صوتُ رنينِ الهاتفِ ملأ الشقةَ الكبيرةَ في الصّباحِ الباكرِ ، يهتزُ الهاتفُ بلا انقطاعٍ على الطاولةِ الزجاجيةِ جانبَ الأريكةِ الرماديةِ ،
حيثُ ينامُ شابٌ بطريقةٍ مُبعثرةٍ ، لا يرتدي قميصًا، و شعرهُ يلتصقُ بجبهتهِ بسببِ حرارةِ الجوّ ،
الطريقةُ التي يبدو فيها كل شيءٍ مبتذلًا حولهُ لا تُنبئُ سوى بأن ما سيحصلُ ليسَ مهمًا ،
لكننا في اللحظةِ التي تسبقُ التغيرَ العظيم كنا نعيشُ ككل يومٍ ،
جعدَ الشابُ ملامحهُ ما إن استيقظَ بسببِ رنينِ الهاتفِ المتواصلِ ،
لقد سخط في داخلهِ أيًا كانَ يقومُ بالرنين، لقد ظن أن اليوم عطلةُ و ارادَ أن ينامَ حتى الزوال ،
يمدَ ذراعهُ ملتقطًا الهاتفَ و هو لايزالُ على وضعيتهُ ، ثم أجابَ على المكالمةِ دونَ النّظرِ إلى اسمِ المُتصلِ ،
قائلًا بصوتهِ الأجش:
" ماذا ؟"
" إنهُ أنا السكرتيرُ هان ، المديرُ يطلبكَ حالًا جونغكوك. "
عدّل جونغكوك وضعيتهُ ،
و مسحَ وجههُ بسخطٍ ، إنها عطلتهُ على أي حال ، لمَ لا يستطيعُ أن يعيش يومًا هانئًا بلا مديرهِ :
" حسنًا أنا قادمٌ ، أرسلِ السائقَ ."
و رمى الهاتفَ بعدها على الأريكةِ جوارهِ ، بعدما أغلقَ المُكالمةَ .
/ جونغكوك/
مُديرُ الشركةِ لا يطلبني إلا إذا أرادَ وضعَ حياتي الفنيةِ و المهنيةِ على المحكِ ،
إنهُ حقًا يُضحي بي و بشهرتي دائمًا ، لأجلِ النقودِ التي تُدفعُ لهُ من الشركاتِ ،
و ليسَ الأمرُ و كأنني مخير ، المديرُ يضغطُ عليّ دائمًا لأنهُ يعرفُ أني لا أملكُ سواه و والدي حاليًا ،
قد أبدو مدللًا و أنا اعتمدُ هكذا على الآخرين ، و لكن إن هجرت والدي و الشركة، أنا حقًا لن أملك سبب لأعيش من أجله ،
لا أحب الشركة و لا والدي ربما ، لكني أتمسك بكلِ شيءٍ كي اعيش ،
كان هذا خطأي في النهاية بأني هنا ،
و يبدو كل شيءٍ يحصل معي عقابٍ مناسب لا أكثر .
غسلتُ وجهي ثم أسناني ، لا أملكُ الوقتَ لأغتسل ، رغمَ أني قضيتُ ليلًا مُتعبًا بحقٍ و أنا أصارعُ عدم قدرتي على النوم، و أظنُ أن شعري مُبللٌ من العرقِ،
أنت تقرأ
The Homeland | الْوَطنُ
Fanfiction- شيءٌ خاطئٌ يجري في سيؤول ، يربطُ كل الخيوطِ مع بعضها جاعلًا من الماضي يُعرضُ كصفحاتٍ لم تُطوَ يومًا ... في ذلك اليومِ عندما هربَ جونغكوك ذو الستة عشرَ ربيعًا يطاردُ حلمهُ ، و تخلى عن من ظنوا أنهم كعائلتهِ . - أغلب الشخصيات هي شخصيات بانتقان التصن...