إشاعةٌ جديدةٌ

1.9K 136 44
                                    










صوتُ رنينِ الهاتفِ ملأ الشقةَ الكبيرةَ في الصّباحِ الباكرِ ، يهتزُ الهاتفُ بلا انقطاعٍ على الطاولةِ الزجاجيةِ جانبَ الأريكةِ الرماديةِ ،

حيثُ ينامُ شابٌ بطريقةٍ مُبعثرةٍ ، لا يرتدي قميصًا،  و شعرهُ يلتصقُ بجبهتهِ بسببِ حرارةِ الجوّ ،

الطريقةُ التي يبدو فيها كل شيءٍ مبتذلًا حولهُ لا تُنبئُ سوى بأن ما سيحصلُ ليسَ مهمًا ،

لكننا في اللحظةِ التي تسبقُ التغيرَ العظيم كنا نعيشُ ككل يومٍ ،

جعدَ الشابُ ملامحهُ ما إن استيقظَ بسببِ رنينِ الهاتفِ المتواصلِ ،

لقد سخط في داخلهِ أيًا كانَ يقومُ بالرنين،  لقد ظن أن اليوم عطلةُ و ارادَ أن ينامَ حتى الزوال ،

يمدَ ذراعهُ ملتقطًا الهاتفَ و هو لايزالُ على وضعيتهُ ، ثم أجابَ على المكالمةِ دونَ النّظرِ إلى اسمِ المُتصلِ ،

قائلًا بصوتهِ الأجش:

" ماذا ؟"

" إنهُ أنا السكرتيرُ هان ، المديرُ يطلبكَ حالًا جونغكوك. "

عدّل جونغكوك وضعيتهُ ،

و مسحَ وجههُ بسخطٍ ، إنها عطلتهُ على أي حال ، لمَ لا يستطيعُ أن يعيش يومًا هانئًا بلا مديرهِ :

" حسنًا أنا قادمٌ ، أرسلِ السائقَ ."

و رمى الهاتفَ بعدها على الأريكةِ جوارهِ ، بعدما أغلقَ المُكالمةَ .

/ جونغكوك/

مُديرُ الشركةِ لا يطلبني إلا إذا أرادَ وضعَ حياتي الفنيةِ و المهنيةِ على المحكِ ،

إنهُ حقًا يُضحي بي و بشهرتي دائمًا ، لأجلِ النقودِ التي تُدفعُ لهُ من الشركاتِ ،

و ليسَ الأمرُ و كأنني مخير ، المديرُ يضغطُ عليّ دائمًا لأنهُ يعرفُ أني لا أملكُ سواه و والدي حاليًا ،

قد أبدو مدللًا و أنا اعتمدُ هكذا على الآخرين ، و لكن إن هجرت والدي و الشركة،  أنا حقًا لن أملك سبب لأعيش من أجله ،

لا أحب الشركة و لا والدي ربما ، لكني أتمسك بكلِ شيءٍ كي اعيش ،

كان هذا خطأي في النهاية بأني هنا ،

و يبدو كل شيءٍ يحصل معي عقابٍ مناسب لا أكثر .

غسلتُ وجهي ثم أسناني ، لا أملكُ الوقتَ لأغتسل ، رغمَ أني قضيتُ ليلًا مُتعبًا بحقٍ و أنا أصارعُ عدم قدرتي على النوم، و أظنُ أن شعري مُبللٌ من العرقِ،

The Homeland | الْوَطنُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن