الفصل السادس عشر

67 4 0
                                    

الفصل السادس عشر

لأول مره تبكي دون أكتراث للمكان أو الزمان الذي هي فيه.... لم تبكي سوي أمام اياد نفسه... عندما ادركت حقيقة محمد....... محمد ذلك الوغد حتي بعد أن أكتشفت أستغلاله لحبها ليسيطر عليها ويجعلها تكف عن بعثرة أوراقه وهي الساذجة التي أنكبت على وجهها... وعاشت حلم لم يكن على قياسها أبداً....
كان تتردد أحيانا التقصي ورائه.. واثبات جرائمه بالأدلة...... أكبر دليل علي مبادئها الواهية.... يتمثل في ذلك الموقف... لكن الأن رمت كل ذرة شعور تجاه محمد....سواء حقيقة أو وهم لا يهم حقيقة مشاعرها في الماضي ما يهمها هو اياد رفيقها...الأن وفقط...

كان ينطبق عليها المقوله «تشتري الرخيص وتبيع الغالي»

تذكرت كم مرة أهملت أياد وضايقته... وكم جرحته ووبخته بسبب ذلك الوغد...

ورغم كل حقارتها معه وادعاءها المثالية الواهيه وهو الذي كان يتعرض للمخاطر بدلا منها.... ظل على شهامته ونبل أخلاقه... حماها وكأنها حياته هو... بل أغلي أنه الأن بين الحياه والموت.... وبسببها!!!

وهي الأن وسط أنهيارها تفكر أنها لم تكن تجرؤ علي الدفاع عن حق نملة حتي سوي بوجوده... لعلمها أنه سيتلقي مصائبها على عاتقه....

وكم صدمها ذلك الخاطر وهي تنظر بعينيها المتورمتين لحجرة العمليات التي يقبع فيها من أعترف لها بحبه.... من أكتشفت أن فكره عدم سماع صوت تنفسه بالنسبة لها..... الجحيم بعينه.....

لكن ما يمزقها أربا نظرة الكراهية والحقد من صديق اياد.... حتي أنه لم يوافق على أن تكون بجانب اياد في سيارة الأسعاف في البداية... لكن مع اصرارها خاف هو على تأخر حالة صديقه أكثر فوافق رامقا أياها نظرة مزدرية كأنها حشرة مقززة...

كم هو مؤلم شعور النبذ.... حتي مع عدم أهتمامها بيوسف أو رأيه بها..
الأن شعرت بمقدار ضئيل مما عاناه اياد بعد زواجهم.....

حاولت النظر إلى غرفة العمليات التي مجرد النظر إليها وتخيل اياد فاقد للوعي... والأطباء يفعلوا به ما لا تعلمه. حتي ينقبض صدرها....

ثلاث ساعات أمام غرفة العمليات.... تقف كالعاجزة مكتوفة الأيدي.... يتم رمقها بحقد كلما وقعت عينيها في عين يوسف.... مكدومة الوجه... رثة الثياب...

حاولت تجليه أفكارها عن كل ذلك الأن... المهم نجاته فقط... وهو الأن بين يدي الله إن أراد نجاه وأعاده سالما وإن أراد أخذ أمانته...... لذا ظلت تدعو الله بما تعرفه من أدعية وتستغفر وتحوقل... رددت كل ما حفظته من قرأن وأدعية بنيه نجاته......

وعلى الناحية الأخري... كان يوسف يشعر بمزيج من الرعب على صديق كفاحه... فرغم أختلاف طباقاتهم سابقا إلا أنه دعمه وشد من أزره.... فاياد من عائلة ثرية... وكان يعمل في مصانع عائلته إلا أنه ظل مع يوسف..... حتي افتتح يوسف شركته بعد سنين ومجهود.... وبعدها إنتقل اياد للعمل مع يوسف لعدم رغبته في أن يكون تابع لأبيه.....
أمسك مصحفه الصغير الملازم له وبدء في القراءة بقلب خائف ونفس يضيق من التخيلات المميتة.....

عتمه البرق  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن