" قلبي سيقف خوفاً عليها . "

13 2 0
                                    

ما بعد ظهرِ يوم الجمعة .. إيليوت حامل حقيبةُ الصغيرة راكباً العربةِ . مودعاً روز و ماركو . جورج أيضاً . للذهاب إلى منزل إيليوت ، و معهم ماريا .

يثرثر إيليوت و ماريا طوال الطريق وكأنها أول مرةٍ يرون بعضهم بها .. جورج يتأمل إيليوت بحماسهِ .. شعر بالفرح لان شُعلتهِ أفاقت بعد غياب والديه ... كان إيليوت لا يتكلم كثيراً في بدايات عزاءهِ ، يكتفي بالرد على الأسألةِ فقط .. أو سؤال شيء يشعر بالفضولِ عنه .
أَصابت ماريا بعض حالات القلق من الطريق بسبب تعكر الجو و الصخور التي في الطريق . كان جورج يشعر بالخوف عليها بحكم أنها أول مره يرى فيها شخص يعاني من أضطراباتِ قلق .

بعد وصولهم للمنزل دخل إيليوت متأملاً إياه ، و كأنه لم يراهُ منذ قرون . سقطت عينيه على صورة والدتهِ على الأرض .. حملها و تأمل ملامحها .. بدى وكأنهُ نسى جزءاً منها ، وكأن روحهُ بدت باهتةٍ من دونِ ألوانها .

نظر جورج له وجد عيناه مغمورتان بالنَّحِيط* .
وقف جورج بجانب إيليوت ممسكاً الصورة ووضعها جانباً ثم عانق إيليوت .. بادلهُ إيليوت العناق وكأنه لا يريد أن يتركهُ أبداً .
رأتهم ماريا عندها دخلت وضعت حقائبها على الأرض وركضت لهم و عانقتهم .. عناق جماعي ؟.. قهقه جورج مع إبتسامةٍ من إيليوت من تصرف ماريا الغيور ، كأن إيليوت فقط لها .

في مساء اليوم بعد العشاء .

شعرت ماريا في إضطراب بنبضات قلبها ظنت أنه بسبب الطريق الطويل و تأخرها في تناول دوائها .
في الحادية عشرة ليلاً ، دخلت ماريا المطبخ لشرب ماء أمسكت كأس وملئتهُ بالماء البارد .. إرتجفت يداها و إرتعش قلبها . و كأنهُ يقول لم أعد أتحمل شيء بعد الآن ..

إنتشر زجاج الكأس في كل مكان . أمسكت ماريا زاوية المغسلة للتوازن وتعود لرشدها ، لكن كل شيء من حولها ضبابي . قلبها الذي يقاوم و تفكيرها المليىٔ بأفكار غربيةٍ عن أنها ستموت أو سيحصل لها شيء هنا . و أنفاسها التي لا تستطيع أخذها . وقعت فاقدةً وعيها .

نزل جورج باحثاً عن ماريا لكي تأخذ دوائها .
جحظت عيناه عندما رأى ماريا مُلْقاةٌ على الأرض المليئةِ بالزجاج . صرخ لإيليوت لينزل مسرعهاً ، لم يستوعب إيليوت ما جرى . أخبر جورج إيليوت أن ينادي بالإسعاف أو يأخذنها لأقرب مشفى من هنا لأن نبضاتِ قبلها ضعيفةٌ .

نادى إيليوت بسيارة الإسعاف حملوا ماريا إلى المستشفى . وعيناه مليئةٌ بالصدمةِ ، أخذوا ماريا إلى غرفةِ الطوارئ .
جلس إيليوت على المقعد محاولاً جمع شتاتهُ وفهم ما حصل .
وصل جورج إلى مكان إيليوت وسألهُ ؛

" هل تأخرها لأخذ دوائها سيجعلها بهذه الحالةِ ؟"

رد إيليوت بعدم معرفة ؛

" لا أعلم جورج أنا لا أعلم شيء ، أخبرتني أن دوائها فقط يخفف قلقها المستمر مهدئ لا يسبب هذا ..!"
" إيليوت ..؟ ما بالك ؟"

نزلت دموع إيليوت حالمها سمع هذه الكلمات . ثم قال ؛

" جورج لو ذهبت ماريا لن يتبقى لي سواك ! لا اريد أن أكون وحيداً مجدداً . فقدت أمي و أبي بسبب سائق غبي ! لا أريد أن يحصل نفس الشيء مرةً أخرى ، إسمعني جورج أنا الغبي ليس السائق أنا الغبي الذي جعلها تأتي معي وأنا أعلم أن حالتها الصحيه لا تجرئ على السفر والتعب .. "
" إيليوت .. لا .. لا تقول هذا ... ماريا بخير هذا ليس سببك ماريا من أراد أن يأتي ."
" قلبي سيقف خوفاً عليها . إن لم تخرج بسلام فلن يكون هناك سلام أبداً !"

عانق إيليوت جورج وبدأ بإنزال دموعهُ التي لم يستع إخراجها مسبقاً .
طمأن جورج إيليوت قائلاً ؛

" إيليوت .. ماريا لن تَسمح لنفسها بتركك .. أنا أعلم هذا "

بعد ساعة في الغرفةِ المشؤمة خرج الطبيب و قف جورج و إيليوت منتظرين الطبيب قول شيء . نطق الطبيب ؛

" هل أنتم أقارب الآنسة ماريا ..؟"

لم يكمل حديثه مقاطعاً إياه إيليوت ؛

" نعم نحن أقاربها هل هي بخير ؟"
" إنها بخير لا تقلق ، لكن هل تعلمون أن لديها مشاكل في القلب ؟ "
" ماذا تقصد ؟"
" إذاً لا تعلمون ، الآنسة ماريا لديها إضطرابات في القلب مما يسبب مشاكل صحية كثيرة يجب أن ننقلها إلى طبيب مختص يقيم حالتها والأدوية اللازمة ."

لم يفهم إيليوت ما حدث ، غيروا غرفةِ ماريا فدخل إيليوت لها .. كانت نائمةٌ .
إنتظرها تستيقظ ، أسقطت إحدى الممرضات شيء فأصدر صوت أيقظ ماريا . سألها عن حالها ,
ردت ماريا ؛

" أنا بخير .. "
" لقد أخفتيني ماريا ما هذا ؟! "
" أنا أسفه أفسدتُ متعتكم .. أنا لا أعلم ما حل بي فجأة ."
" لا تعتذري .. الأهم أنك بخيرٍ الآن "

_______

*النَّحِيط ؛ البكاء الذي لا يظهر وإنما يتردّد في الصَّدر .

*النَّحِيط ؛ البكاء الذي لا يظهر وإنما يتردّد في الصَّدر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
My first love .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن