الفصل الثالث

1.1K 141 67
                                    

ميكايلا مارك
الثاني من مايو 2019

إستلقت ميكايلا على سرير الرجل الغريب غير قادرة على النوم، الساعة تشير إلى الثالثة صباحًا إنها بداية يوم جديد، صوت الصراخ، الطلقات النارية، صفارات الإنذار، مسموع من خارج المبنى السكني الكبير، بعد سماع كلٍ من هذه الاصوات جرفت الافكار ميكي بعيدًا قليلاً عن واقع، بعد سماع كل طلقة نارية استمرت دموعها بالهطول بدون توقف، بعد كل صرخة تذكرت نفس الصرخة المروعة التي إنبعثت من فم والدتها عندما مزقت جارتها عنقها بوحشية

تذكر كيف هرب شقيقها الأصغر من الباب الخلفي لمنزل طفولتهما ولم يره أحد مرة أخرى، تذكر عندما حاول والدها إيقاف الهجوم وعندها لم يعد بإمكانها الوقوف للمشاهدة، تذكر أنها كانت مرعوبة للغاية

تخلى ذلك العمر عن والديّها

تركتهم ليموتوا، لقد فعلتها، بدلا من مساعدتهم ركضت،
ركضت ولم تنظر للخلف، تذكر الانهيار في ذلك الزقاق و الاختباء فيه، هذا ما فعلته،
إختبأت،
إختبأت مثل الجبانة، تستطيع تذكر كل التفاصيل الصغيرة

إستقامت ببطء شعرت بثقل مؤلم على صدرها غادرت غرفة نوم الرجل وعادت بخطواتها نحو غرفة معيشته، الرجل، جيمين، على أريكته، يحدق بشاشة اللابتوب خاصته و الأضواء خافتة، وكأنه لا يريد لأي شخص المعرفة بوجوده هنا، كان الأمر كما لو أنه شعر بالفتاة في نفس الغرفة، نظر لها بحاجب مرفوع "هل ما زلتِ مستيقظة؟" كان أول ما نطق به، لديه لكنة، لكنها لا تستطيع تحديد مصدرها بالضبط، يمكنها بالتأكيد معرفة أن اللغة الإنجليزية لم تكن لغته الأم

فركت ميكي عينيها البنيتين تمشي نحو الأريكة "لم أ-أستطع ال-النوم" إعترفت عندما اقترب من الأريكة، أغلق جيمين اللابتوب، لم يسمح لها برؤية الشاشة ربت على المكان بجانبه مشيرًا لها لكي تجلس، جلست ميكي بجانبه، لكنها لم تنظر له، لكنها شعرت بنظره الحاد يخترق جسدها، همست "أنا خائفة" أجاب: "أنا أعلم هل أنتِ جائعة؟ لدي طعام في المطبخ" "بعد أن رأيت ما رأيت أستطيع القول بصراحة لا أنا لست جائعة" أومأ جيمين برأسه برفق ناظرًا بعيدًا عنها جلس الاثنان في صمت محرج لبعض الوقت قبل أن يتحدث جيمين مرة أخرى

"ماذا كنتِ تفعلين في ذلك الزقاق؟" تساءل جيمين يرفع حاجبيه يحدق بها بعناية حاولت كبح دموعها من الخروج من عينيها بمجرد طرح السؤال "لا أعرف.. لا أعرف.. كنت مختبئة" "ليس عليك أن تبكي يا فتاة" "من السهل عليك أن تقول ذلك" تمتمت تدفن وجهها في راحة يديها "يبدو أنك لا تزال في حالة صدمة فأنت لا تتفاعل مع أي شيء يحدث، الجميع يموت حولنا" قالت وهي تنظر إليه أومأ برأسه "أعلم" "أعني هذا مروع" تمتمت مرة أخرى تسارعت نبضات قلبها وهي تتكئ على الأريكة "الناس يأكلون بعضهم البعض"

ليله واحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن