أنزل يبني اعمل ڤوت دلوقت عشان أنت بتنسى أنا عارفة🙂♥
-هو أنتِ بتعملي أيه؟
بصيت له وقولت ببتسامة:
ـ دي فلاشة هسجل اللي هحكيه، لأن في حد في حياتي ليّ حق عليا أنه يعرف حكايتي، ويمكن كان المفروض هو اللي يجي ويقعد قدامي القاعدة دي، وهو اللي سامع مش أنت.
طبعًا مكنش فاهم مني حاجة، وأنا مهتمتش أني أوضح ولكني دوست على زرار التشغيل،ط وقَعدت قصاده وأنا بسترجع كل لحظة عَدت عليا في الفترة اللي فاتت، وحقيقي مستغربة من نفسي أني حكيله كل حاجة حاولت أنساها من سنين، بس... بس يمكن عشان الجرح مبيتنسيش أصلًا! أو يمكن طاقتي خلصت من الكِتمان والهروب، ويمكن جيه الوقت اللي أريح قلبي فيه واتكلم بقى!
وبالفعل قعدت قصاده وبدأت أحكي له من بداية الحكاية،
من سنتين تقريبًا أتخطبت لـ آسر، أتخطبنا سنة ونص، وحقيقي كانت أسعد فترة في حياتي، هي آه كانت كلها كدب في كدب ومشاعر مش حقيقية...بس..بس كنت مبسوطة وقتها، ودخلت تانية كلية، وقبل الأمتحانات بشهر، حصل اللي شقلبلي حياتي.
****************
"من سنتين، في كلية طب، جامعة القاهرة."
"هي"
كنت كالعادة داخله أحضر المحاضرة لوحدي، لأني أتعودت أن وعد مش بتحضر محاضرات أصلًا، ومعتمدة أعتماد كُلي عليا وعلى تلخيصاتي، ومش هي لوحدها الحقيقية...لا، دي هي وصحابها!
وفي وسط المحاضرة، بعد ما الدكتور وقف بنت وسألها سؤال رخم مكنِتش عرفه تجاوب عليه، بحركة تلقائية مني كتبت لها الأجابة بسرعة وشاورت لها إنها تقولها، وبما أنها كانت قاعدة جمبي عرفت تقرأها بسهولة وأنقذتها من بطش دكتور عصام.
-أووف، شكرًا.
وبنفس الهمس قولت لها ببتسامة:
ـ العفو، أنا ليل.
- وأنا فريدة.
خلصنا المحاضرة وخرجنا نتكلم شوية، وبعدها وبعفوية شديدة وحماس قولت لها:
-تيجي أعرفك على صحابي؟
جملة بسيطة قولتها ببساطة، مع أني مكنتش حساها، ولا فاهمة معناها، بس... بس حسيت أني عايزة أقولها، وبنفس الحماس وافقت وخدتها وعرفتها على وعد ونهلة وجميلة..
-أزيكم يا بنات، أعرفكم دي فريدة، اتعرفت عليها في المحاضرة انهاردة.
كلهم بصوا لبعض بستغراب، وببتسامة بسيطة قالت وعد:
ـ أهلًا.
ـ أزيك؟
كان ده سؤال جميلة البسيط، ابتسمت لهم فريدة وردت على سلامهم، لكن نهلة متكلمتش، أكتفت بس أنها تهمس لوعد في ودنها وبما أني بعرف أقراء لغة الشفايف، ولأن غصب عني كنت مركزة معاهم وقتها عرفت أنها كانت بتقول لها:
- وهي دي مش خايفة منها لتطلعلها بليل؟!
قابلت وعد همسها وتريقتها عليا بضحكة!
فريدة تقريبًا حست بحرجي وسطهم فحبت تلطف الجو وقالت ببتسامة:
ـ طب أنا هروّح يا ليل، تيجي معايا؟
كنت لسه هرد وأقولها آه، بس سبقتني وعد وهي بتسحبني جمبها وبتقول بتهجم:
ـ لا أحنا لسه هناكل وليل هتقعد معانا، روحي أنتِ.
أستغربت من كلامها، بس فعلًا فريدة مشيت وأنا روحت معاهم على مطعم عشان ناكل، أنا..أنا مش عرفه هما ليه خدوني معاهم! مع أن طول القاعدة كانوا بيتكلموا مع بعض ويبصوا عليا ويضحكوا! وأنا مش عرفه أيه اللي المفروض أعمله! بس اللي أنقذني من الموقف ده وقتها هو دوخه! في ثواني دماغي لَفّت بيا، وجسمي تقيل أكتر، جسمي كله تلج..وبعدها محستش بنفسي غير وأنا بفتح عيني في أوضة في مستشفى!
- حمدالله على سلامتك.
كانت أول جملة أسمعها بعد ما فتحت عيني، كانت من دكتورة ماسكة الكالونا وبتحطها في أيدي، وبعدها سمعت صوت وعد وهي بتتنهد وبتقول:
ـ أوووف، أخيرًا.
بتعب مسكت راسي وسألت وأنا بدور بعيني عليهم:
ـ هو في أيه؟
ابتسمت الدكتور بهدوء وقالت:
ـ مفيش حاجة، تعبتي بس شوية ونقلوكِ على المستشفي.
كنت لسه هرد، بس سبقتني نهلة وهي بتقول بزهق واضح في نبرة صوتها:
ـ وبقالك ساعة ونص مش راضيه تفوقي، وقعتي قلبنا الله يحرقك قولنا لتكوني موتّي ولا حاجة وتودينا في داهية.
كنت..كنت لسه هرد عليها ولكن قطع صوتي دخول أبويا علينا وهو مخضوض عليا وبيزعق.
-ليل..ليل أيه يا حببتي، حصلك أيه؟
كلهم بعدوا عن السرير شوية، وأنا عدلت نفسي وببتسامة بسيطة قولت له:
ـ متخفش يا حبيبي، أنا كويسة، أنا بس شكلي أُغم عليا من الأرهاق.
ضَمني له وباس خدي وهو بيتنهد براحة، ووعد أتدخلت وهي بتمسك أيد نهلة وقالت:
ـ طب يا أنكل نستأذن احنا بقى، ألف سلامة عليكي يا لولو.
خرجت ومع خروجها قالت الدكتورة لبابا.
-متقلقش هي بقت كويس، أحنا عملنا ليها شوية فحوصات والنتيجة هتطلع على بكرا، يبقى حد يجي يستلمها.
وبقلق بدل بابا نظراته ما بيني أنا والدكتورة، وبخوف سألها:
ـ هو في حاجه يا دكتور؟
ابتسمت بلُطف وقالت:
ـ لا لا أبدًا، عايزه أعرف بس أي سبب الأغماء؛ لأنها قعدت كتير فاقدة الوعي.
اليوم عدى، ورجعت البيت وكنت كويسة، وتاني يوم روحت أنا وفريدة نجيب نتيجة التحاليل.
-بقولك لو سمحت، هو تحليل ليل حسام ظهرت؟
سكتت وبدأت تقلب في التحاليل اللي قدامها لحد ما وقفت قدام ملف وقالت وهي بتقراء منه:
ـ ليل حسام، آه التحاليل ظهرت بس لازم تروح للدكتور بتاعها في أسرع وقت.
-ليه هو في حاجة؟
ـ آه المريضة عندها سرطان في الدم، وفي المرحلة الأولى، يعني لازم تتابع مع الطبيب المُعالج عشان تبداء جلسات كيماوي في اسرع وقت.
في الحقيقة انا مسمعتش حاجه غير أول كلمتين بس.. "المريضة عندها سرطان في الدم!" محستش بعدها بحاجة، الدنيا وقفت..الحركة قلِت، والناس سكتت! لما فوقت كنت في أوضة في المستشفى للمرة التانية! بس..بس المرة دي كان الحال مختلف، كانت الأوضة حزينة، كلهم بيبكوا، وفريدة معاهم بتبكي زيهم، وقبل ما أتكلم ولا أفهم أنا حصلي أيه بابا..بابا بص ليّا وهو مسيطر على دموعه وبيقول:
-أيه يا ليل؟ مالك يا حببتي، ده....ده مرض عادي وهتخفي منه، هو.. هو أنا اللي هفهمك برضو يا دكتور؟
أتحركت فريدة وقاعدت جمبي وببتسامة مرعوشه قالت:
ـ آه...آه وأنتِ.. وأنتِ في المرحلة الأولى، يعني مش هتحتاجي جلسات كتير، هما شوية جلسات معدودة وهتكوني زي الفُل.
خلصت كلام وأنا كنت ساكته..كنت ببص عليهم وعلى تعبيرات وشهم.. وعلى نظراتهم، نظراتهم اللي كلها شفقه! معلقتش على كلامهم، ولا عملت أي حاجة، كل اللي عملته أني صرخت..صرخت بكل قوتي وخرجتهم برا الأوضة، وهما من الصدمة سبوني أهدى، بس الحقيقة أني مهدتش..أسبوع عدى على نفس الحال، كنت حابسة نفسي أوضتي ومش بخرج ولا بشوف الناس، حتى أبويا مكنتش بشوفه، كنت رافضه أني أتكلم مع حد ولا أن حد يدخلي، لحد ما في يوم فريدة جات ليا البيت.
-يعني أيه يعني أقعد اسبوع مشوفش الأقمر ده؟ أحنا هنهزر ولا أيه؟
مرتضش أكسفها ورديت عليها بسخرية:
ـ لا فيكِ الخير، تصدقي أن أنتِ الوحيدة اللي أفتكرتيني.
وبدون أي مقدمات لقتها بتزعق فيا وبتقول:
ـ أيه يا بنتي السلبية اللي أنتِ فيها دي؟ يعني لو مكنتيش دكتورة وفاهمة كنت هقول أيه، سبتي أيه للناس يا ليل، وبعدين مش عايزه تخفي عشان آسر حتى! عشان أمتحاناتك! عشان نفسك يا ليل.
وبنفس السخرية رديت عليها:
ـ آسر! آسر اللي مشوفتش وشه من يوم ما تعبت صح؟
وبسرعة ردت عليا بتبرير منطقي ومُقنع لعقلي وتفكيري وقتها.
-أنتِ ناسية أنه بيمتحن يا ليل، ده خلاص فاضل على أمتحاناته أقل من أسبوعين، ودي سنة التخرج بتاعته، أكيد أول لما يفوق هيبقى جمبك، ومش هيسيبك أبدًا، طب بالنسبة ليكِ؛ هتفضلي كده لحد أمتى يا ليل؟ الأمتحانات مش فاضل عليها غير هو أسبوعين، أيه هتستسلمي؟
الحقيقة أن كلامها اللي قواني وقتها، كانت هي أكبر حافز ليا أني أكمل وأقف على رجلي، وأني أخد الكيماوي فعلًا، وقبل أول جلسة آسر جيه وفضل يبرر ليا سبب غيابه عني، وعدت أول فترة وأمتحنت أول مادتين، وكنت خَدت أول 3جلسات، وطبعًا أعراض الكيماوي كانت بدأت تظهر، يعني...حواجبي بدأت تقع، ومعاها شعري، وملامحي بانت عليها الأرهاق..وفي الجلسة الرابعة تقريبًا آسر طلب مني أنه يحضر معايا الجلسة، كان أول مرة يجي معايا، وكان أول مرة يشوفني وأنا مُرهقة أووي كده..حسيت وقتها أنه..أنه مش عجبه شكلي! كان مش بيتكلم..ولا راضي يبص ليّا حتى! قعد معايا يومها نص ساعة تقريبًا وبعدها أستأذن ومشي! مهتمِتش وسكتت..سكتت ومتكلمتش ولا سألته على سبب هروبه مني، بس جيه معاد الجلسة الأخيرة، الجلسة اللي بعدها هعمل الفحوصات عشان أعرف السرطان لسه موجود ولا...ولا أتعفيت منه، يومها آسر جالي وقالي أنه هيحضر معايا الجلسة، فرحت يومها جدًا.. خصوصًا أنه كان جاي مبسوط... هو آه كنت حاسه أنه قلقًا شوية بس.. بس أنا فرحت أنه مهتم بيا.. حسيت أنه بيعوضني عن غيابه عني.. أو أنا اللي حسيت كده.. ووقتها كان لسه فاضل ليا 4مواد تقريبًا وأخلص أمتحانات.
أنت تقرأ
بدون عنوان
Romanceـ مبدائيًا بطالتنا بنت جميلة سمرا وشعرها كيرلي، بنت جميلة عايشة مع أبوها ومراته، ومرات بباها مش بتحبها لإنها ببساطة مش بتخلف، بنت جميلة جدًا وبتتعرض لتنمر بسبب جسمها الضعيف وبشرتها السمرا، بنت بسبب جدعنتها وإنها مش بتعرف تعمل علاقات بتقع في صحاب مصل...