مُنذُ غادرتُ بوسان

1K 116 34
                                    











جيمين رحلَ بعدها بعيدًا ، تاركًا في قلبي شعورًا غريبًا ،

لقد تحدثَ معي كإنسانٍ عاديّ ، لا يعرفُ شيئًا عن ماضيّ،

جعلني هذا بطريقةٍ ما أشتاقُ لكوني شخصًا عاديًا ،

تمنيتُ لو تحدثَ معي لمدةٍ أطول، أن يسألني مثلًا عن لوني المُفضل ، و ما أنوي تناولهُ على الغداءِ ، 

أنا حقًا أتوقُ للحديثِ مع أي أحدٍ في هذا العالمِ ، و مثل هذهِ المواقفِ البسيطةِ تنسيني شعورَ الشهرةَ ، و تجعلي أشعرُ بأني شابٌ عشريني عادي ،

أضعتُ حياتي في سبيلِ شهرتي، 

أنا أعترف .

////

عادَ جونغكوك إلى منزلهِ في الخامسةِ فجرًا ، كل شيءٍ بدا سرياليًا و عاديًا في الآن ذاته ،

أضواءُ الغرفةِ لم تكنْ مريحةً ، أضواءُ العالمِ كلها تشعرهُ بالبعد

، اشعلَ التلفازَ و جلسَ على أريكتهِ المُعتادةِ بعدما حضرَ الراميون كوجبةٍ كي يسدَ جوعهَ لا أكثر، 

حياتهُ عشوائيةٌ بشكلٍ مُزعجٍ ، أوقاتُ نومهِ مُتقطعةٌ ، طعامهُ قليلٌ ،

أفكارهُ لا تثبتْ عند أي نقطة ، إنهُ يحاولُ جاهدًا أن يفهمَ ما يجري ، ما الصوابُ و ما الخطأ ،

لماذا يسيرُ كل شيءٍ نحو الأسوأ ؟

المديرُ لي يصرُ عليهِ بإصدارِ ألبومٍ هذا العامِ و هو حتى الآن لم يبدأ بهِ ، رغم مرورِ أربعةِ أشهرِ منذُ بدأ العامُ الجديدُ ،

جونغكوك يجدُ نفسهُ عاجزًا حتى عن كتابةِ حرف ، فكيفَ باصدارِ ألبوم؟

التلفازُ كان مُملًا جدًا ، ففي هذا الوقتِ من اليومِ لا تٌعرضُ سوى برامجٍ لا يُشاهدها أحد ، أو الإعادات لبعض الحلقاتِ ،

مرتْ بضعُ دقائقَ ليغطَ جونغكوك في النومِ ، و علبةُ الراميون المُمتلئة لا تزالُ في يدهِ ،

ليسَ و كأنه كان ينوي أكلها ، هو أرادَ أن يشعرَ بأنهُ حي لا أكثر ،

المنبهُ سيرنُ في السادسةِ و النصف ، لديهِ عملٌ و لن ينامَ أكثرَ من ساعةٍ على أي حال .

~ Flash Back ~

دخلَ جونغكوك إلى المنزلٍ الأحمرِ بعدما دعاهُ الطفلُ الآخر ، و شهقاتهُ العالقةُ كانتْ الصوتَ الوحيدَ في غرفةِ المعيشةِ .

The Homeland | الْوَطنُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن