|2| ذات الضفائر الذهبية.

801 88 78
                                    

خرجت فلورو رفقة تونيا وروز من الكوخ خاصتها، دقات قلبها تسابقها، متوترة، قلقة، تريد الفرار لأبعد نقطة من هنا لكنها أكملت تشجعُ نفسها. كان جميع الرجال يجلسون في حلقتهم الدائىية الكبيرة، يتناولون كالعادة طعلظ الغداء، فقد قرعت الطبول من وقت ليس ببعيد. أحضرَ رجلٌ الطعام للفتيات وجلسن على المقاعد الخشبية والحميع ينظر نحوهم باستغراب شديد.

أولاً لأن فلورو خرجت من كوخها بعد ثلاثة أيام ولم تكن قد خرجت أبداً من بعد دخولها للكوخ خاصتها. ثانياً لأنها  جلستُ معهم على الغداء، وثالثاً لأن كل ما سبق يعني أنها تنوي التكلم عن قصتها أخيراً.

انهت فلورو طعامها وأعطت طبقها الفارغ للرجل الذي يجمع الأطباق الفارغة، انتظرت حتى فعل أغلب الرجال مثلها، فمنهم من انهاه سريعاً ومنهم من تركه كما هو بعد أن رأى كل من حواه قد انتهوا.

توجهت أنظار الجميع نحوها ومأنهم يطلبون منها أن تتكلم، أخذت نفساً عميقاً أدخلت به الأوكسجين إلى رئتيها، أما من كان بعيداً قليلاً فقد اقترب مسرعاً واقحم نفسه بين الصفوف ليجلس ويستمع لها.

" ألواديا، الجزيرة التاسعة في مملكة آغورا، جزيرتي التي عشت فيها وكبرت عند تلالها وعلى شواطئها، ترعرعت في سهولها وكبرت في هضابها. فلورو الجميلة ذات الضفائر الذهبية، هكذا كان الجميع يلقبني، عندما كنت لا أزال في التاسعة من العمر.

لا أذكر شيئا قبل ذلك أبدا، لماذا ؟ لا أحد يعلم .
وجدني أحد التجار الأغنياء وقام بالإعتناء بي وتربيتي أفضل تربية، كان هذا التاجر بمثابة أباً حقيقياً بالنسبة لي لأنه الشخص الوحيد الذي لا أزال أذكره، والذي أحبني من قلبه وكأنني فتاة من صلبه." مسحتْ دمعة تسللت إلى وجنتيها تمسحُ معها ذكرى الماضي.

" بعد يوم مولدي السابع عشر بقليل كما كان الجميع يظن، توفي ذلك التاجر الذي لطالما أعتنى بي ورعاني ولم يوفر جهداً ليؤمن لي سبل العيش الكريم. توفي الرجل الذي كان أباً لي وصديقاً ورفيقاً وكل ما أملك.

كان ذلك التاجر متشاجراً مع جميع أخوته، وعند موته علم الجميع بأنه ترك كل أمواله وحصيلة ما جنى في حياته ملكاً لي، أنا الفتاة الذين لا يعلمون من هم أهلها بالتحديد، ومن أيّ مكان أتت، وما هو أصلها. الفتاة الذي وجدها أخيهم التاجر الغني ملقاةً كالقمامة، في إحدى تلال ألواديا والدماء تسيل من رأسها فاقدة للوعي، لا تعي شيئا مما حولها. " تنهدت فلورو تغمض عينيها بقوة.

" كان للتاجر أخ يحب المال أو لأكون أدق في الكلام والتفاصيل فلقد كان عبداً له بكل معنى للكلمة، عندما رأى ورثة أخيه أرادها وطمع بها كلها وجن جنونه عند علمه بأن التاجر ترك كل أمواله لي.

جزيرة المنفيين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن