أمتلكت كياني17
أستيقظت على رن هاتفها من رقم مجهول فشعرت بقبضة في قلبها ترددت أن تفتح الإتصال ولكن عزمت أن تفتحه
كيان بتوتر وخوف: الس... السلام عليكم
المجهول: وعليكم السلام كيان خلال ربع ساعة هكون عندك تكوني جهزتي شنطتك وباسبورك هننزل مصر وياريت تأجلي أي كلام وأي صدمات لحد ما ننزل
صدمت من حديثه، كيف تطلع على رقمي الجديد؟ ولماذا نبرة الحزن في حديثه؟ هل حدث شيء له أو معه؟ ولماذا يتحدث بصرامة هل الأمر مرتبط بي؟ أم هذا فخ يريد أن يوقعني فيه؟ لا أعرف كيف أتصرف الآن
ظلت جالسة متوترة حتى سمعت أحد يدق الباب
لتردف بخوف: مين
أنس: أفتحي يا كيان خلينا نمشي من هنا
كيان: مش هنزل مصر يا أنس وابعد عني بقى
أنس: أفتحي الباب علشان مكسروش مش وقت عناد
اخافت من نبرة صوته وفتحت سريعا فدخل بسرعة وأغلق الباب نظر لها بإشتياق شديد وتأمل ملامحها، ولفت أنتباهه أنها ترتدي بيجامة بناتي من اللون البينك الهادئ وكانت مستيقظة من نومها فلم تتحرك منذ أن هاتفها
أنتبهت عندما وجدته ينظر لها بشدة شهقت بخجل وحرج لتردف بعد أن تلونت وجنتيها: أطلع بره... لو سمحت...
أنس: أدخلي غيري بسرعة علشان أنا ممكن أتصرف تصرف هندم عليه
خجلت أكثر ثم ذهبت مسرعة للداخل لتستعد إلى الصعود إلى بلدها الحبيبة
بعد نصف ساعة وجدها بكامل أناقتها نظر لها بحزن وندم
أنس: كيان أنا أسف والله أنا ندمان أنتِ وحشتيني أوي أنا مش قادر أعيش والله
كيان بتعب: أبوس إيدك يا أنس متفتحش السيرة دي أنا مصدقت أرتحت شوية أنا تعبت بقى أنت ليه مش عايز تستوعب أنك كسرتني بجد وأتجوزت بعد طلاقنا بأيام ده اكبر دليل أنك مكنتش مضغوط حس بيا شوية أنا جبت أخري وتعبت
أنس: هسيبك بس بعد ما المحنة دي تعدي ومعتيش هتشوفيني طول حياتك
كيان بتعجب: محنة إيه، تقصد إيه يا أنس
أقترب أنس منها بهدوء وتردد: والدك كان تعبان من فترة وده السبب اللي خلاني اجيلك بعد ما عرفت عنوانك من الرقم اللي كلمتي روح من عليه عملت تتبع وعرفت أن الخط في باريس وجيت علشان أعرفك وأنتي رفضتي تسمعيني، وكنت هنزل، لكن جالي خبر دلوقتي إن والدك... البقاء لله
كيان بصدمة وصراخ: إيـــــــــــــــــــه
أنس: كيان هدي نفسك بالله عليكي
كيان بتوهان وبكاء حاد: بابااااا، بابا مشى وسابني، ليه سابني في وسط ناس مبيرحموش، هو اللي كان مصبرني على الدنيا، أنا مليش غيره والله، أن... أناااا... أنا تعبانة أوي، وبردانة، حاسة أني بقيت مكسورة، وتعبانة
ظلت تصرخ بشدة حتي فقدت الوعي وقبل أن تقع أرضا سحبها بالقرب منه لتقع في أحضانه
ليهتف بقلق بالغ: كيان فوقي، كياااان متقلقنيش عليكي، كيااان أنتي بترتعشي ليه، كياااان.
قام سريعا واتجهه ناحية المطبخ وسكب على وجهها ماء لتفيق وبدأت بالفعل تفيق
كيان وهي تبكي: أنا عايزة بابا يا أنس علشان خاطري وديني عنده أنا عايزة أشوفه علشان خاطري
أنس ببكاء على حالها: حاضر يا قلب أنس علشان خاطري أنا أهدي وهوديكي ليه والله
كيان: أنا تعبانة أوي
أحتضنها بشدة وهو يبكي وهي دفنت نفسها بين أحضانه وبكت بحرقة وبدأت تفقد الوعي مرة أخرى
قام سريعًا وهو يحملها صعد بها للسيارة وأخذ حقيبتها وأتجهة ناحية المطار بعد أن فاقت من وعيها وبدأ يهتف لها بكلمات تهدئها
بعد مرور 4 ساعات وصلت الطائرة إلى أرض الوطن أخذها وأتجهه ناحية المستشفي فقد وضعوا في ثلاجة الأموات حتى يأتي معاد تسليمه
وصلوا بسلام الله وضعت حقيبتها بيد أنس دون وعي لتردف بوجع: خليها معاك ولكنها أخذت نقودها معها ثم ذهبت سريعا حيث أخبرها أحمد بعد أن هاتفها وعلمت منه كل شيء
كيان: لو سمحت أنا والدي متوفي أمبارح وحفظوا في التلاجة وأنا جاية من السفر وعايزة أدخله بالله عليكي
الممرضة: مقدرش يا فندم لازم بأمر الدكتور والدكتور مش موجود هنا
أخرجت كيان لعض النقود ووضعتها في يديها لتردف: أنا مشوفتش والدي بقالي كتير وصعبة أوي لما أنزل علشان أقف في جنازته
الممرضة: تعالي بس بسرعة بقى
عزيزي القارئ... سوف تتعجب من هذا الموقف ولكن هذا الموقف ليس بجديد علينا نحن نواجهه هذا يوميا لم يعد أحد يتقي الله في عمله كان من الممكن أن تدخلها الممرضة من البداية ( بس هي مش هتكلع من المولد بلا حمص زي ما بيقوله)
دخلت كيان برعب فهذا الموقف لا يتحمله أحد تركت أهلها أكثر من 3 أشهر لتهرب من وجعها وتركت والدها في صحة جيدة والآن تأتي إليهم مرة أخرى ولكن لتقف في جنازة والدها، سندها، فهي كانت اقرب شخص لقلبه وكان هو قبل أن يكون والدها فكان صديقها وأبيها ومصدر أمانها، مىت أمامها مواقف كثيرة في صغرها عندما تأتي من مدرستها وهي تبكي لسبب تافه وتشكي له كان يظهر لها مدى تأثره بحزنها حتى لو كان سبب تافه
كيف يأتي لك قلب أن تتركني في هذه الغابة يا سندي أنا لن أتحمل قسوتها وقسوة الدنيا بدونك فأنا كنت أستمد قوتي منك، من الذي سوف أحكي له عندما أحزن؟ من الذي يفهم نظرة الحزن التي كنت أخبئها من الجميع؟
أقتربت منه ووقفت تنظر له وتبكي بشدة ثم رفعت الغطاء الذي وُضع عليه بىعب ورعشة غير إرادية
عندما نظرت لوجهه ظلت تعانقه وتبكي وتُقبِل كل أنش فيه وتردف: ليه يا بابا ليه أنا معتش ليا حد أتسند عليه خلاص كله هيتخلى عني علشان خاطري ارجعلي عارفة أنه مستحيل بس أنا محتاجاك جمبي وعارفة إن سبب وفاتك كان زعل عليا بس أنا فضلت الهروب علشان محملش حد همي مكنتش أعرف إن أنا اللي هشيله بدري، أنت كنت عارف أنا بحبك قد أي أنت أعظم رجل في الدنيا، ياااااارب أنت قبل ما بتبتلي بتصبر أنا عارفة إلهمني الصبر يارب، يااااااااااااا بااااابا علشان خااااطري فوق
جاء أنس من خلفها وأوقفها لتردف: أنس علشان خاطري خليه يفوق
أنس: أهدي بقى علشاني أنا بلاش علشاني علشان نفسك
كيان بإنهيار: مش قادرة يا أنس مش قادرة أنا صغيرة على الهم ده كله والوجع ده كله والفراق ده كله ليه أشوف كل ده
أنس: كيان حرااام ده أبتلاء من ربنا هتكفري
كيان: استغفر الله العظيم
الممرضة: معتش ينفع يا هانم علشان الدكتور لو جيه
خرجت كيان وكانت تستند على أنس وجدت شفاء بصحبة يوسف وأحمد بصحبة روح ومرام بصحبة رأفت ووالدتها ووالدة أنس ووالده
تركت أنس وعانقت أحمد بشدة وكأنها تستمد قوتها التي فقدتها من والدها منه
********************
كانت تجلس في غرفتها شاردة فاقدة لوزنها فهي منذ وفاة أبيها وهي منعزلة في غرفتها لا تتحدث مع أحد، أصدقائها كانوا بجانبها ولم يتركها أحد منهم كانت روح تبيت ليلة ومرام تبيت ليلة بجانبها وشفاء لا تفارقها لحظة ووالدتها كانت حزينة بشدة عليها فجميعهم يعلمون مدى تعلقها بوالدها مر أسبوع على وفاته وهي كما هي منذ أول يوم العزاء
دخل أحمد عليها وجلس بجانبها على سريرها وحاوطها بذراعه وأخذه في أحضانه ليردف: وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ
أحنا معرضين لده في أي وقت ومع أي حد أنتِ واحدة متعلمة وعارفة دينك كويس يعني تعرفي الكلام ده أنا مقولتش أنك متزعليش أنتِ اكتر واحده تزعل لأنه كان قريب منك جدا بس الحياة مش بتقف ربك قادر يقويكي وأحن عليكي منه لازم على الأقل تصلبي طولك وتبدئي ترجعي لحياتك أيه مش هترجعي الكلية وتوقعيلنا المعيد بتاعك زي ما بنشوف في الروايات ولا تتوظفي في شركة وتقعي في حب مديرك المتمرد إيه مش كل ده كنتي بتحكيهولي بعد ما تخلصي رواياتك اللي هبلتيني بيها
ضحكت من وسط دموعها ليردف: أيوا كده أضحكي خلي الشمس تطلع قومي يلا شوفي الواد الحزين اللي قاعد لي بقاله اسبوع بره كل شوية ييجي يسأل عليكي
كيان بتعب: أنس؟ وجاي ليه ده هو فكر علشان سمحتله يقف جمبي الفترة اللي فاتت إني هنسى اللي حصل، أحمد لو سمحت اقفل الموضوع ده
أحمد: هركن الموضوع ده الوقتي بس أنا عرفت كل حاجة وانا اللي ساعدته يوصلك
كيان: أنا مش قادرة ولا فتضية لحوارتك أنت وهو صعبان عليك اوي؟ ابعد يا أنس من وشي... يوووووووه أحمد أطلع بره
أحمد بخبث: واضح أنه مش هو لواحده اللي اشتاق لحبيبه
خرج وهو حزين على حالها فهو كان يريد أن يخرجها ولو لدقايق من عالمها التي كونته لنفسها ويريد أن يطمئن عليها فهو يعلم إن لا أحد سيساعدها غير أنس ولكنه رفض التحدث في هذا الموضوع الآن رفقا بها وأعتبارا لهذه الظروف لم يتحدث أنس معه ولكن يعلم أنها تشتاق له فتحدث أمامها ليمهد لها الحديث وليحاول أن يخرجها مما هي فيه
ذهب إلى غرفته وهو يبكي فهو أكثرهم الذي يريد من يقف بجانبه ولكنه يضع قناع الهدوء أمام أشقائه فيجب عليه يصبرهم ويقف معهم أولا، لاحظته روح ووالدته فقامت روح وذهبت إلى غرفته، دقت الباب ولكن لا يوجد استجابه فدخلت وأغلقت الباب خلفها وجلست بجانبه وربطت على يديه فنظر لها بوجع وحزن وكسرة فإقتربت منه ثم عانقته وظل يبكي بحرقة كأنه طفل صغير فهو كان في حالة الصدمة حتى الآن أستوعب ما حدث الآن، نعم عندما نفقد عزيز لدينا تأتي لنا حالة الصدمة تظل معنا أسبوع أو أكثر وبعدها يبدأ الشخص يستوعب ما حدث
روح: لازم تبقى أقوى من كده هما بيستقوا بيك الوقتي والأهم طنط
**********************
كان يجلس على سريره ويمسك كأس به حكول فدخلت عليه والدته لتردف بعصبية: إيه اللي انت عامله في نفسك ده طب عايز أي وانا أعمله
أنس: مش عايز حاجة من حد محدش ليه دعوة بيا أنتوا ولا كأنكم عايشين معايا ولا تعرفوني
زينب بعصبية: أنا عايزة أفهم فيه إيه عملت في نفسك ليه كده إيه اللي وصلك لكل ده والهباب اللي كل يوم بدخل المه وراك علشان أبوك ميعرفش أنت مش عيل أنت واحد كبير وفاهم فين عقلك فين شخصيتك ايه اللي وصلك لكل ده الزفتة يارا وطلقتها كيان ومش راضيه ترجع ومتقولش من حقها لأن الموضوع مش ضرب وأهانة ليها ده أكبر من كده بترفض إن حد يدخل المكتب دايما بتتكلم في الموبايل بعصبية أنت اللي رفضت ترجعها الوقتي فهمني فيه ايه
أنس: ماما أنا
زينب بعصبية وهي تمسك ذراعه وتتجهه ناحية الحمام: أنت لازم تفوق علشان تفهمني فيه إيه وضعت رأسه تحت الصنبور
خرح أنس وهو ينهج وجلس على الشازلونج وبدأ يحكى لها منذ محاولة إجهاضها الناجحة حتى الأن
زينب: علي؟؟؟؟ إزاااااااي
أنس: أنا خلاص الموضوع أنتهى، كل حااجة راحت كيان راحت، منظري قدام نفسي راح أنا لحد دلوقتي بتكسف ابص لنفسي في المرايا ازاي معرفش احمي مراتي وهي على ذمتي أومال عايز أحميها ازاي وهي بره طوعي خلاص هسيبلكوا الدنيا ترتاحوا بيها وامشي
زينب: أنت إيه يا أخي معندكش دم عايز تتهرب وبس مبتعرفش تتحمل مسؤلية وعايز تخسر دنيتك وأخرتك صغير أنت
أنس بغضب: ما أنتم مش حاسيين محدش شاف المُر اللي أنا دوقته محدش كرامته أتبهدلت زي لو حد فيكوا شاف ربع اللي أنا شوفته هيعمل قد كده 100 مرة يا ماما
زينب بعصبية: مش كل الناس ضعبفة زيك مش كل الناس بتطاتي للشيطان زيك
أنس: لاء لاء فيه ناس بتطاتي للشيطان زيي وكل واحد مهما كان قوي له نقطة ضعف اول ما حد بيلمسها بييجي على ركبه أرض أرض متتكلموش طول مأنتوا مش مقدرين اللي انا فيه ثم تركها وذهبعارفة إن البارت ممكن يكون موجع شوية وبعتذر لأي شخص بيقرأ وسببتله أي أذى نفسي أو قلبت عليه وجع وربنا يرحم كل أمواتنا وأب متوفي