الفصل الثالث عشر

7.9K 323 43
                                    


حاوط خصرها الممتلئ قبل أن يحتضن جسدها الأرض، لتصيبه الدهشة حينما شعر بسائل لزج يعانق يده، رفع كفه لتصيبه صاعقة رعدية اهتزت أضلعه على إثرها، حملها بسرعة ودلف بها ممددًا إياها على الفراش، ثم كشف بحذر عن موضع ذلك الجرح ليضيق ما بين حاجبيه عندما وجد ذلك الجرح، والذي لم يكن غائرًا وهذا ما جعل وتيرة أنفاسه تهدأ قليلًا، فكر في أن يستدعي شقيقه، ولكن فكرة أن يراها جعلته يرمى بها عرض الحائط، سيداويه بنفسه هذا ما قرره بداخله .

غاب لبضع دقائق عنده بعد أن جلب بعض الحاجيات الطبية، والتي بحاجة لها بعد أن شرح له ما عليه فعله، جلس بجوارها وشرع في مهمته، والتي أتمها بدقة وعناية وهو يتابع تغير تعابير وجهها ما بين الضيق والألم، زفر بتعب وهو يتساءل كيف تمت إصابتها على ذلك النحو ؟

رفرفت مقلتيها وفتحت أبوابها الموصدة بإعياء واضح، نهضت بحذر وبدأت تتضح لها الصورة جيدًا، وضعت يدها على جانبها تتحسسه برفق، وقد داهمها سؤال واحد وهو من فعل ذلك ؟
لم تكن بحاجة لإجابة إذ يقبع الرد في صوته حينما وصلها وهو يحملل رذاذ الغضب والغيظ :- مقولتيش ليه إنك متعورة ؟ ولا هو عِند وخلاص !

أخذت نفسًا عميقًا تملئ رئتها بالهواء، فتشعر بالألم على الفور فعادت تتنفس ببطء، وهتفت بخفوت :- مش مستاهلة چرح صغير .

رفع حاجبه باستهجان وردد بسخرية :- چرح صغير ! طيب يا أم چرح صغير أتعورتي كيف ؟

زاغت مقلتيها متخذة جولة سريعة تستكشف نواحي الغرفة، ورددت بنصف الحقيقة وتوتر :- وقعت وأنا ماشية فخبطت في الأرض وكان في حتة حديدة چات في چنبي .

طالعها بذهول قائلًا :- كل دة وبتقولي چرح صغير ! الحمد لله أنها چات على قد إكدة إبقي خدي بالك المرة الچاية .

هزت رأسها ببساطة وأردفت :- إن شاء الله، بس مين اللي عمل إكدة ؟

قالتها وهي تشير نحو جرحها المغطى برباط طبي، ليردف هو بتوضيح :- أنا چبت اللي أحتاچه من خالد وقالي أعمل إيه وعملت اللازم .

قفز اللون الأحمر يحتل الصدارة على سطح وجنتيها، اللتان توهجتا بجمرتين مشتعلتين من رؤيته لها، عبس وجهها فجأة وهي تتذكر امتلاء زوايا بطنها، فبالتأكيد سينفر منها فهي ليست جميلة القد، ليسحره خصرها المنحوت كما تقرأ وتشاهد، زفرت بحزن على حالها لتقوس حاجبيها بأسى، وهي على وشك البكاء لا تعلم ما هو مصيرها معه، ولا تعلم إلى أي مرسى سيرسو عشقها الذي تكنه له ؟
اه من حبه الذي بمثابة معصية، تود الغفران والعزوف عنها، إلا أنها مستمرة على فعلتها، فكيف تطلب التوبة وهي على أعتاب الخطيئة ؟

راقب هو انفعالاتها الجمة والتي تتوالى خلف بعضها، مانعة إياه من أن يحظى بأدنى ثوان ليحلل أي منها، كم هي غريبة الأنثى وصعبة القراءة، من يظن أن التعامل معهن سهلًا، فليواري رأيه تحت الثرى، فهي أصعب من المعادلة الرياضية، وأصعب من أن تعبر المانش بذراع واحد كما فعلها عبد اللطيف أبو هيف، هز رأسه بقلة حيلة وأردف بحيرة :- مالك ؟ زعلتي وفرحتي وخچلتي وبكيتِ في واحد !

وجلا الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن