part 25

78 2 0
                                    

تركي طلع من الشركه يمشي من غير وجهه معينه على الرصيف بدون مايعرف وين بيروح ولايهتم للمكان اللي بيروح له كان كل همه ان ينفس عن الضيقه اللي
في نفسه حس تركي انه في شئ ثقيل معتمر على قلبه خاطره يطلعه فاأعتبر ان
الشغل الوسيله الوحيده اللي بتنسيه همومه ،فحاول يغرق نفسه بالشغل عشان ينساها
لكن محاولاته بائت بالفشل لان كل نفس يتنفسه هيفاء عايشه فيه،هيفاء كانت جزء منه ومن روحه ،كان تركي يؤمن ان الجسد مايعيش بدون الروح لكنه اكتشف انه روحه تركها وراه عايشه في السعوديه فكيف ياترى ينفصل الروح عن الجسد..
كان الماره على الرصيف يطالعون هالشبح الهائم بفضول كأنه من عالم ثاني لانه يمشي من غير توقف ولا كأن الناس عايشه معه في هالكون .
تركي وقف عند تقاطع الاشارات ينطر تغير لون الاشاره ،كان دايما يعتبر لندن بلاده الثانيه عشان يأخذ استراحه من الرسميات والشغل ويحس بالراحه فيها اول ماينزل في المطار لكن هالمره حس بالوحشه واصبحت فجاءه بارده وضيقه وكأن الكون كله وقف على تعاسته ،رفع تركي رأسه يسمح لعيونه أخيرا تأمل اللي حوله شاف في الجهه الثانيه من الشارع بنت محتشمه باين من مظهرها أنها خليجيه واقفه مع طفل صغير وتبتسم له بنعومه وفجأه بطريقه مؤلمه تحولت ملامح وجهها الى ملامح هيفاء الناعمه تبتسم له ،أتسعت عيون تركي من الصدمه وتجمد في مكانه جزء منه كان يبغي يعبر الشارع بسرعه ويقترب منها بلهفه عشان مايخونه خياله أختفت في لحظه عن بصره بسبب الماره تلفت تركي يمين ويسار يدور عليها ورجع يشوفها لكن هالمره كانت مرأه مجهوله بالنسبه له بينما المرأه كانت تطالعه بخوف من نظراته الغريبه تنهد تركي بيأس وأحباط ونزل رأسه عباره عن خيبة الامل كانه شخص خسر معركته مع الموت.

************************************************** *******

بعد يومين من ملكة العنود كانت هيفاء قاعد على المرجيحه في الحديقه وتصفح مجله بدون ماتقرأ كلمه واحده لأن بالها كان في مكان بعيد ،وقلبها سرقه شخص
ولافكرت تستعيده منه لان قلبها كان ملكه من البدايه وراح يظل ملكه،انقطع حبل افكارها لما قعدت جنبها مها أختها وتحرك الكرسي بسرعه كأنها تفكر باللي راح تقوله .
مها بتردد:أمممممم هيفاء..!
هيفاء وهي تصفح المجله بملل:نعم مها..
مها وبعيونها سؤال:كنت بسألك يعني الحين انت بتتزوجين نواف خلاص.
هيفاء مسكت الصفحه بقوه تفكر لثواني بعدها غيرتها:أي وش رأيك يعني..؟
مها كانت تلعب بأصابعها بتوتر:لابس كنت أسأل .
هيفاء حست ان بين كلمات أختها شئ تبي توصل لها:ليش أنت ماتبيني أخذه ..؟
مها رفعت عينها لأختها بخوف:الصراحه انا ماأبيك تأخذينه ..!
هيفاء تركت المجله والتفتت لاختها باهتمام :ليش أنت شايفه عليه شئ..؟
مها كانت منزله رأسها متشككه وتعبث بخيوط الكرسي .
هيفاء نادتها بألحاح:مها أرجوك قولي لي..؟
مها التفتت حوليها تهرب من الجواب:ماأدري وش أقولك هو مافيه شئ بس ..
هيفاء مسكت يدها برجى:بس وشو..؟
هيفاء ابتسمت لها تشجعها :قولي ماراح أزعل.
مها وكأنها تطمنت:هيوووووف انا أحبك كثير ونواف هذا مايستاهلك صدقيني.
هيفاء طالعتها بنظرة شك:ليش انت شايفه عليه شئ .
مها وهي تفكر:ماأعرف وش أقولك نواف واجد مغرور وشايف نفسه على وشو ماأدري .. أنت ماتشوفينه لما يجي بيتنا يشوفني ولايسلم علي عكس تركي يراعي الصغير والكبير.
هيفاء توقف قلبها عن الخفقان وردد لسانها الاسم تلقائيا اللي ردده قلبها الاسابيع طويله:تركي.
مها وهي تتابع تعابير أختها المخطوفه:أي تركي ليتك تأخذينه يا هيفاء بدال نواف ..نواف ماعمره كلم وسأل عن أخبارنا ولا حتى حاول يزور بيتنا.
هيفاء سرحت عيونها في الفراغ تستمع لصوت أختها وكأنه يأتي من بعيد بينما أفكارها أحتله شخص واحد ..ردت هيفاء بصمت شخص يامها لوكان يحبني ماترددت ولا لحظه أني أتزوجه.
مها مسكت يد أختها تذكرها بوجودها:هيفاء تسمعيني ..!
هيفاء هزت رأسها بأحباط كأنها تعترف بها الحقيقه القاسيه:اسمعك يامها.
مها وهي تحاول تتذكر:لوتتصورين ياهيفاء قد أيش تركي حنون معنا ..راح مره في لندن معنا أنا وأمي السوق وأصرأن أمي ماتدفع ولافلس ولافوق ذا كله بقولك شئ بس ماتعلمين حد.
هيفاء خرجت من شرودها والتفتت لاختها تنتبه لها بملل :ماراح أقول لأحد تكلمي.
مها أبتسمت بحماس: رحنا السوبر ماركت نشتري تموين للشقه لما دخلنا تركي مسكني على صوب وسألني ..لكن تصوري وش سألني..؟
هيفاء تسارعات دقات قلبها خايفه من اللي راح تقوله أختها لكنها ردت لاأراديا:وش سألك..؟
مها وهي تتابع الكلام بجديه:سألني وش الأكل اللي تحبه هيفاء .
هيفاء حست بالدم يتجمد في عروقها من الصدمه وتجمعت الدموع في عينها مو قادره تصدق اللي تسمعه..لمست كلمات الاهتمام قلبها بألم..أحرقت الدموع عيونها والعبره خنقتها بشده.
مها مالاحظت التغيراللي صارعلى أختها وكملت سرد حديثها بأستمتاع:قلت له انك تحبين الكروسون بالجبن على الفطور والباستا على الغذاء بعدها سألني عن الشوكلت اللي تحبينه باهتمام ..قلت له ماأعرف فراح أشترالك كل انواع الشوكلاته ولما رجعنا الشقه حطها في الثلاجه عشان ماتعرفين أن هو اللي شراها.
هيفاء دموعها اللي حبستها تدرجت على خدها تطلق لالأمها العنان والمعاناه اللي رافقتها في الاسابيع الاخيره فكان كلام أختها مها مثل الشعره اللي قصمت ظهر البعير.
مها ارتاعت من دموع أختها اللي ارتاحت على خدها الحزين وعيونها الشارده في البعيد :هيفاء حبيبتي وش فيك..
هيفاء لما سمعت صوت أختها أغمضت عينها بقوه تهرب من الحقيقه ..مستحيل هذا يكون تركي الجاف ..تركي قاسي مستحيل يصير رقيق وحنون ..لكنها أكتشفت انها حكمت عليه من موقف واحد ورسمت الشخصيه اللي تناسبه من خيالها ..شخصيه أنانيه ماتحب ولاتهتم بمشاعر الناس ..لامت هيفاء في نفسها أختها لأنها كانت تحاول تكرهه لكن اختها وعتها بدون ماتدري وعتها للواقع بأن تركي طلع عكس ظنونها.
مها وهي تحس بالخوف من منظر أختها:هيفاء خوفتني ..قلت شئ غلط.
هيفاء قامت من الكرسي بقوه وركضت بأتجاه البيت برعب ومها ظلت في دوامه من التساؤلات والشكوك من التغير اللي طرأ على أختها .. مها لحقتها توقفها بخوف ..لكن هيفاء تابعت ركضها، هربت هيفاء بكل مشاعرها المكبوته بكل جروحها النزيفه وقلبها العليل..كأن شبح تركي بنفسه يطاردها.

رواية سعودية / لعبة الأقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن