" رحلةُ قطار "

7 2 0
                                    


عائدين إلى الديار بعد عدةِ أيامٍ من بقائهم بيت إيليوت ، سبقتهم ماريا قبل أيام لأن لديها دراسةٌ لإِنجازها . واقفٌ إيليوت و جورج وسط عجٍ من الناس منتظرين القطار ..

وصل من ينتظرونهُ ركب إيليوت قبل جورج و أخذ حقيبتهِ في الرف الصغير فوق الكرسي .. وجلسَ بجانب النافذة الصغيرة ، فعل المثل جورج وجلس بجانب إيليوت . نظر له إيليوت بظاراتٍ خائبة .. تنهد جورج ورفع رأسهُ ناظراً للسقف .
إختلس نظرة لإيليوت الذي تحولت نظراتهُ إلى النافذة و طريق المليء بالشجر . إبتسم جورج وأكمل تأملهُ بالسقف .
أخرج إيليوت دفترهُ الصغير و القلم . وأخذ يرسم ما يراهُ أمامه .. لكن كل الوجهِ بلا ملامح سوى تفاصيل المحجرين والحواجب .
قال جورج بهدوء :

" ذكتني باللوحة الباهتة التي رسمتها يوم رحيلي عندما كنا صغار .."
" هه ٫ لكن هذه المرة الرحيل معي .. لماذا تذكرتها ؟"
" لأن الناس الذي ترسمهم الآن باهتين ... لا عيون لهم و لا مشاعر . كأنها سُلبت منهم ."
" ... لربما حقاً سُلبتْ منهم ، ما رأيك ؟ هل تريد أضافة لمستك الخاصةِ عليه ؟"
" أخاف أن أفسدها ."
" لا ، لن تفسدها . لان ما نرسمه هوه أفكارنا لذا لن يُفسد شيء إذا أضفنا المزيد من اللمسات ."

مسك جورج القلم و بدأ يفكر بماذا يبدأ .. بعيون الناس ؟ أم إبتسامتهم ؟.. أم مشاعرهم التي إختفت .

بعد العصر ، كانت الشمس على وشك الغروب .. جورج و إيليوت يسيرون ببطأ على الشوارع ، أشعة الشمس الخافتة بسبب برودة جو نوفمبر . وضحكات إيليوت على عبارات جورج لوصف الأشاء . ک" قطرات المطر _ دموع روز " والدتهُ
وصفها هكذا لأنها إذا بكت لا تتوقف عن البكاء بسهولة .
فوصف إيليوت " الرعد _ غضب ليلي " على إيليوت لأنهُ قام بإسقاط الألوان على قميصهُ الجديد وهوه يرسم .
قال إيليوت ؛


" أتعلم أن القميص الذي أرتديه الآن هوه القميص الذي تلون بألواني ، ورعد ليلي عليِ "
" من حقها أن تغضب أنه جميل لماذا ترسم بملابسك الجديد !"
" لكن غير عادل كنت أعد لها لوحة بمناسبة عيد ميلادها !."

ضحك جورج بصوتٍ عاليٍ بعد تبرير إيلويت .

دخل جورج إلى غرفتهِ بعد أسابيع ٍ من فراقها . كأنه عاد إلى حبيبتهُ . إرتمى على سريرهُ وحضن وسادتهُ .. إستنشق بها رائحةِ إيليوت ... دخل إيليوت من بعده وخلع حذائهِ و الكنزة المطرزة ، بعثر شعرهُ و إرتمى بجانب جورج .. ثم نظر إليه وقال :

" عَم ماركو طلب منك أن تجلب بعض الأغراض بعد قليل هل بأمكاني الخروج معك ؟.."
" نعم لما لا . "
" حسناً ! خذ قسطاً من الراحة لكن أخلع حذائك أولاً ."

مساء اليوم ، لبس جورج حذائهُ وأخذ حقيبة الخبز من روز لكي يذهب لشراء الخبز و بعض الحاجيات من المتجر و أخذ معهُ مظلة بحال أنها بدأت تمطر . واقفٌ إيليوت ينتظرهُ قرب الباب ، خارجا يمشيان معاً بسرعة قبل أن يقفل الخَباز . أخذ جورج الخبز ثم ذهبا إلى المتجر المقابل ، بعد إنتهاء تسوقهما .. بدأ المطر من جديد ، أخرج جورج من حقيبة التسوق المظلة وأعطاها إيليوت . فتحها إيليوت ووضعها وسطهما ليحتميان بها من المطر .
أخذ إيليوت يتأمل تفاصيل جورج عنقرب .. ثم نطق ؛

" جورج ، تفاصيلك جميلة ."

نظر جورج إليه بإستغراب لأنه أول مرة يسمع أحد يقول له هذا الكلام . نظر إيليوت بأعينهِ اللامعة و قَبَلَ خد جورج . إنصدم جورج أكثر ولم يستوعب ما يحدث ، ثم قال ؛

" لا أفهم إيليوت ، ما الذي تقصده ؟"
" ما بالك .. أأول مرة يعطيك أحد قبلة ؟"
" ليس القبلة فقط ! تصرفاتك ! لا أعلم ما بالك إيليوت"
ضحك إيليوت ثم رد
" أسف ، أنا أسف . لكن ما بال تصرفاتي والقبلة وبالي ماذا يحصل ؟!"
" لو أعلم لأخبرت.."

قاطع إيليوت حديث جورج بقبلة أخرى على شفتيهِ . دون أيةِ مقدمات . لم يقاوم جورج ووضع سوء الفهم على جهة وبال إيليوت أيضاً . وبادلهُ ، فصلها إيليوت بعد أن إستوعب ما يحدث دفعهُ وإبتعد عن جورج وخاف أنه بدأ يكرهه .
قال وهو يتلعثم ؛

" جورج .. أنا ، أنا أسف لم أقصد هذا ، أنا حقاّ أسف . أنت لا تكرهني صحيح ؟"

حضن جورج إيلوت وقال له ؛

" لا لا أكرهك . إيليوت أنا أحبك ."


«إنتهى بهم المطاف بعلاقة لطيفة ونهايةٌ سعدة .»

-النهاية-

-النهاية-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 05, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

My first love .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن