TWENTY THREE

151 20 5
                                    

يمشي بلا وجهه، دموعة تتساقط بصمت احيانا واحيانا اخري يبكي بألم في أحد الأزقة الفارغة عندما يتذكر ما فعل منذ قليل.

هو لا ينسي ما فعله ولا حتي للحظة واحدة ولكنه يرغم نفسة علي عدم التصديق بما حدث، يستمر ويحاول إقناع نفسة انه حلم او ربما كابوس سئ سيستيقظ منه بعد قليل ولكن..

هو ينتهي في كل مرة من هذة المحاولات التي تكتظ بالفشل بالعودة الي الواقع المؤلم مرة اخري، مدركآ انه فعل مصيبة في لحظة واحدة، مصيبة لا يحسد عليها.

وهل هو لم يحاول تصليح ما فعله؟ بلا فعل! ولكن بعد أن فات الأوان، عندما دخل الشقة مرة اخري وحاول إنقاذ ماضية الاسود، وللأسف أبية ولكن وجده قد فارق الحياه بالفعل

هنا تذكر كم السم الذي وضعه في كأسه، وادرك ايضا انها النهاية المتوقعة ويجب ان يتعايش معها

ولكن مهلا! الم يكن هذا حل سعادته وشعوره بالراحة والاخذ بثأره؟ الم تكن هذة فكرته منذ البداية؟ لذا لما يشعر بذلك الأن؟

لما يشعر ان احشائة وقلبه يتمزقان بلا رحمة او رفق؟ لما يشعر أنها كانت خطة سيئة بينما كان في بداية تنفيذها متحمسآ لها شاعرآ انها طوق النجاه بالنسبة له؟

ربما لانه تناسي شيئآ هاما لم يجب عليه أن يتناساه، ألا وهو ان من قتله هو ابية، ابية الذي كان سببآ في وجوده بالحياة، ابية والذي رغم كل شئ الفطرة جعلت بينه وبين الاخر شيئآ من الحب والالفة التي ليس لها علاقة بمعاملة او قسوة او حنان.

تلك العلاقة ، علاقة الأب والأبن لا شئ يغيرها في نفس الانسان، فمهما مر الانسان من سؤء معاملة او قسوة او جمود من احد الوالدين ولكن تلك العلاقة لا تنقطع ولا تفني

لانها علاقة ابدية، أساسها الفطرة والطبيعة الانسانية الخيرة

__________

كان الجميع جالسآ بغرفة المعيشة، بينما ايديهم أسفل اذقانهم بتملل والقلق بسبب جونغكوك الذي خرج من أكثر من عشر ساعات ولا أحد يعرف ما المنتظر؟

كانوا قلقين علية بدرجة كبيرة ولا أحد بيديه شئ لفعله، فلا أحد يستطيع حتي الخروج ومحاولة البحث عنه لذا استمروا بالتحديق في الفراغ والصمت كان سيد الموقف.

"هل سنبقي هكذا؟ ماذا لو حدث له شئ سئ؟ "

قال تايهيونج بقلق واضح كاسرآ حالة الصمت التي كانت تسود بينهم في تلك اللحظة

"ربما بل مؤكدآ ليس لدينا سوي الانتظار فما باليد حيلة! "

نبس نامجون بمنطقية، ربما عليهم التصرف بمنطقية فلا داعي للمخاطرة الأن، ربما هي ساعات قليلة اخري ويعود ويكون له اسبابه بعد كل شئ، ربما!

"ولك.....! "

قاطع حديث يونغي الذي شرع في بدء المناقشة معهم صوت طرق خفيف علي باب الكهف، يكاد يُسمع مما جعلهم يشكون في الأمر، وبدا لهم انهم يتوهمون

ولكن مستحيلآ أن يكونوا قد سمعوا نفس الصوت جميعهم وبنفس الوقت ويكونوا يتوهمون وليست حقيقة.

طالت التحديقات فيما بينهم فهم ايضا يعلمون ان جونغكوك لا يطرق الباب بهذا الهدوء وكأنه يحتضر

لم تستمر التحديقات كثيرا حيث ارتموا جميعا امام الباب يحاولون فتحه بكل طريقة ممكنه ولكن تزاحمهم جعل الامر صعبآ

"ألا يمكن أن تبتعدوا قليلا وان تتصرفوا كبالغين ليس اطفال لمرة واحدة فقط؟ "

قال نامجون بصراخ مما جعل الجميع يبتعد فورآ وفي نفس اللحظة قام نامجون بفتح الباب ولكنه شهق ما إن رأي الذي امامه

جونغكوك فاقدآ للوعي خارجآ ووجهه محترقآ من الشمس ويبدو عليه انه في حالة حرجة للغاية ولكن المصيبة تكمن في أن جونغكوك مرتميآ علي بعد لا يسمح لأي منهم بأن يقترب منه ويحمله للداخل

أي احد سوف يقترب لإنقاذه سوف يرمي بنفسه بالهلاك، ولكن هل سيتركوه يموت خارجآ لمجرد انهم مصاصي دماء لا يستطيعوا مساعدته؟

ولكنه كثيرآ ما أرهق نفسه وأتعبها وحملها فوق طاقتها من اجل توفير الراحة لهم والسعادة ايضا، كيف لهم الأن وفي ابسط صور رد الجميل ليس لديهم أي مقدرة لفعل شئ له ولإنقاذ حياته؟

ولكن وبدون تفكير ركض احدهم الي الخارج، مقررآ انه سيضحي بنفسة مرة واحدة من اجل شخص ضحي بنفسة العديد من المرات من اجله ومن أجل الاخرين.

ولكن ما إن خرج وقام بسحب جونغكوك ارضآ الي الداخل، اخذوا ينظرون الي جسمة الذي احترق بالكامل برعب وبكاء بينما يشاهدوه وهو يسقط ارضآ بلا اي قوة بجانب جونغكوك.

يتبع

__________

التضحية بالنفس من أصعب القرارات التي تؤخذ في اصعب المواقف

ولكنها تبين مدي حب المُضحي للشخص الذي تمت من أجلة التضحية

وإن لم يظهر هذا الحب في مجرد كلمات

فإن التضحية تُظهر هذا الحب في أفعال افضل من اي كلمات

__________

فوت وتعليق فضلا ❤

إِخّتَلاَل || Imbalanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن