إِخّتَلاَل || Imbalance

THIRTY ONE

اغمض عينيه بشدة عندما تحول الغبار الي ضوء شديد ولوهله شعر أنه رأي أرواحهم أمامه ولكنها سريعا ما اختفت ..

فتح عينيه فجأة ولكنه وجد نفسه _ولا يعلم كيف؟_ في غرفته في المدينة لم يأخذ وقت طويل حتي يدرك أنه كان يحلم في النهاية ..

هل كل هذا كان حلما منذ البداية؟ ،اي أن تحقيق أمنيته كان حلما ومن الجيد أنه لم يتحقق..

هو وجد نفسه يبتسم دون أن يدري ،رغم دموعه التي مازالت تبلل وجهه ..

لكنها لم تكن دموع تألمه لفقدان اصدقائه بل كانت دموع خوفه من الظلام الذي اتي بفعل الاحتفالات اللعينة كما أطلق عليها ..

أ تذكرون ؟!

هو وجد نفسه يضحك بشدة برغم من أن الظلام مازال موجودا ،علي الأقل هو اكتشف أنه لم يتسبب في موت اصدقائه وايضا...

لم يقتل والده ..

هو تذكر ذلك فجأة وشعر براحة رهيبة تملأ قلبه وروحه ..

هل مجرد حلم كان كفيلاً بتغيره لهذه الدرجة؟ ،كان مجرد حلم ولكن هو حتي الآن يشعر أنها كانت حقيقة ،هو لا يصدق حتي أنه كان يحلم ..

هل يعقل أن كل هذة المشاعر والأحداث كانت مجرد حلم ،هذا لا يصدق !..

ولكنه سرعان ما عاد إلي واقعة عندما أضيئت الانوار فجأة ،حينها أدرك أن احتفالات رأس السنة قد انتهت بالفعل..

...

هو عاد إلي ممارسة حياته الطبيعية مرة أخري ولكنه كان يستحوذ علي تفكيره هؤلاء الستة من مصاصي الدماء ،رغم أنه أدرك أنهم كانوا شخصيات خيالية ليس لها وجود ولكنه كان يبتسم تلقائيا مجرد أن يتذكرهم ..

وكيف لا ينساهم وهم كانوا احن عليه من والده ،كانوا بالنسبة له إخوته وليس مجرد اصدقاء ..

كان يفتقدتهم بشدة ولا يعلم كيف تعود عليهم بهذا الشكل من مجرد حلم لم يتعدي الخمس دقائق ..

ولكنها كانت شهور بالنسبة له ، هو قد امضي معهم سنة كاملة وبعدها اكتشف أنه كان خيال ،كله خيال ..

هو تذكر نامجون تحديدا فجأة ،وخاصة نصيحته بأن يذهب الي طبيب نفسي كي يتعالج من رُهابه من الظلام ..

وهو قرر أن يعمل بنصيحته ،هو بشكل أو بأخر يشعر أنهم لم يكونوا أشخاص وهميين بل هم موجودين فعلا ..

...

"اري أنك تتحسن سريعا "

قالها رجل في منتصف الأربيعنات من عمرة بإبتسامه مشرقة بسبب التقدم الملحوظ الذي يلاحظة أمامه..