهنّ حتى انتهن من شرب العصير ثم عدنا إلى السيارة وأنطلقتُ باتجاه بيت عمتي مع قرار بمحادثة هناء على إنفراد لإنهاء هذه الفوضى.. لذا حين أوقفتُ السيارة أمام بيت عمتي أطفأتُ المحرك و قلتُ لرنيم و نسمة:

ـ أوصل هناء و أجي، ظلن هنا.

رغم شعوري بنظرة رنيم الغاضبة إلا أنني ترجلتُ من السيارة و أقفلتها عليهنّ.. ليس لأمنع لحاق رنيم بي.. بل لأطمئن عليها  و أضمن عدم حدوث شيء مفاجئ.. سرتُ مع هناء إلى باب بيتهم ثم توقفتُ أمامه و استدرتُ إليها فلاحظتُ ابتسامتها المتفائلة المنتصرة..
قد لا أستطيع قراءة العيون كرنيم.. لكني فهمتُ أنها ظنّت بأن محاولاتها معي بدأت تجدي نفعاً.. فتنحنحت و قلت بجدية:

ـ ما اعرف أمي بشنو قانعتج.. بس الدا تسويه دا يزعجني هواي.. أني ما معتبرج أكثر من أخت.. و الي ممكن أكون سويته وياج سويته من داعي الأخوّة و أبد ما فكرت بيج بغير طريقة.. فأتمنى تشيلين أي فكرة ممكن تشكلت ببالج بهالسنين.. لأني مستحيل أشوفج غير اخت.. و هم مستحيل أبدل رنيم بوحدة ثانية.. فإذا حابه تظل علاقتنه طيبة تبطلين محاولاتج الي دا تزعل مرتي و تضايقني.. 

تلاشت ابتسامتها و لاح الشحوب على وجهها مع لمعة في عينيها قبل أن تجيب بصوت بالكاد سمعته:

ـ اخت؟

ـ بلي.. اخت.. 

ـ بس.. تصرفاتك وياي ما جانت مال أخو..

ـ شنو جانت تصرفاتي؟

رطبت شفتيها و هي تمنع نفسها من البكاء:

ـ تتذكر من شلتني مرة؟ ليش هيج جنت رقيق وياي؟ مو لأن تحبني؟ و تذكر من اشتريتلي اسوار؟ و من أخذتني وياكم للنجف و كربلاء؟ بس اني من بين كل بنات أقاربك رحت وياكم.. تذكر شلون اشتريتلي الي أريده من موطه و حلويات و لفة كص؟

قلتُ بحَيرة:

ـ يعني اليعتبرج أخو ميصير يسوي هالأمور؟ من شلتج جنتي متعورة، من اشتريتلج اسوار لأن جان عيد و انتو بايتين عدنه فجبتلج مثل الجبته لنسمة، و من أخذتج للنجف و كربلاء جان بطلب من أمي، و شي أكيد أشتريلج الترديه خو ما اشتري على ذوقي.

نزلت دمعتها و قالت:

ـ اني الغبية..

ـ حشاج.. هو سوء فهم و ان شاء الله تكدرين تتجاوزيه.. 

استدارت لتفتح بابهم و قالت:

ـ مع السلامة.

تنهدتُ و أنا أجيبها:

ـ الله وياج.

انتظرتها حتى دخلت ثم عدتُ إلى السيارة فاستقبلتني رنيم بسؤالها:

قارئة العيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن