Part 2

1.5K 153 11
                                    


- تعالي يا ليل سلّمي على عريسك.
كان جيه وقت المقابلة، المقابلة اللي هتحدد مستقلبي!
جيت وقعدت على أول كرسي قابلني، ومنغير ما أبص عليه قولت برتباك:
ـ أهلًا بيكم.
بابا خد أبوه العريس وسبنا وقام عشان نتكلم مع بعض شوية، أتكلم العريس اللي عرفت من بابا أن أسمه آسر وقال: طب مش هتبصيلي؟
رفعت عيوني من على الأرض ببُطئ وبصيت له، بس أيه د‌َ؟! آسر، هو دَ آسر اللي جاي يتقدملي!
ومنغير ما أحس كنت بقول: أنت آسر مهران؟!
ابتسم وقال: أيوا يا ستي أنا.
مكنتش مصدقة، الفكرة نفسها شبة مستحيلة، فكرة أنك تكون معجب بحد في فترة أعدادي وثانوي وتلاقي فاجأة وبدون أي مقدمات جاي يخطبك!  جاي يخطبك مع أنك عمرك ما صرحته بمشاعرك! مقدرتش أمنع فضولي وسألته.
- بس أزاي؟ قصدي يعني أنت لية جيت تخ.. يووه قصدي....
ضحك على أرتباكِ وتوتري وقال: أهدي أهدي، الموضوع كله أني كنت عارف أنك معجبه بيا، والحقيقة أن أنا كمان كنت معجب، فقررت أني هستناكِ تخلصي ثانوي وهاجي أخطبك، خصوصًا أني عرفت أن بباكِ صاحب ببايا، ها بقى أي رأيك؟
مكنتش مصدقة، أو مكنتش عرفه أصدق، أزاي الحظ ممكن يخدمني بالشكل دَ، وبأمل وفرحة قولت له: بس أنا عندي طلب، ينفع أدخل كلية طب، قصدي يعني..
خبيت وشي بأيدي وخدت نفس وقولت: بص يا آسر، بابا قايل أن لو أنت وافقت أني أدخل كلية طب وأخد سنين الدراسة وأحنا متجوزين هيدخلني كلية طب، فهمت حاجة؟
كنت ببص عليه ومستنيه رده، كنت متابعة رد فعله، قسمات وشه، وللحظة حسيت أن الحياة رجعتلي، حسيت أن لأول مرة الحظ فعلًا بيخدمني.
- وأنا أرفض ليه؟ موافق طبعًا، ها بقى أنتِ موافقة عليا يا عروستي؟
ضحكت وبصيت للأرض، وبفرحة وسعادة لقيته بيقلد الستات وبيزغرد! ضحكت وبصيت له وأنا بقول له بعيوني بتعمل أية، بس الحقيقة أني عيونه كانت فرحانه.
بابا وسعاد وعمو مهران دخلوا على صوت آسر وهو بيزغرد، ضحكنا وقعدنا مع بعض وبعدها قرينا الفاتحة، وحددوا معاد الخطوبة بعد أسبوع، وأتفقت أنا وآسر الأسبوع اللي بعده هنروح نقدم ورقي لكلية الطب.

                               **********
                               "هي"
بعد 3شهور، وتحديدًا بعد خطوبتي، وبعد أول شهر دراسة.
-وعد هتحضري المحاضرة؟
وبعدم أهتمام ولا مبالاة كالمُعتاد قالت: محاضرة أي بس يا ليل، أنا مصدعة جامد، ومليش خلق لمحاضرات خالص، بصي أحضري أنتِ وأنا هستناكِ هنا.
وبستسلام قولت لها: براحتك يا وعد.
كنت لسه همشي لقيت نهله جاية علينا، أصل لحظي الزفت نهله وجميلة معانا في الكلية، دخلوها أزاي وجابوا مجموعها أزاي حقيقي معرفش.
قربت علينا وسلمت على وعد، وبعدها... وبعدها بصيت لي بقرف! وقالت.
-أزيك؟
أستغربت نظراتها ليا، حقيقي أنا مستغربة من معاملتها معايا أساسًا، هي طول الوقت بتعاملني بتعالي وأستحقار! مع أني محصلش مني حاجة تضايقها قبل كده، فَ ليه المعاملة دِ؟ ولأني أجبّن من أني أسألها سؤال زي دَ، وأجبّن من أني أواجهها بحاجات كتير جوايا، فَبتسمت لها ومشيت على محاضرتي.
                             ***********
- أية يا بيبي عاملة أية.
ابتسمت وعد وهي وبتمسك ايديها وقالت بحماس: تمام يا روحي،  تعالي نروح ناكل هموت من الجوع.
وفعلًا راحوا للكافتريا وطلبوا أكل، وقبل ما الأكل يجي سألت نهلة وعد: أنتِ لسة مع البتاعه دِ يا بنتي؟ أيه مبتخفيش منها؟!
خلصت كلامها بضحكة، ووعد شاركتها الضحك، وقالت لها بتوضيح: بتنفعني في المحاضرات،  يعني تقدري تقولي هي زي الألة الكاتبة بالظبط، كل المحاضرات بتجبهالي ولو طلبوا أبحاث هي بتعملها ليا وليها، في أكتر من كده منفعه يا بنتي؟
خلصت كلامها وضحكت، ونهله شركتها الضحك وهي بتحيّها على ذكاءها وتفكرها.
                            ***********
                        "بعد مرور سنتين"

بدون عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن