الفصل الرابع عشر

76 10 0
                                    


الفصل الرابع عشر

خرجت داليدا ممسكه بيد بيلا رافعه رأسها بشموخ لا تحيد بنظرها عن الأمام على عكس بيلا رغم الأنهيار الداخلي الذي تعاني منه إلا أنها بدت كطفله تمسك بيد أمها متطلعه لما حولها بأنبهار.... تتفلت كل ثانيه تقريباً..... ورغم تناقض هيئتهم إلا أن قلوبهم في تلك اللحظه كانت تخفق بجنون من فرط الحماس ...... هاهي داليدا ممسكه بيد أختها أخيرااا كأنها كسبت جائزه تقدير لتحملها وحده أجبرت عليها.... وكأنها ظهرت لتعوضها عن الفراق الحتمي القادم بأول شخص مد يده بالحنان والرعايه قبل زواجهم بل منذ اليوم الأول لمعرفتهم......
وبيلا بعد صدمتها في ما تدعي أمها تشعر أن داليدا هي العوض عن فقد امها للمره الثانيه .....

خرجا من الشركه وسط نظرات الموظفين وهمهماتهم عن رئيستهم في العمل.... السيده الانيقه الساحره وتلك الطفله الكبيره المشرده...
ركبا السياره بصمت وغادرا... ليبقي أسر ويامن ينظران في اثرهم بحسره وصدمه متأخره...
ثم نظرها لبعضهم البعض وانفجرا ضاحكين...... سارا بصمت تجاه سياره يامن وبكل تلقائيه اعطي يامن المفاتيح لأسر ليقود وجلس بجانبه

كسر أسر الصمت ضاحكا بسخريه وهو يقول:«أجتمع المتعوس على خائب الرجا..... بعد كل تلك المعارك غادرت مع غريبه بالنسبه لنا ولها...»
حك يامن جبينه بأرهاق قائلا:«غريبه لكنها أختها ويبدو أنها ستهتم لأمرها كثيرا بغض النظر عن كونهم كالشرق والغرب في الطباع...... وبعد ذلك سيكون كامل الأختيار لبيلا عن كيفيه سير حياتها»
أماء له أسر بحزن.... التناقض في مشاعر يامن تجاه أسر يكاد يفقده عقله فهو يشفق عليه بقدر ما يحقد عليه...
لكنه تغلب على مشاعره قائلا:«وأنت ما هي خطتك القادمه؟»
ضحك أسر بمراره قائلا:«سأذهب الأن للمنزل وأجمع كل أوراقي الخاصه وبعدها أستأجر أي شقه صغيره وأبحث عن عمل...»
صمت يامن قليلا يفكر ثم تنازل من وجه نظره قائلا:«ما رأيك في العمل معي لكن بشهادتك فالأن لا يصح أن تعمل سائقي بعد كل ما حدث..... فللأسف أنت أخو بيلا من وجهه نظرها المريضه... لكنك لن تكون تحت اشرافي انا ستكون مع اختي كندا لأني خصصت قسم من الشركه لتعمل فيه لذا هيبحاجه موظفين جدد ولن أجد افضل منك ليحميها ويكون معها »
لم يكن يامن بالنبل ليفعل ذلك دون سبب فهو يعلم أن بيلا لن تترك أسر حتي لو تركته هو وكون أسر بجانبه اذن يوجد طريق مفتوح او حتي مغلق لكنه سيفتحه......
ولكن أسر بمجرد سماع أسم كندا وضحت في مخيلته امرأه رقتها في رقه النسيم... يتخيل رائحه الورد في شعرها والمسك في القرب منها... امرأه لم يرها سوي بشعر متطاير حول وجهها ودموع تسقط على وجنتيها كالندي على الورود.... امرأه الورد
حاول عدم اظهار الحماس في نبره صوته قائلا بكبرياء مصطنع:«حسنا سأفكر وأرد عليك..... والأن نحن وصلنا...... ثم اكمل بحنق..... ثم أنا لست سائق جنابك لما تعطيني المفتاح لأقلك!!!!»
أبتسم يامن بسماجه وهو يفتح السياره قائلا:«حكم العاده يا نسيبي....»
ثم خرج منها تاركا أسر يسبه بحقد.....
#########
دخل أسر لغرفه أخته مرهقا مستنزف المشاعر وتساقطت قناعات الجمود واحد تلو الأخر ليظهر وجهه في تلك اللحظه كعجوز هرم.... كانت كندا مستلقيه على سيريرها تحدق في الفراغ حتي شعرت بوجود يامن
أبتسمت له ابتسامه باهته وفتحت ذراعيها له... ليقترب منها ويحتضنها وكانا في تلك اللحظه في أشد الحاجه لدعم بعضهم
لكنه أبتعد عنها بعد فتره واستلقي على قدمها قائلا بهم:«لقد أعدتها لأختها ولكن قبل أن أستعدها لي وأستعيد نفسي من تلك الحادثه...»
حدقت به بعدم أستيعاب فتره إلي أن قالت شاعره بالذنب:«أنا السبب فلقد كنت تعتمد علي أن نقترب واقربها منك لكني كالعاده مرضت وخذلتك
قاطعها بصرامه وحزن قائلا:«لست السبب.... لكن أسر لم يتقبل تصرفاتي المبالغ بها وقدم أستقالتهم اليوم... فلم اتحمل وواجتهم وبعدها اخذتها لداليدا ومطالب مني الأنتظار.. هل ستعود للعمل معي أم ستذهب للعمل بأملاكها...»
كان صوته معذب... مجروح... مهزوم..... وكانت كندا معطوبه... عليله النفس.....جسد بلا روح
فلم تستطع مداواته... كان احق بها مداوة نفسها

عتمه البرق  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن