هحاول انزل الجزء التاني بليل ان شآء الله واسفه علي التأخيربعد مرور أسبوعين
كانت داليدا أعتادت علي منزل يوسف بكل ما فيه من هدوء الرفقه بينها وبين يوسف..... و جنون وتهور ملك حتي في حديثها.. طاقه ملك التي تجعل المنزل له روح بل حياتها الراكضه أصبحت لها معني بوجود رفقه كملك ويوسف.....
لكن تظل خائفه من التعود علي الأمان والصحبه... تذكر نفسها بأن كل ذلك مؤقت... لتعود مره اخري لمدينتها حيث وحدتها وعملها...
واليوم هو أخر يوم قبل عودتها لعملها تنوي المكوث في مدينه عملها عده أيام لأنجاز ما تراكم عليها فبرغم عملها الالكتروني لكن يظل العجز قائم بنسبه في الشركه بسبب غيابها....
كانت تعلم تأخر يوسف فلقد كان متعجل بسبب مشكله أصابت صديقه اياد فنزل علي عجل بعد أن كان جالس في الغرفه بلا سبب محدد...
تشعر أنهم يروقهم الجلوس معا فهو يكاد لا يغادر الغرفه وهي كذلك.... لا يخرجا منها سوي للجلوس مع ملك حتي لا تمل... كما انها احبت صداقتها جدا كأخت كبيره لها
رغم أنهم بالكاد يتبادلا الكلمات هي ويوسف... لكن تظل رفقه فارس الأحلام تكفي لها.......
ولعلمها بتأخره قررت أرتداء منامه بدون أكمام ورديه وشورت فوق الركبه بقليل واطلقت العنان لشعرها الأسود الحريري ليكن في نفس طول المنامه الورديه....
تشعر بأنها حره الأن بعد مغادرته للغرفه... فهي دائمه الجلوس أمامه بكامل ملابسها المحتشمه عدا الحجاب ولوحدتها الطويله أعتادت علي أرتداء ما يحلو لها في المنزل....
فلم تستطع مقاومه أرتداء منامتها الجديده لبعض الوقت فقط...... وقررت تأجيل العمل لغد عند سفرها لمدينتها.....
نزلت للجلوس مع ملك فبعد أن أعتادت عليها صدمت من أنها لا تمانع أن تراها ملك بملابسها تلك رغم تحفظها الشديد في البدايه....
كانت ملك تجلس في غرفتها أمام التليفاز وبجانبها علي السرير مكسرات ومشروبات غازيه و مقرمشات مختلفه....
كان بابا الغرفه مفتوح فدخلت داليدا بصمت لتري حفله التغذيه الخاص بملك.... فحمحمت بضحك. لتوجه ملك وجهها ناحيه الباب لتشاهد داليدا لتتوسع عينيها بأنبهار وفغرت فاهه الملئ بالطعام
فصاحت بها داليدا بمزاح:«أغلقي فمك ما ذلك القرف!»
أغلقت ملك فمها ثم عادت تفتحه كسمكه غريبه الشكل.... فضحكت داليدا ضحكتها المجلجله الأنثويه..... لتتوسع عيني ملك أكثر...
قالت ملك بانبهار:«أتعلمي يا داليدا.... أشعر اني لأول مره أري أنثي بحق.... أنتي جميله جداً... بل فاتنه»
نظرت لها داليدا بتوجس مضحك من طريقتها
فضحكت ملك قائله:«لا تخافي.... أقتربي لتشاهدي مسلسلي المفضل أنه رائع ولم تشاهديه من قبل بالتأكيد»
أقتربت داليدا لتشاهد المسلسل فإنفجرت ضاحكه مره أخري لدرجه الأختناق وعدم القدره علي التنفس ظلت تسعل بشده ....
ظلت ملك تسم بالله وتردد الشهاده وهي قلقه لكن تملكت داليدا نفسها سريعا
فنظرت لملك مدمعه العينين قائله بصعوبه:« لن أعيش في جلباب أبي يا ملك أتقي الله.... لقد كانت أمي تشاهده كل يوم علي مدار السنين حتي في الاعاده...»
نظرت لها ملك بامتعاض طفولي قائله:«أنا أحب عبد الغفور البرعي وفاطمه... ما دخلك انتي انهما الثنائي المفضل لدي... شاهدي بصمت ومن اليوم ستتابعيه معي»
نظرت لها داليدا متذكره أمها فملك دائما تثير فيها مشاعر الفقد وتذكرها بموت أمها..... سواء في اهتمامها بطعامها أو حنانها ليوسف وحبها له او حتي درامتها المفضله.....
سحبتها ملك من كفها فجأه لتجلس داليدا تشاهد المسلسل معها
لتنظر لما علي السرير من طعام قائله:«أتعلمي؟! ظننت أني المرأه الوحيده التي لا تهتم بالحميه.. ولا تتابعها..... أشعر ان الطعام هو متعتي.... فلم أهتم يوماً بتقليل كميه طعامي.. فقط أمارس الرياضه... لكن اليوم وجدت من هو مثلي»
نظرت لها ملك بأمتعاض وحقد طفولي وهي تتناول المشروب الغازي قائله:«لكنك جسدك يذكرني بهيفاء وهبي.... لكن انا اشعر بانني وهبي نفسه.....»
ضحكت داليدا بانطلاق قائله:«أتعلمي انتي حقا ترفعي الروح المعنويه لأي شخص عداك... إنتي اقل مني حجما بالمناسبه بكثير.....»
ضحكت ملك هي الأخري قائله:«أعلم أنني اقل وزن.... وهيا لنشاهد مسلسلي للمره العاشره منذ الولاده»
ظلت داليدا وملك يشاهدا التليفاز في جو من المرح لم تعتاده داليدا لكنها أحبته بشده... متناسيه تحفظها وخوفها وما هو قادم...
قررت الأستمتاع بحنان يوسف ودفئ صحبته... وخفه دم ملك وأمومتها الفطريه.
لم يشعرا بالوقت وهم يتنقلا من مسلسل لفلم و حكت ملك عن بعض تفاصيل حياتها هي ويوسف في الماضي.... ليزداد أحترامها لهم وتقديرها لكل ركن بناه يوسف بمجهوده....
حتي سمعت صوته يقول بمرح غير منتبه لوجودها:«ملوكه..... لقد احضرت لك التين الشوكي كما طلبت لم ارغ.....
تسمر مكانه قاطعا حديثه عندما رفع رأسه من الاكياس التي كان يصب انتباهه لها ليجد داليدا ماثله أمامه في أجمل صوره لأنثي كامله وشعرها ثائر حول فخذيها بمنامتها المهلكه ووجها الأحمر من هول الموقف.....
وقبل أن يعي أي شئ وجدها تخرج من الغرفه متمتمه بكلمات غير مفهومه أو عقله هو من كان لا يعمل ليفهمها....
بعد خروجها وقف هو يحاول تجميع ما بعثرته هي لأول مره كمراهق لم يري نساء من قبل
انتفض فجأه من مكانه علي صوت ملك متصنعه الغلظه قائلا:«لن أنتظر التين كثير... أعطني أياه وأذهب لمن أخذت عقلك.....»
نظر لها بأمتعاض وأعطاها الكيس وغادر بصمت
دخل غرفته ليجدها جالسه علي أريكتهم رفيقه الأسبوعين فقد كانا يجلسا عليها متجاورين لأنجاز أعمالهم العالقه ومبادله الأحاديث عن العمل أو عن مواضيع عامه......
أنتبهت لوجوده فرفعت أنظارها بوجهها الفاتن المشوب بحمره الخجل وهو الذي كلما رأي خجلها يشعر بالتشوش لكن أنتشاء لا يعلم مصدره يجتاحه.... فكيف لمرأه في قوتها وعمليتها أن تمتلك خجل من مجرد النظر لوجهها.... ولم يعلم هو أنها لا تخجل أو تشعر بأنها أنثي سوي في حضرته...... ولا تعلم هي أنه لم ينظر لأمرأه كانثي إلا هي.......
تنحنح بحرج لا يعلم مصدره محاولا عدم النظر إليها حتي لا تخونه أفكاره تجاهها
تحدثت هي بثقه مفاجأه قائله:«يوسف..... لقد قررت السفر غدا لمتابعه الشركه وسير العمل...»
قطب جبينه بتركيز قائلا:«وهل ستسافري كل يوم مجئ وذهاب لمتابعه الأعمال؟!! لما لاتتابعيها كما كنا نعمل طوال الفتره الماضيه»
أغتاظت من نبرة التحكم في صوته فصاحت بحده:«وأنت لما لا تتابعها معي من المنزل!!!! ونجلس نحن معا بعد أن نفلس لنقشر بطاطا..... كما أنك ليس لديك أي دخل بحياتي..... الفتره القادمه سأبلغك فقط بتحركاتي لكن لا يحق لك التحكم بي بأي طريقه....»
بهت من مهاجمتها المفاجأه فهو فقط كان يتسأل فوجدها أنقلبت من أرق وأجمل امرأه لأشرس وأعنف كائن حي على الأرض......
رد عليها يوسف بحده مماثله:«أنتي زوجتي ويحق لي منعك إن اردت ذلك..... وأنا لم أمانع بالمناسبه لكل تلك الدراما..... كنت أنوي السفر معك لأول سفر لك بعد زواجنا... لكن من الواضح أنه غير ضروري بالمره...»
تركها وغادر الغرفه لتبقي هي تأنب نفسها على أنفعالها فالفتره التي عاشت فيها مع عمها وأبنه عانت أشد المعاناه من عقليتهم المتعفنه وقوانينهم وعاداتهم الباليه التي لم تفرض سوي عليها وفقط.... لذا أصبح لديها حساسيه من نزعه التحكم عموما..... لكنها ذكرت نفسها أنها هكذا افضل حتي لا تعطي له مساحه في حياتها....
وهي تعلم علم اليقين أنها مؤقته.....
أنت تقرأ
عتمه البرق
Romanceجحيم حياتها ونعيمها يكمن في قوه شخصيتها فهل ستستطع الموازنة أم للمكابرة بداخلها رئياً أخر؟!