جزيرة ضوء القمر.
دخل السيد دراك الى منزل السيد ويلسن وحالما استقبله كبير الخدم طلب منه أن يستدعي ادوارد، لم يهتم لشكله الرث كان يعرف ما يرد في هذه اللحظه، صعد السلالم الى الطابق الثالث قاصدًا الحجره الوحيده في الطابق، فتح بابها بنفسه ودخل اليها، كانت الحجرة تحتفظ باثاثها القديم الفاخر من ارئك ومكتب ومكتبت كتب، كان كل شيء وكان الوقت قد توقف عنده، وقف امام مكتبة الكتب وسحب من اعلى المكتبة صندوق اسود متوسط الحجم، وبالرغم من الطابع القديم للغرفة الا ان هناك من يهتم بها، وضع الصندوق على الطاولة وجلس على الارئكة ينتظر وصول ادوارد.
جلس ويلسن على الجنب يرقبه بنظرات متوتره.
دخل ادوارد الى الحجره "ما بالكما ؟، هل قتلتما احدًا ؟".
فتح السيد دراك الصندق كان بدخله خنجر مقبضه من الذهب وقد زحرف عليه شعار اسرة دواك جناح الخفاش وزين ببعض الاحجار الكريمة، وله نصل من الفضه، كان واضحة لمعان الفضة عن الحديد.
تغيرت ملمح ادوارد الى القلق "ماذا يجري هنا ؟".
"تلك الحقيرة كاثرين تحاول أن تنشاء جيشًا لها وفرع اخرى يحكم غيرنا، انها ليست اكثر من حشره لكن ذلك التابع من جنس النصف يمتلك الكثير، حتى أن ليون لم يصل لهم، لذلك يجب علينا أن نقضي عليهم قبل أن يسببوا لنا اي ضرر...".
أخرج الخنجر ونهض ومده الى ادوارد "سوف اعود لقتاله عندما اضعفه سوف تقتلني وتقتله".
لم يكون ادوارد يخاف من ذلك اليوم، ولكن كان موعد قدومه ابكر "لكن قد نستطيع هزمهم معنًا".
"انت تستطيع السيطرة على الارض، عندما يصبح الامر كاملًا عندك فحتى الذئاب لن تستطيع مجارتك، من اجل ذلك علينا أن نقضي على ذلك الصنف، حتى لا يعتقد أي أحد بأننا مجرد مصاصي دماء".
تنهد ادوارد ثم ركع له وقد رفع الخنجر على راس وغادر، كان ذلك كاعتذار مسبق على قتله.
****
الاسكا الساعة السادسة صباحًا.
نهض فيل من السرير بهدوء، فتح الخزانه واخرج ملابسه، نهضت زوجته "هل تخطط للذهاب وانت لم تودعني".
"لم تنامي بالامس جيد فلماذا ازعجك ؟".
اعتدلت جالسه "سيكون الامر خطيرًا، صحيح ؟!".
"هذا عملنا".
"الا تستطيع أن تعتذر".
نظر اليها وعلى وجهه ابتسامه "هل عرفتي عني أنني جبان، لا تقلقي سوف اعود بخير".
كان عليها فقط توديعه الى باب السيارة التي جاءت لتقله الى المطار، بداء الامر مخيفًا فقد وقف في المطار اكثر الف شخص، كان من النادر ان يزدحم المطار لكن كان كل شيء تحت السيطرة سوف تقلع رحلتين لحمل اكثر عدد في هذا الوقت من النهار، وبعدها على البقيه الذهاب تتابعًا.
صعد فيل الى الطائرة وجلس بجانب ريان و كاي، التفت اليه ريان "سوف تذهب، هناك بعض الاحديث حول عدم رغبتك بالذهاب".
"عندما نكون في سلام فسوف يمجدون ابي، وعندما نكون في حرب سيطحنونه، ولكن انا فيل ابنه وسوف اذهب لأني أريد ذلك".
"سمعت بأن زعيم الجمعية الحالي له ثار عند اسرة دراك، حتى انه اعلن الحرب ولم يخبرهم بشيء".
اجابه كاي "من الافضل ان نحافظ على اومر الزعيم، لن تلزمنا اي حرب بين البشر ومصاصي الدماء".
"اعلم ذلك، لكن كيف نتجاهل شيء كهذا".
اجابه فيل "لن يستطيع اي احد ان يقتل فرد من عائلة دراك، ذلك الصبي قتل فقط لانه كان طفل، سوف تنتصر الجمعية اذا قتلت الابنة الغير شريعة لدراك، وهذا انتصار فاشل".
نظر اليه كاي "فيل، انت ليس لديك اي معلومات عن والدك !؟".
"لم يقابل ابي اخاه الا لفتره بسيطة وكان في مقتبل عمره، وانا لم اقابله الا لمرتين، كيف اجلب اي معلومات منه، انا فقط اقول ذلك من خلال دراسة تاريخ مصاصي الدماء في الجمعية، ذلك الصبي ليون كان قادرًا على السيطرة على مصاصي الدماء بالرغم من انه ليس من الاسره، قتل السيد دراك والديه بالرغم من انه لم يكون الورث الشرعي، بالتفكير بالامر قليلًا سوف تعرف انهم فقط يحدون من قوتهم، حتى لا يتم التعرف عليهم، هذا السلام سوف نفقده اذا ما استمر جهلنا بهم، لذلك قدمت اقتراحنا لزيادة النسل لدى الذئاب، من الافضل ان نستغل وجود اصولنا ان كنا لا نريد لهم استعبادنا او استعباد البشر".
كان العرق ينزل من جبين ريان "ماذا تقصد بذلك ؟".
"انها مجرد نظرية، لكن اعتقد بانهم يعدون شيئًا في المستقبل".
مسح جبينه بيده "فيل الحديث معاك مرعب، لن نموت بسرعه ولن يتولى مصاصي الدماء القيادة ابدًا".
ابتسم فيل "ليس وكانهم سوف يستطيعون، اذا استغل الذئاب حقيقة ان صنف النصف يغلب عليه انه ينتمي الى الذئاب فسوف نستطيع انشاء جيل اكثر قوه".
"اي انهم ذئاب".
"لا بل تحويلهم الى ذئاب".
"هل قدمت هذا الاقتراح لزعيم ايضًا !؟".
"نعم، وقال انه سوف يراجع الامر بعد عودتنا".
"اكتشفت كل ذلك من القرأه فقط".
عبس وجه فيل "انا اقراء في هذه الامور منذ خمسة عشر سنه حتى انني وجدت بعض التلميحات من جدي حول ذلك لكن لم يكون متأكد من امكانية الانجاب بين مصاصي الدماء والذئاب".
هز كاي باصبعه "نعم، هذا الذكاء بالوراثه".
ربط حزام الامان واستعد لتحليق الطائره "هذا ليس بالوراثة، انا فقط فضولي".
عم الصمت بينهم عندما ارتفعت الطائره ولم يعودوا للحديث الا بعد ان استوت الطائره في السماء.
****
جزيرة ضوء القمر الساعة الثامنة صباحًا.
كانت الشمس قد اطلت بشعاعها على المدينة النائمة، لم يكون يسير في الشوارع الا عدد قليل من الحرس، وفي منزل السيد ويلسن غطته غيمة من الشعوربالضغط فقد امر السيد ويلسن بان يتم اغلق جميع صالات الدور الارضي واوقف جميع الاستقبالات وطلب منهم تسريح عدد كبير من الخدم، صعد الى الطابق الثالث ودخل الى مكتب السيد دراك اخرج زجاجة من النبيذ العتيق وكاسان ووضعهما على الطاولة وجلس ينتظر عودة السيد دراك.
دخل السيد دراك الى المكتب وهو بهندب جديد، جلس على الكرسي وهو يبتسم "من الجيد ان اشرب قبل ان اذهب لمقابلة صوفيا، لا اعرف كيف لم تقتحم المنزل حتى الان".
سكب السيد ويلسن له بعض النبيذ في الكاس وقربها له، وسكب لنفسه وعاد ليجلس.
التقط الكاس السيد دراك وشرب منه "لا تقل لي بانك غاضب لانني قررت الموت".
"ليس بالامر الجلي، على الاقل سوف اجد وقتًا لنفسي".
وضع السيد دراك الكاس على الطاولة وهو ينظر الى ويلسن ثم ضحك "ويسلن هل فكرت يومًا لماذا لم اقتلك ؟".
نظر اليه ولم يجبه باي شيء، فاردف السيد دراك "لانك جبان، كنت افكر في ذلك كثير من هو الافضل ليستمر معي، ثم كان ذلك احتاج شخصًا لا يستطيع ان يتجرأ علي، قدمت قربنًا جيدًا الى الجمعية بقتل دانيال، لكن كان ليموت هو ايضًا على يد ادوارد، لم اغضب بسبب موته بل لان صوفيا كانت غاضبة وحزينة، دهشت كثيرًا عندما رايت ما فعل ادوارد بليون كان يمتلك تلك القدره وبسن صغيره، من اجل ذلك اخفيتها، ليون لم يكون تابعي يومًا، منذ البداية وهب له ادوارد حقه في ان يكون من اسرة دراك، لعل الامور سارت بعكس ما يريد قليلًا لكنها عادت الى نصابها، انا حتى لم اكون اعرف بانه قادر على ان يسيطر على الارض الا لوقت قريب، كان قادرًا على قتلي في اي وقت يريد، لكنه يشحذ اسلحة اكثر...".
نهض السيد دراك وسار الى ان وقف امامه "هناك شيء يجب ان تمتلكه عندما تكون المختار لترث تلك القوه، ان تكون ذات دراكولا، والدي لم يكون يومًا يرى نفسه دراكولا، كان مثلك يمتلك التفاخر الاحمق بحقيقة نبله لكن في دخله هو يعرف بانه ليس بدراكولا ولم يتجرأ يومًا على قتل جدي ولم يكون ليفعل، لذلك تزوج وانجب ثمانية، لكنه اخطاء في ان يعلم من هو دراكولا، حتى انه ركع امامي قبل ان اقتله، هذه هي الحقيقة التي لا احد يعرفها، انت تعرف بان بدخلك دراكولا وليس والدك من يحدد ذلك، ادوارد يعرف ذلك ايضا حتى من قبل ان يكون المختار، ومن الجيد انه لا يحظى باي منافسة سوف يعيش بشكل مثالي"
وضع السيد دراك يده على راس ويلسن الذي اخذ بالتعرق واسنانه تقعقع "اذا هل علي ان اثار لدنيال ام ادع ادوارد يجد كل تلك الاتصالات مع الجمعية ويقتلك باسوء طريقة".
اخفض راسه ليتوجهه مع وقد كشر عن انيابة الحاده "هذا الوجه الذي لم تره من قبل واعتقدت بانك لن تره، او انك تستطيع ان تتجوزه وتسيطر عليه، هذا وجه دراكولا".
كان ويلسن ينتفض من الخوف وليس بأستطاعته حتى ان يدافع عن نفسه او ان يرفع يده ويطلب السماح، ابعد يده عنه وعاد ليشرب ما بقي من النبيذ "تعلم بأنني لن اقتلك لست وضيعًا لأقتل شخص مثلك، لكن ابتعد عن ادوارد فأن لعبت معه بشكل قذر فسوف يقتلك بدم بارد كما يقتل الذبابة".
وضع الكاس علو الطاولة وغادر، حالما تأكد ويلسن من انه قد اغلق باب المنزل، حتى انهار يصرخ باعلى صوته.
التقط الهواء وعيناه جاحظتان والخدم امام الباب "كيف استطاعت جدتي ان تحافظ على قوتها امامه .....".
اخذت انفاسه تتسارع، وجسده يرفض ان يقف او حتى ان تتوقف رجلاه عن الارتعاش "يجب علي ان اقتل نفسي ....".
لم يقترب منه اي من الخدم كان عليه فقط ان يجمع شتات نفسه بنفسه .
