ch1"إليك يا أنا"

1K 52 38
                                    



الفصل الأول:إليكَ يا أنا

قبل ألف سنة أو بعدها تذكر هذا جيدا!

يا إما أن تموت كالبطل أو تواصل العيش وأنت تراقب نفسك تتحول إلى الشرير.

أنت بالفعل قد إخترت أي منهما تريد أن تكون...

أصوات أجراس الريح صدحت في المكان.

أنفاسي إختنقت وسط ذلك الظلام الدامس.

لم أكن أمتلك أدنى فكرة عن مكاني وكيفية وصولي إليه،أحسست بأن ساقاي متصلبتان...ليست ساقاي فقط،جسدي بأكمله كان كذلك.

رفعت عيناي لألمح إنعكاسي يقابلني من بعيد.يدايا كانتا مقيدتان بأغلال من الجهتين ورأسي كان موجها ناحية الأرض...كل تلك النذوب والجروح التي توسط صدري الذي كان عاري جعلت عيناي تتفتحان على مصرعيهما.

الزمن بدى بطيئ عن العادة،وكل ما أمكنني فعله هو التحديق بصمت،حتى صوتي لم يكن موجودا.

صوت شبيه بطرشقة الأصابع...

أدوارنا تبدلت،لقد اصبحت أنا المقيد والأخر هو الحر الذي يحدق بي من بعيد.
أعينه الذهبية حدقت بي بإزدراء قبل أن يقترب بهدوء وينخفض ناحيتي ليقول
"ألم تتعلم من درسك بعد؟ألم أخبرك أن تقتلهم قبل أن يقتلوك؟"

فتحت عيناي بفزع لأجد نفسي مرميا وسط الغابة الخالية،إرتفع صوت الطيور الفزعة التي غادرت الأشجار،بينما عيناي حدقتا بالسماء الزرقاء النقية،الشمس قد أشرقت...

رفعت يدي ناحيتي حين سايرني شعور غريب...هل هذا حقيقي؟ لما يبدو وكأنني أحلم؟

دماء...دماء لطخت يداي،هي لم تكن مني.

من أين أتت هذه الدماء؟

قبل ساعات طويلة،اليوم السابق

داخل القاعة الضخمة التي تدلت منها الثريا التي إمتلأت بالشموع و التي أنارت المكان بشكل كلي كأنه وضح النهار،إرتفع صوت الموسيقى التي تناغمت مع خطوات الثنائيات التي كانت تتراقص بالمنتصف.

إرتفعت الأحاديث والقهقهات مع صوت أكواب النبيذ التي كانت تتصادم مع بعض بين الحين والأخر.

تأنق الرجال ببدلاتهم الفخمة بينما تزينت النساء بفساتينهن الطويلة المنفوشة مع المجوهرات الثمينة.

وسط كل هذا ،وقف بعيدا يتأمل مختلف الوجوه الحاضرة محاولا إخفاء الإمتعاض والإنزعاج الذي كان يحس به،كل الأعين كانت مصوبة ناحيته الرجال كانوا ينتظرون الفرصة لكي ينتهزوها ويتبادلو أطراف الحديث معه بينما الفتيات كن يحترقن شوقا للحصول على رقصة واحدة برفقة الأمير.

كان ينتظر بفارغ الصبر أن ينتهي هذا الحفل ويختلي بنفسه بعيدا عن الضوضاء التي سببت له الصداع والقلق،لكن إنتباهه فجأة تحول ناحية المدخل بسبب الهمسات التي إرتفعت إثر الفرد الذي دخل للتو،شعر أصهب مميز كأنه خصلات نارية وأعين كانت مزيجا بين الأخضر والبني تجعل المرء يعتقد أن الغابة محبوسة بداخلهما وما زادها جمالا كان الفستان الأزرق الداكن الذي جعل بشرتها الناصعة تبدو أكثر بياضا.

Child Of Evil| طفل الشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن