لما قد ابكي..؟

361 28 25
                                    

تشير الساعة الى منتصف الليل , يجلس في فحمي الشعر على مكتبة وسط غرفة يحطيها الظلام و يتخللها القليل من ضوء القمر مشيرا إليه , يشبك يدا بيد و يسند رأسه عليها .. يفكر هل عليه اخبارها ام لا؟..تجول خاطره نفس الفكرة منذ الولوج الى البيت ....
في نفس الوقت تتلوى بنية الشعر على فراشها...تأخر الوقت وترغب في النوم لگنه ابى الا ان يسافر الليلة  عينيها...تتقلب مع ذلگ اللحاف و تفكر فيما حدث اليوم ..
الا أن قاطع ذلگ صوت طرق على الباب " طق طق"
فاجأها الامر من قد يطرق باب الغرفة في هذه الساعة؟.. تذكرت انها غرفة مشتركة لها و ل ليفاي لذا هل يمكن ان يكون هو؟ لكنها نفت ذلگ بسرعة فنادرا ما يأتي.. واذا أتى يتأخر عن هذا الوقت بكثير... لم تواصل التفكير هذه المرة ايضا ليقاطعها صوت الطارق و هو يقول :" هانجي هل انتي مستيقظة؟".
انه هو.. اجل انه ليفاي... بينما كان يفكر حزم امر ذهابه.. حمل نفسه وطرق الباب وهاهو الآن يسأل ان كانت مستيقظة...
قامت هي بسرعة لتفتح الباب و تستقبله و هي تنادي في نفس الوقت :" ليفاي! اجل اجل انا مستيقظة تفضل".
فتح فحمي الشعر الباب..الغرفة مظلمة قليلا .. يضيئها الضوء القمر التي تحايل على بعض الفهوات بين الستائر ليلج للداخل ... حدقا في بعضيهما لفترة...الا ان قال :" ارغب في الكلام.... معگ"
ابتسمت الاخرى فقد فهمت مقصده وتوجهت نحو احدى ارائك الغرفة لتجلس فيها وتشير له بالقدوم والجلوس معها ....لم ينبت الاخر حرفا واكتفى بالجلوس شبگ يديه ببعضيهما وهو ينظر للاسفل .
هان بابتسامة وهي تقول :" سأنصت لگ" كاشارة له ليشرع في الحديث..

Flash back
يركض ذلگ الفتى في أنحاء الحي شعره يتطاير و الضحكة تزين ثغره ..يلعب مع من حوله من الصغار في سنه ويستمتع بوقته , رغم الثياب البالية التي يرتدونها و الفقر الذي يزين البيوت التي تلفهم لم يمنعهم ذلگ من الابتسام في الارجاء و الشعور بلذة الحياة ... مضى الوقت بسرعة لتحل الظهيرة كأنها ذلگ الشخص البالغ الذي يجبر كل واحد منهم ليلج للبيت.. تفرقوا جميعا ..الواحد تلو الاخر يودع صاحبه متجها لبيته وكذلگ يفعل هو.. يتجه لبيته والبسمة تعلو محياه فالتعب يحتليه بعد ساعات من اللعب و الركض ... طرق الباب ... لا مجيب؟ ..ليس من عادة امه ام تتأخر عن فتحها ...فهي تنتظر قدومه من النافذة لتركض نحوه بمجرد مجيئه لتستقبله... شعر بالقليق من الغرابة لكنه مازال فعلا..اعني ما الذي قد يفكر فيه طفل بسن ٦ سنوات عندما لا يفتح له الباب ...لاشيء قطعا غير ان امه انشغلت.. حسنا! لقد تأخرت فعلا فقد طرق الباب عدة مرات لكن مجيب.. قرر ان يدخل من النافذة... تسلق الجدار الصغير الذي يفصل بينه وبينها وهاهو داخل البيت.. ينادي : "امي؟ ...امي؟....امي؟.." لكن يوجد رد... " امي اين انتِ؟...امي هل تمزحين؟" وهو يلف ارجاء البيت ويركض فيه باحثا عنها :" امي هل نلعب الغميضة؟ "
قال ذلگ وهو يلف رأسه لداخل احدى الغرف وهو يصرخ :" هنا! لقد وجدتگ....." علت الخيبة محياه فقد كانت هذه اخر غرفة في البيت لو يبحث فيها :" امي اين انتِ؟..". لن يبكي فهو طفل بالغ بالفعل .. جلس على الارض و حنى ركبتبه ليضمهما نحو وجهه  :" سأنتظر امي الى أن تأتي" ... تمر الساعة تلو الاخرى...لتمر ساعاتان بالفعل بدأت عيناه بغرغرة بعض الدموع ...:" امي اين انتي انا جائع..." لكن لا! هو طفل بالغ اوقف دموعه بسرعة ووقف من مكانه , ان كانت امه تمتلگ عملا ولا تستيطع المجيء لاطعامه سيطعم نفسه ويفتخر بالامر عندما تأتي .. هاهو في المطبخ يفتش عن شيء يأكله ..وجد بعض قطع الخبز فملأ بها معدته... ثم توجه لسريره هو وامه لينام قليلا ريثما تأتي ... مضت الساعات .. فتح عينيه و انتبه للظلام الذي بدأ يغزوا المكان مع غروب الشمس , فتحهما على مصرعيهما وقام من مكانه وهو متحمس.. لقد اتى الليل لذا! لا بد ان امه قد اتت.. :" امي امي عندما لم تكوني هنا اكلت بنفسي " يقول هذا بينما يجري في انحاء البيت ويرفع صوته لتسمعه وتأتي لمدحه لكن... لكن لا رد... شعر بالخيبة ...:" امي ... اين انتي؟" ... يشعر بالتعب .. امه ليست هنا...خرج بالفعل للبحث عنها .. سأل الجيران ايضا لكن لم يراها احد منذ الصباح ... عاد الى البيت محملا بخيباته... شعر بالجوع لكن لا يوجد طعام فقد انهى ما تبقى من الخبز بالفعل...جلس نفس وضعيته السابقة والحزن يملئ ملامح وجهه...والدموع تبلله..... بقي على تلگ الحال الى ان خيم النوم على عينيه ...
استيقظ في الصباح على نفس الوضع... بحث مجددا ..لكن ..لا ..لاتوجد امه ... لم يلعب اليوم مع الاولاد... ولم يأكل شيئا.... اليوم...واليوم.....الذي يليه....ووتوالى الايام ليمر اسبوع كامل.... يجلس اليوم على نفس الوضعية التي كان عليها قبل اسبوع ..لكن لا دموع..ملامح جامدة و هزيلة هالات تحيط عيناه ..شعر طويل لا يوجد من يقصه ... ثياب متسخة و بالية لحد كبير ...الى متى يبقى هكذا؟.. عليه ان يأكل ....وان يقوم من جديد...لكن..لكنه فتى في ٦ من عمره..ما الذي قد يستيطع فعله من في سنه؟.... زاد الطين بلة قدوم بعش الاشخاص... فتح الباب بقوة من طرف احدهم ..رفع صغيرنا عينيه بهدوء وهو يحدق فيهم... من هؤلاء؟ ... لايدري...ربما يضن انها امه.. لكنه يعلم انها لن تفتح الباب بهذه الطريقة ابدا.... سمعهم يتحدثون
:" اوه اجل اجل هذا هو البيت الذي قلت لكم عنه! يمكنكم فعل ما تشاؤون فيه كما انه بسعر زهيد ".قال ذلك احدهم وهو يشير الى البيت بيده و يضحگ
استدار السامع لمن معه وقال :" ما رأيك؟ هل نشتريه؟".
لم يستمع الاخر له فقد كان يحدق في الفتى الهزيل الذي يقابلهم وينظر لهم بعيون فارغة .. انتبهى المتحدث الاول  ليقول بعدها مباشرة  وهو يضحگ ليلافي الموقف:" اووه يا الهي سيدي! اعتذر اعتذر! بعض المتشردين يتسللون الى هنا بما ان المنزل فارغ".
قال هذا ليتوجه نحو ليفاي و يمسكه من يده بقوة ....سحبه للخارج والقى به على طرف الباب ليصرخ :" اذهب وتسول في مكان اخر!".
..... لا يفهم الاخر الامر.. متسول؟.... اليس هذا بيته هو وامه؟... اليس هذا ملجأه الاخير بعد رحيلها؟... لا كيف يمكنه ان يذهب بينما هذا اخر مكان بقي له! كيف يمكن له ذلگ ! انه بيتهم! ان عادت امه بالتاكيد ستعود الى هذا البيت! عليه ان يحميه! ليستقبل امه بمجرد عودتها!... هاهو يرفع قدماه عن الارض بصعوبة..يمشي بثقل و يتكئ على طرف الباب ليدخل ويخبرهم انه بيته وانه ليس بمتسول هو فقط ينتظر ... ينتظر امه.
رءاه الاخر من الجديد كشر حاجبيه بقوة ودفعه للخارج بقوة اكبر من سابقتها واغلق الباب بسرعة لكي لا ينتبه له البقية... ثم استدار ليقول وهو يبتسم :" اوه القي نظرة على البيت ريثما اعود علي إنجاز امر ما!". حمل الفتى  مثل الجرو وهو ينظر له بغضب و اتجه به الى شارع مظلم نوعا ما ..مليء بفتيات الهوى و رجال العصابات و الاوغاد ... :" هل تنتظر امك ايها الوغد؟ ربما عليگ انتظارها هنا بدل البيت! ههيه الم تكن تعلم؟ هنا تعمل امگ!" قال ذلگ ليلقي به بقوة وسط الشارع ويتركه ويذهب....
وحيد وسط ذلگ المكان مليء بالندوب , تمر عليه الفتيات وهن يضحكن و الشباب كذلگ.... لم يلتفت له احد ...الكل فقير هنا والكل يهتم لشأنه فقط ....  بينما هو كذلگ سمع بعض الاشخاص يتكلمون...
:" كوشيل؟ الم تأتي مجددا؟"
كوشيل! ليس اسما غريبا! اسم امه! يبحث عن المتحدثين ليتجه اليهم وهو يحبو ببطئ ... فلا طاقة له للوقوف...
قالت احداهن:" لم تظهر اجل ... منذ اسبوع.. غادرت العمل صباحا قائلة انها تريد اطعام صبيها ولم تعد بعد ذلگ سالت عنها حييها لكن لا يوجد خبر ايضا".
:" اوه حسنا فهمت.. ان جاءت اخبريها انها مطرودة".
اومأت الاخرى و اجابت بالقبول :" اجل سيدي".
كادت ان تلتف لعملها لتجد ذلگ الصغير الذي يحاول جاهدا الوصول اليها انتبهت له ... انحنت له
:" من انت؟ ما هذه الحالة؟" انها تتساءل من يكون؟ ما الذي قد يفعله طفل هنا ايضا..
لم يستطع الاخر قول شيء ولا يدري ماذا يقول خرجت الكلمات من فهمه بشكل ارادي ليقول :" كو.. كوشيل".
:" هل قلت كوشيل؟"
تذكرت الفتاة ان كوشيل تمتلگ ابنا كانت قد اخبرتها عنه... لكن... ما هذه الحالة؟
:" هل انت ابن كوشيل؟".
:" أ...أمي".
فهمت الاخرى أنها امه.. لما ابن كوشيل بهذه الحالة؟ اكثر ما تهتم له كوشيل هو ابنها لذا لما ..؟! حملته واتجهت بها لاحدى الغرف في الداخل قدمت له بعض الطعام و الماء ... البسته قميصا كبيرا ليسعه... :" انا لا ادري ما حصل لكن لا يمكنگ ان تستمر هكذا؟".
نظر لها ليفاي لمدة ليقول بعدها :" امي.. اين امي؟".
:" لا اعلم ايضا! ظننت انها تركت العمل ووفرت رأس مال جديد لتعتني بگ... اسفة لكن لا اعلم .."
صمتت قليلا ثم أردفت :" شعرگ طويل.. دعني اقصه قليلا لگ".
وقعت الكلمات على قلبه كالسيف... شعره.. امه من يقص شعره عادة .. تقصه وهي تضحگ معه لتقول ان ابنها وسيم جدا.... نزلت الدموع من عينيه لا اراديا و علا صوت بكائه... توترت الفتاة التي معه.. :" ااه اهه لما تبكي؟ الا تريد ان اقصه؟ حسنا حسنا لن لن افعل اهدئ اهدئ كل شيء .. كل شيء بخير!.."
تقول هذا وهي تحوم حوله لا تدري ما الذي تفعله لتهدئه ( لطيفة تكفون حبيتها😭❤️)... بعد ساعة من البكاء صمت اخيرا .. قصت له شعره ... بقي عندها ايام قليلة... تحسن عن ما كان عليه .. عاد اليه لونه و استرجع عافيته... كما نستطيع ان نقول انه شرع في الضحك من جديد بوجود شخص يحبه  الى جانبه..... حسنا لم يتعافى كليا .. يبكي في اوقات عدة..يشتاق الى امه .. إلى حضنها .. دفئها و حنانها وهي تقول له بكل حب :" فتاي الجميل " وهي تنادي اسمه :" ليفاي" وهي تنتظر قدومه... يشتاق اليها ...كثيرا.
مضت الايام بالفعل بسرعة بدأ يكبر وينضج.. بدأ يتعلم الاعتماد على نفسه قليلا .. فهو يبقى مع تلگ الفتاة لكنها ليست امه و تغيب في كثير من الاوقات .. تساعده في مأكله ومشربه وتلعب معه احيانا في فراغها...ملئ كليهما حياة بعضهما بالسعادة ... مضت سنة على هذه الحال بالفعل وهو الآن يبلغ ٧ سنوات.. يبذل جهده ليخفف عنها تبعها هو الاخر ويؤمن بعض الطعام لهما كما تفعل هي .... لكن في احد الايام....دخل للمكان الذي اعتاد الجلوس فيه معها  وهو ينادي باسمها...صوت الصراخ كان يملأ المكان بالفعل وهذا ما افزعه سمعته الاخرى وهو يناديها شرعت في الصراخ وهي تقول :" ليفاي! ليفاي لا تاتي! اذهب من هنا!". جعله هذا يسرع في خطاه بالفعل! ليراها امام مجموعة من الاشخاص الضخام.. يبدو من محياهم انهم افراد عصابات... هتف بفزغ :" ديانا!"  قال ذلگ ليضحك احدهم بعدها :" ههه ما هذا هل تربي هذه العاهرة طفلا ؟ "
ضحك البقية معهم بينما هي تحاول الهرب لكن احدهم امسگ شعرها بقوة لتتأوه بألم واردف :" إلى اين تضنين انگ ذاهبة؟ ستذهبين معنا نحن وليس معه". صرخ ليفاي بصوت عالي وهو يتجه نحوه:" ما الذي تفعله افلتها! افلتها ايها الحقير!" اوقفه احدهم بالفعل وبدأ يضربه برجله على بطنه :" او يا الهي ويدافع عنها ايضا , خذ هذا ايها الوغد ". بدأت الاخرى في البكاء :" افلته ! اتركه سآتي معكم! اتركه رجاءا سآتي دون قول اي شيء". توقف الاخر عن ضربه بينما ليفاي يمسگ ببطنه و يتألم بشدة افلتها الذي امسكها من قبل توجهت نحو ليفاي بسرعة وهي تبكي :" ليفاي هل انت بخير؟ ها؟ ليفاي ؟".
اجابها الاخر بتأوه وألم :" من.. من هؤلاء ؟". بكت الاخرى وهي تقول :" لا لا تهتم ! لا شيء". لم يتركوها تكمل كلامها ليمسگوها ويسحبونها معهم :" وفروا هذه الدراما لوقت اخر ".
بدأت بالمقاومة وهي تقول :" افلتني افلتني " الا ان استسلمت بالفعل فقد علمت ان لا مفر لها من بين ايدهم شرعت عندها بالكلام بصوت عالي بينما تبتعد شيئا فشيئا عن ناظري الملقى على الارض :" ليفاي , ليفاي هناك مخفف للكدمات في الخزانة استعمله ولف به جراحك! ليفاي لا تتوقف عن الحياة كل جيدا و استمر بالعيش! استمر بالعيش من اجلي وجد حياة بعيدة عن هذا البؤس و الفقر ليفاي! احبك كثيرا ليفاي! اعتني بنفسك ولا تقلق علي ان بخير ... فقط ساعمل في مكان اخر ! هل فهمت ليفاي!" كانت هذه اخر كلمات تقولها له بينما هي تبكي و يبتعد صوتها و ملمحها مع جذب رجال الصعابة لها نحو الخارج بينما كان الاخر ملقا على الارض تنزل بعض الدموع من عينيه و ينادي :" ديانا " بصوت شبه مسموع بعد الضرب الذي انهكه و كسر اجزاء جسمه....
اختفت امه ... والان ... ديانا... مضت ساعات بالفعل وهو مستلق على تلك الارضية .. لا يفكر بشيء عقله فارغ... تعود به الذكريات الى اليوم الذي فقد فيه امه.. انه يفقد من يحب مرة اخرى دون القدرة على المقاومة... ودون القدرة على حمايتهم.. تذكر كلمات ديانا... قرر الوقوف وعلاج نفسه.... قرر ايضا ان يصبح اقوى... ليستطيع حماية من يحب... هذا ان امتلگ من يحميه من جديد....تولات الايام بعدها ليبدأ الاخر بالتعود على العيش من جديد..لكن هذه المرة بدون بسمة... بروح شبه فارغة ... يحيى ليقاوم ..ليعيش كما قالت له ديانا لا اكثر .... ليجرب الحياة لعل طعم الفرح يأتي له من جديد.... لعل .... في يوم ما ربما؟... طرده من في المكان من جديد فهو سكن ديانا الذي تبقى فيه مدامت تعمل هناك لكن الآن قد غادرت لذا السكن قد اصبح لشخص اخر... يعيش الان في الشوراع ..ينام فيها ...فتى في ٧ من عمره في ازقة الشوارع الفقيرة المليئة البؤس و الموت ...المليئة بالجوع و المرض ..و شتى الآفات الاجتماعية.... قد يسرق مرات ليأكل ... وقد لا يأكل لايام ايضا.. قد ينهكه البرد والمطر تارة...وقد يتعبن الحر في اخرى...قد يجد ما يتدبر به في مرات اخرى... استمر به الوضع هكذا ايام ثم اشهر ثم سنواتْ.. صنعت منه الحياة فتى قويا لا يمكن لاحد هزيمته وهو فقط في ١٢ من عمره... في ذلگ العمر ظهر كيني اكرمان... خاله.... تبناه على أنه ابنه وأصبح فجأة ابن الارشيدوق... لا يفهم كيف تغيرت به الاحوال الى هنا لكن الامر ليش مهما ... في هذه الحياة هل يوجد شيء مهم بالنسبة له؟...قال خاله ان امه قد ضاعت في فترة ما وانه بحث عنها ولم يجدها وسمع مؤخرا بوجوده فاحضرن ليعتني به ....  تغيرت حياته واصبح فارس من فرسان الامبراطورية..... تعرف على ايروين واصبح صديقه و التقى باناس اخرين وبدأ بصنع حياة جديدة... ربما كما اوصته ديانا؟..ربما!
Flash back end
انتهى من سرد قصته... رفع رأسه ليرى التي بجانبه ...تبكي؟ انها تبكي؟ لما؟ لما قد تبكي! ربما كان ينتظر ان تسخر منه؟ ومن فقره و الحياة التي عاشها.. لكن... لكنها...لكنها لم تفعل ذلگ.. انها تبكي...هل؟ هل تبكي... علي؟ هذا ما يجول في خاطره .. عيناه مفتوحتان علي هديهما وهو مصدوم من ردة فعلها .  لانه لم يتوقعها ربما..فتح فاهه ليقول معبرا عن شعوره :" ل...لما؟لما تبكين؟"...
لم تجبه الاخرى بشيء... رمت يديها مباشرة حول ظهره ... اجل لقد ضمته ... ضمته بقوة دون قول اي حرف  .. *ما الذي.. ما الذي تفلعه؟ هل تحضنني؟..ما ..و لما...* :" هان..( يبغى يناديها هانجي بس ما كلمها لانه مصدوم ) ما.. ما الذي تفعلينه"؟... اجابته الاخرى بعدما خفت دموعها قليلا :"...عندما تحضن شخصا ما فانت ..انت تشاركه ما تشعر به...". ما الذي تقوله؟ تشاركني ما تشعر به؟ وايضا لما قد تبكي هي؟ فانا لم ابكي...اعني....لما قد ابكي؟... هل لان امي اختفت...؟ لا ..... لان ديانا ذهبت ولم استطع فعل شيء....لا ... هل....لانني.....عانيت في الشوارع في سن صغيرة.....لا ..... انا .....لا يمكنني ان ابكي.....الدموع....شيء لم يزر عيناي منذ سنين .... ربما...لان عيناي قد جفتا بالفعل.... اجاب بتلقائية :" اذا..هل تشاركينني المگ؟؟".
هان :" أجل" اردفت بعدها ... " ليفاي .. هل انت.. تنام ساعتين بسبب ما مررت به...؟"
لم يجبها واكتفى بالصمت فهمت الاخرى ذلگ الصمت ..انه يعني أجل ....لم تقل شيئا.... شدت يداها عليه اكثر.....لم يبعدها الاخر عنه ...كسرت هي ذلگ الصمت مجددا بقولها :"انت.. انت يمكنگ الاستناد علي ايضا (يبادلها الحضن يعني).... لتشاركني...المگ...كما افعل انا الآن ".
ضحگ داخليا..اي الم هي تتكلم عنه؟ انها تبكي عليه هو... لن يقول انها تشفق عليه لا بل هي تتعاطف معه ... وضعت نفسها مكانه بالفعل وتألمت لألمه مما رواه لها فقط....هي قد حنتضه ليرتاح هو لا هي... لتجعله يشاركها ما يشعر به من الم...ومالم يبح به لاحد منذ سنين...تقول انها تشاركه المها...الالم الذي تألمه لتألمه هو..لانها عندما وضعت نفسها مكانه...رأت انها ستحتاج الي حضن من شخص ما...شخص يساندها...وهي تريد ان تكون كذلگ له الآن... ليفاي..يفهمها... انه يشعر بشيء غريب...لم يبكي احد عليه غير انه وديانا لم يهتم احد له عندما بات في الشوراع ولم تلتفت احد لذلك الفتى البائس الذي غادرت البسمة وجهه...لكنها فعلت...بعد سنين طويلة وجد من يشاركه المه اخيرا....وهنا تلقائيا كأنما قلبه يرشده لردة فعل طبيعية يجب ان تكون , بسطت يداه خلف ظهرها واحنى رأسه ليضعه على كتفها.... لقد القى بشعوره عليه في هذه اللحظة...انهما الآن يقتسمان الألم معا....

بقيا على تلگ الحالة الى ان تعبا وذهبا كليهما الى النوم معا...❤️🌸

..شيء جانبي 😉..
هان بعد ان تعبا و افترقا عن بعضهما, ضحكت في توتر وهي تمسح دموعها بينما ابتعدت عنه :" اوه يا الهي يالي من خرقاء استمريت  في البكاء لساعة ومن المفترض ان يكون انت لا انا ".
اجابها الاخر وهو ينظر للجهة الاخرى ( خجلان) :" اجل خرقاء كبيرة ...".
هان:" هااي! لا تقل هذاا! "
ليفاي :" تشه.."
هان بابتسامة :" اذا هل ارتحت قليلا؟ هل انت افضل الان؟"
صمت قليلا ثم قال وهو يتوجه الى السرير :" تشه ..اجل"
لحقته وهي تضحك وتقول :" اورا هل ستنام اخيرا معي دون الهرب! "
ليفاي :" اذهب اذاا؟"
اسمكته الاخرى بسرعةة :" هااي هااي امزح امزح! فلتبقى ". وهي تبتسم
ليفاي :" تشه حسنا ابعدي يدگ".
هان : هااي هاااي".
قالت ذلگ ليستلقي كلاهما .. شعرا بالخجل قليلا فالبداية ولم ينظر احدهما للاخر ( الاثنين متكسلين على ظهرهم يحدقون في السطح ) لكنها غطت في النوم بسرعة على عگسه .. تأملها قليلا بعد ذلگ  همس ب :" غريبة"  ثم نظر للسطح من جديد و اغمض عينيه  لينام 🌸.

يتبع ...❤️
السرد كثير لكني حبيته صراحة👈👉❤️
رأيكم؟  وتغاضوا عن الاخطاء ما راجعت الفصل 👈👉🌸

بعد اللقاء الأول \ levihanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن