مانِحُ السلامِ

912 115 63
                                    

ابعدني نامجون عنهُ ببطئٍ ، ثم أخذَ يتأملُ وجهي ،

لم أستطعْ تفسيرَ ملامحهِ ، لكنهُ بدا كأنهُ يسترجعُ ذكرى من نوعٍ ما .

" عدْ للمنزلِ جونغكوك. "

قالَ بصوتٍ مُنخفضٍ ،

هذهِ المرةُ الأولى التي يخاطبني بها برفقٍ مذ التقينا مجددًا ،

ليبعثَ نوعًا من الأملِ داخلي ، ربما يمكن لكل شيءٍ أن يعود كما كان ؟

" معدتي تؤلمني ، لا أستطيعُ السيرَ للمنزلِ ."

أردتُ البقاءَ معهُ بشدةٍ ،

هذا أخي ، حتى و إن لم نتشارك نفس الدماءِ و لكنه كان معي ،

عندما كنتُ أنضج نامجون دعمني و ساندني ، لقد فعلَ كل ما يفعلهُ الأخوة بل و أكثر.

تنهدَ نامجون و استقامَ من الأرضِ و هو حريصٌ على رفعي ببطئٍ معه، 

ربما يشعرُ بالأسفِ على حالي ، ربما وجهي يجعلهُ يشعرُ بالشفقةِ ،

وقفتُ بمساندتهِ كما اعتادَ الأمرُ أن يكون ، لا زالَ أمنًا و بعيدًا ،

أطولَ و أضخمَ مني ، لكن الفرقَ بين أحجامنا صارَ أقل الآن .

" دعنا لا نلتقي بعدَ هذا اليوم. "

قالَ بنفسِ الرفقِ ، و هذا آلم قلبي بشدةٍ ،

لقد أغلقَ عليّ كل أبوابِ الأملِ التي فُتحت دفعةً واحدة ، هو لم يسامحني ، إنه خائبُ الظن بي ، أنا لم أعد أعني له شيئًا ،

فضلتُ الصمتَ فحسب في ظل كل المآسي التي تهب دفعةً واحدة  ،

فهو سيوصلني للمنزلِ أقلها ، سأبقى معهُ مدةً أطول ، ما زال لدي فرصة .

جعلني أستندُ على جسدهِ برفقٍ مؤلمٍ ، و أخذني إلى سيارته عبرَ طريقٍ لم أركزْ فيه ،

لطالما كانتْ رائحةُ نامجون مميزة و مدهشةٌ ، لقد جعلتني أشعرُ بالكثير سابقًا ، هذهِ الرائحة هي التي تجعلني أسترجعُ الماضي الآن .

ساعدني نامجون لأركبُ في المقعدِ الأمامي ،

ثم جلسَ هو جواري و بدأ بالقيادةِ ،

سيارتهُ حديثةٌ و ضخمة ، يبدو أن مستواهُ المعيشي اختلفَ كثيرًا منذ ذلك الوقت .

" أتريدُ الذهابَ للمشفى ؟"

سألني قبلَ أن يبدأ القيادةَ مظهرًا معصمهُ و ساعتهُ الرولكس .

The Homeland | الْوَطنُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن