تنهدت هيفاء ثم اغمضت عينها تسمح للنوم يغلبها .فرأت في منامها ان الرجال اللي غزاها في حلمها ماصار غريب عنها صار انسان ثاني كل مشاعر القلب ترق له وتشتاق له العين اذا غاب عنها حست انه بعد ماوافقت عيونهم البارحه اختفى كل تردد كان بينهم.
تنهدت هيفاء برضى وهي غارقه في احلامها.
كانت الغرفه غارقه في نور الشمس لما دخل تركي الغرفه وشاف عمته نائمه بهدوء وكان بادي عليها الاسترخاء ابتسم بفرح كامل ورضى وتقدم من السرير اللي قدامه وباس عمته على جبينها وفتحت عينها تطالعه بكسل مبتسمه ثم مدت يدها نحوه تلمس وجهه شوي قبل ماتنزلق من جديد وقد غالبها النعاس مره ثانيه.
التفت تركي مره ثانيه في الغرفه الوسيعه يبحث عن الثلاجه لانه طلع من البيت الصبح
بدون مايتفطرناوي انه يزورعمته زياره سريعه ويرجع الشركه يكمل الشغل المتراكم عليه ابتسم تركي من اصوات معدته اللي تنادي من الجوع وكمل طريقه للمسافه الطويله بين السريروالحمام على امل يلاقي ثلاجه وسرعان مالقى اللي كان يدور عليه ..لما فتح الثلاجه شاف ماألذ وطاب من الاكل والمشروبات ابتسم لروعة المنظراللي قدامه والتفت يبحث عن الصحون لكن في شئ غريب لفت انتباهه كان وراء الحمام مساحه صغيره وباين من المساحه المخفيه وراء حائط الحمام طرف سرير..مما استدعى فضول تركي
انه يروح ويستطلع هالشئ اللي ماكتشف وجوده الا اليوم .قفل تركي باب الثلاجه وكل ماقرب تركي من المكان المقصود انكشف جزء من السرير وكان من الواضح انه في شخص يشغل هالسريرولما وقف قدام السرير وتبين شكل الشخص النايم على السرير تركي جمد بمكانه وهو مو مصدق..اللي كانت نايمة كانت هيفاء نايمة بهدوء وشفايفها مفترة بابتسامه ..قعد يتأملها من غير مايحس بنفسه بكل حنيه من حنايا جسمها ووجهها الملائكي و حس بمتعه غريبه وهويتأملها في هذا الوضع وهي نقطة الضعف عند الانسان عرف تركي في نفسه اللي يسويه الحين غلط لكن ماقدر يحرك رجوله كان بوده يخلي هاللحظه تدوم للابد في هالوقت غزت قلب تركي مشاعر غريبه ورغبه مجنونه تتمنى بجنون ان هيفاء تكون ملكه ولوحده لكن عقله ذكره مره ثانيه ان هيفاء اصبحت من املاك اخوه حس بالغصه في حلقه من هالحقيقه المؤلمه نزل تركي راسه بحزن .. تحركت هيفاء على السرير وكأنها على وشك انها تقوم من النوم وفتحت عينها بكسل مبتسمه لكن هالابتسامه سرعان ماختفت وحل مكانها علامات الصدمه لما شافت تركي واقف يتأملها روادت هيفاء الظنون انها لساتها عايشه في احلامها . فقام تركي بلمح البصر تحرك من مكانه وراح عند الثلاجه وهو حاس ان ريقه ناشف فتح الثلاجه وطلع عصير برتقال ورفعه لفمه عشان يشربه لما سمع صوتها وهي تتحرك في السرير بلع ريقه بصعوبه وهو يحس ان مشاعر غريبه تشق طريقها الى قلبه لأول مره..
هيفاء جمدت بمكانها لما ادركت انها ماتحلم فمسكت اللحاف بقوه وهي تنادي بصوت منخفض:تركي ممكن درب عشان ابغى الحمام؟
تركي بجمود وهو يعنز جسمه على الثلاجه: خذي راحتك.
هيفاء اول ماسمعت صوته حست برجفه تسري على عمودها الفقري قامت من السرير بسرعه لمت ملابسها وخذت فرشاة اسنانها ومعجونها وتوجهت ليمن عند الستاره ومن وراها نادت: امررر ولا لأ.
تركي سكت للحظه وهو يتأمل ظلها من ورا الستارة وببرود: مري انا رايح عند عمتي...
هيفاء ادركت مدى فداحة غلطتها لما فكرت تبات عند خالتها وشلون مافكرت احتمال انها تشوف تركي كان كبير الا أكيد ..وهي تحس بالعجز من السيطره على مشاعرها المجنونه وجدت الطريقه الوحيده عشان تهدئ احاسيسها واشواقها الغير المرغوبه انها تبتعد عن طريقه في المستقبل على الاقل الى اليوم اللي تتزوج فيه نواف تكون ساعتها تحكمت في مشاعرها.
*****************
في نفس اللحظه كانت العنود قاعده بالبلكونه تتأمل الشارع وتتأمل الزراع وهو يسقي الزرع البارحه ماجاها نوم من التفكير وبمصيرها المجهول والتساؤلات اللي هاجمتها بدون رحمة ما اذا كانت بتحب مرة ثانية وما اذا كان حبها لفواز مجرد اعجاب..تنهدت بتعب وانبطحت على الكنبه وغمضت بعينها مستمتعه بلسعة الشمس على بشرتها البيضا لغاية ماجا ظل ووقف بينها وبين الشمس افتحت عينها وحصلت محمد واقف فوق راسها وهو يهز راسه:الحمدالله والشكر ...تتشمسين؟
العنود رجعت غمضت عينها: شوف ياحمود ترا مو فاضيتلك..وش تبي؟
محمد:امي تبيك تنزلين تحت..
العنود بطلت عين واحده:ليه؟
محمد هز كتفه وهو طالع:مادري.
العنود قامت من مكانها وراحت لدولابها وطلعت لها بنطلون جينز مريح وخذت معه تي شيرت اخضر قان ابرز بياض بشرتها وبعد ماخلصت انزلت تحت وحصلت امها قاعده بالصاله تتكلم بالتليفون وقفت عندها:يمه تبيني؟
ام حمد تاشر لها انها تقعد وتنطر لغاية ماتخلص من التليفون اتجهت العنود للكرسي وقعدت عليه وبدت تفرفر القنوات وحصلت فلم فخلته عليه وتمت تتابعه ..
ام حمد:العنود يمه؟
التفتت العنود على امها: لبيه يمه.؟
ام حمد: يمه متى بتشترين لك فستان حق عرس بنت عمك؟
العنود بتقطيبه:قصدك الهنوف؟
ام حمد: ايه ..
العنود بتفكير: وش رايك بالفستان اللي اشتريته من لندن؟
ام حمد:أي واحد؟
العنود:يمه اشفيكي الفستان الاحمر اللي قسته ووريتك اياه انتي وخالتي ام فهد..
ام حمد :اه بلى تذكرته ..ايه حلو مره البسيه..
العنود وهي تنزل راسها:بس يبي له تضويق شوي.
ام حمد بحده: اصلا مايحتاج تقولين ..مبين عليك انك ضعفانه من رجعنا وانتي اللقمه ماتذوقينها..
العنود سكتت وماردت ..ام حمد وهي تتنهد:المهم متى بتروحين المشغل عشان يضوقونه لك؟
العنود وهي تقوم من مكانها :بعد الغدا بتصل على هيفاء بشوف اذا بتروح معي ...
راحت بسرعه ترقى الدرج لا نها مشتاقه تقضي يوم مع هيوووف لحالهم وتمنى في خاطرها انها توافق ولما وصلت لغرفتها راحت تدور على الموبايل بفوضويه وهي تحس بجنون لانها مالقته رفعت يدها في الهواء دليل على نفاذ صبرها وبعد بحث طويل شافته تحت السرير رفعته ودقت على هيفاء ..
العنود وهي تهز رجلها بغير صبر:يللللللا هيوووووووف ردي.
كان يرن بس ماحد يشيله، كانت العنود بتقفل الخط بعد ماقعدت على السماعه عشر
دقائق بس في شخص على الخط الثاني رد عليها.
العنود تنهدت :اه واخيرا هيوووووف ..كان مارديت احسن.
صوت امرأه كبيره في السن:الوووو..من معي..؟
العنود خافت:الوووو.. هذا مو رقم هيفاء ..
الصوت اللي على الخط ابتسم:بلللللا هذا رقم هيفاء ..مين العنود ..؟
العنود ضحكت لما تعرفت على صاحب الصوت:هههههههههه مين خالتي ام فهد اسمحيلي على بالي ان هيفاء اللي بترد علي.
ام فهد بنعومه:اعذريني ياحبيبتي كنت اسمع التليفون يرن يوم شفت انه ما سكت كسر خاطري اللي يتصل قلت لا زم ارد .
العنود باستغراب:ليييييييش اجل هيفاء وين هي..؟
ام فهد بتفكير:هيفاء ياحبيبتي باتت البارحه عند خالتها لطيفه ونست موبايلها في البيت.
العنود بصوت يحمل خيبة الامل:اها خلاص يالغاليه ماراح اطول عليك وعالعموم اذا جات هيفاء من المستشفى ياليت تقولي لها تتصل لي ضروري.
ام فهد :ان شاء الله ..يلا حبيبتي مع السلامه.
العنود بحزن:مع السلامه.
العنود فكرت يالله عليها مافكرت تبات عند خالتها الا اليوم اللي بغيت اطلع معها يعني مافي اي وسيله ثانيه اقدر اتصل عليها ..قطع سلسلة افكار العنود صوت رنة موبايلها.
شافت الاسم على الجوال "الجوهره" فرحت من قلب لانها جات في الوقت المناسب.
العنود بحماس:الوووووووو ..ولك اهلييييين وسهلين بالججججججوهره.
الجوهره ضحكت:مرررررررررررررحبا خيتو ..كيفيك اشتقت لك كتير .
العنود باستخفاف دم:وانت اكتتتتتتتتر ..هاكيفك حياتي منيحه.
الجوهره بجديه:اقوول العنود خل اللهجه اللبنانيه لاهلها ترى ماتصلح لنا.
العنود ضحكت:ههههههههههه وانت الصادقه ..الا انت وينك اشوف من لقى احبابه نسى اصحابه.
الجوهره وهي تفسر:والله يالعنود حقك علي بس كنا مشغولين ..والاهل بعد ماقصروا من يوم نزلنا بالمطار وكل يوم عزيمه على شرفنا.