إِخّتَلاَل || Imbalance

TWENTY EIGHT

الحياة صعبة، صعبة للغاية تجعلنا نخطو بكل تفاصيها وبالرغم من ذلك ننتهي بمعرفة جزء صغير للغاية من تفاصيلها اللامتناهية.

كل شخص يملك في هذة الحياة قدرآ من الصبر والتحمل تختلف عن الأخر في الكم، ولكن جونغكوك قد استنفذ هذا الكم من الصبر والتحمل.

ليس لأن كم تحمله قليل، بل لأن كم المصائب والضغوط التي تحملها أكثر.

______

الكهف تحول حالة من البهجة والصخب الي البهتان والهدوء، كل شئ انقلب حالة مع انقلاب حال جونغكوك.

حتي نامجون الذي يجيد حل كل المشكلات التي تواجههم، اصبح يواجة صعوبة في فعل ذلك الأن.

هو حتي لم يتخيل يوما أنه سيكون مسئولآ عن حل مشاكل البشر، يكفية حل مشاكله ومشاكل الخمسة المشاغبين الأخريين.

يعلم انه احبه كأخ سادس له كما فعل الجميع ولكن جونغكوك مشاكلة اصبحت تزداد سوءا وهو لم يعد يتحمل ذلك.

سيحاول مرة اخري من باب المحبة والأخوة التي لم ينساها ولن ينساها ابدا، سيبقي يحبة مادام حيا يأكل ويشرب.

سيحاول لأنه اخاهم السابع، الاخ البشري لستة من مصاصي الدماء.

"جونغكوك تأخر.. للغاية كما انني اعتقد انه لم يأخذ دراجته معه، لم أسمع صوت تحركها "

قال نامجون بينما لم يتوقف عن المشي هنا وهناك محاولا التفكير وايجاد حلآ.
"الأمر يزداد سوءآ! "

"هو يتعمد تعذيب نفسه بينما في الحقيقة هو لا يؤذي غيرنا "
كان هذا يونغي الذي نبس بكثير من الأسي علي حاله هو وأصدقائه وجونغكوك أيضا..

"في الحقيقة أنا سئمت من حياتنا هذة وان كان علينا تسميتها حياة ،نحن لا نعلم ماذا سيحدث لنا بعد شهر من الأن عندما ينتهي مخزون الدم الموجود بالكهف ،في الحقيقة نحن لم نفكر ولو للحظة ماذا نفعل عندما يحين هذا الوقت وتركنا كل شئ في يد القدر ولكن لم يحدث شئ مما كنا نأمل أن يحدث بل حدث ما كنا نخشاه "

اكمل يونغي حديثة منفعلاً وقد بدي علي وجهه الإعياء والمرض فهو لم يتعافي بعد من الحروق التي أصابته..

"اعلم ذلك يونغي ولكن انت تعلم جيدا أنه ليس لدينا حل ،حياتنا أصبحت في كف جونغكوك وهو المتحكم فيها وبيده إنهائها في لحظة واحدة "

"هو قد قضي علي حياتنا بالفعل نامجون !"
قال يونغي بمزيد من الأسي والانفعال

ثم خيم الهدوء مرة أخري

_____

كان جونغكوك ملقي علي الأرض يتصبب عرقا بسبب ارتفاع درجة الحرارة والمجهود الكبير الذي بذله عندما ذهب إلي الكهف وزاد علي ذلك بكاءه الذي دام طويلا الي أن نام دون أن يدري ..

فتح عينيه بضعف وصُدم عندما وجد نفسه مازال في الكهف بين الصناديق الممتلئة بالدماء والتي تحتاج اللي النقل حالا الي اصدقاءة في الكهف الآخر ..

سخر من نفسه عندما تذكر أن له اصدقاء يعانون بسببه وهو الان وبكل بساطة نائم ..

أجبر نفسه علي النهوض متثاقلا ،فليس هناك وقت ليضيعه ،نظر الي اقرب صندوق وحمله سريعا متجاهلا اللام رأسه وجسده بأكمله ..

تذكر أنه قرر عقاب نفسه وأنه ترك الدراجة امام الكهف فسخر من نفسه مرة أخري
"دائما تريد إيذاء نفسك جونغكوك ولكن انت احمق حقا ولا تتسبب الا في إيذاء الآخرين وحسب "

ابتسم مستهزئا في نهاية جملته ومن ثم خرج من الكهف سريعا مستخدما اخر طاقته في الوصول اللي جهته ،لعله يكون ذو نفع ولو مرة واحدة ..

كان الطريق شاقا حقا ،كان يتنفس بصعوبة ،لا يعلم كيف حتي تستطيع قدماه المشي في تلك اللحظة ؟

اخذ يلعن نفسه الكثير من المرات لأنه لم يأخذ دراجته معه ،فمن المؤكد أن تأخيره سيسبب الكثير من العواقب للستة الذين ينتظروه بفارغ الصبر ..

كان الطريق شاقا للغاية ولكنه واخيرا وصل اللي جهته ورأي الكهف أمامه ..

اخذ يقترب ببطئ بما أن طاقته علي وشك النفاذ ولم يعد يستطيع التماسك أكثر من ذلك ولذلك وفي لحظة واحدة وجد نفسه يسقط امام الكهف في نفس المكان الذي سقط فيه مغشيا عليه من قبل ..

عندما احترق يونغي من أجله..

"ليس مجددا "
كان هذا اخر ما قاله جونغكوك قبل أن يغمض عينيه مستسلماً..

.
.

❤️