P5

1.5K 147 10
                                    

ـ هو ممكن تكوني معايا في الجلسة أنهاردة؟
ـ أكيد طبعًا، يلا بينا.
خدها ودخلنا أوضة الجلسات، الممرضة جهزتها وفعلًا بدأت الجلسة، كان كل ما الكيماوي يجري في عروقها كل ما ملامحها تبهت أكتر، مسكت أيديها وأنا ببستم لها، كأني بقويها بلمسة أيد أو ابتسامة بسيطة، بس الحال مدمش كتير بسبب الشخص اللي دخل علينا...
-الجميل عام...  ليل؟! أنتِ بتعملي أيه هنا؟!
قلبي دق بعنف، عيوني كانت بتلف في المكان كله بسرعة غريبه، كأنها بتدور على مهرب، مسكت نفسي وسيطرت على رعشة أيدي اللي أتملكتني فاجأة، وببتسامة قولت وأنا بقف في مكاني:
ـ منا دكتورة أورام، أنتَ نسيت؟
وبنبرة كلها آسف وندم قال:
ـ  أنا آسف يا ليل.
ابتسامة جانبية اترسمت على شفايفه، بس واضح أنها كانت ابتسامة سخرية وقال:
ـ اللي عملتوا فيكِ بيترد ليّا في اختي يا ليل.
مكنتش عايزة أسمع، وعشان كده قولت وأنا بحاول انهي الحوار اللي فتحه:
ـ ملوش لزوم الكلام ده دلوقت يا أستاذ آسر، عن أذنك عشان عندي شغل.
لفّيت ناحية سارة وكملت كلامي وقولت:
ـ هخلص شوية شغل وارجعلك تاني، أتفقنا؟
ابتسَمِت، سبتها وخرجت من الأوضة، وتقريبًا كنت شبه بجري وبروح على مكتبي.
- عامله أيه يا جميل؟ عرفت أنك حضرتي جلسة كيماوي مع المريضة، ده من أمتى بقى.
الحقيقة أن دماغي مكنتش موقفة تفكير في اللي حصل، وبدون أي أدراك قولت لـ ليلى: أصل المريضة اللي جت أنهاردة تبقى سارة، سارة أخت آسر!
لقتها قابلت كلامي بسخرية وبضحكة بسيطة قالت:
ـ ده على أساس أني عارفه مين آسر ومين سارة؟ أنتِ ناسيه أني معرفش عنك حاجة يا دكتور؟
أخيرًا خـدت بالي أنا قولت أيه، وقفت بعصبية وبدون مبرر زعقت وقولت:
ـ طيب بعدين بعدين، أنا هقوم أشوفها خلصت الجلسة ولا لسه.
خلصت كلامي وسبتها وروحت لسارة، كان آسر مِشي، حمدت ربنا وكملت معاها الجلسة وأخيرًا اليوم عدى بكل التُقل اللي حصل فيه.
                        *************
عدى شهرين منغير أي أحداث جديدة، وخلاص فاضل شهر والدراسة ترجع، وبالمناسبة نتيحة سنة تانية ظهرت وكانت ليل وليلى تفوقوا وعدوا السنة بأمتياز، لكن وعد وجميلة ونهلة؛ شالوا أكتر من مادة، ومنهم مادة دكتور عمار، طبعًا طلعوا سنة تالتة وكان معاهم المواد اللي شالوها وكأن ربنا بياخد حق ليل منهم.
"في مركز دكتور أسامة عبد الغني، خصوصًا في مكتب ليل."
- في حالات جديدةالأنهاردة؟
كان سؤال من ليل وهي بتقلب في الورق اللي قدامها بعملية، ردت عليها ليلى وقالت:
ـ آه في أكتر من مريض جاين النهاردة ياخدوا جلسات، خلصوا  أمبارح التحاليل وهيبدأوا النهاردة.
- كام حالة؟
- 4 حالات.
-طب أبعتيلي ملفين عشان أقرأهم، وخلي حالتين معاكِ.
وقفت وقالت: تمام، هروح وابعتلك الملفات.
                        *************
"وفي مكان تاني، خصوصًا في مطعم في وسط البلد."
- أيه يا بنتي؟ ماسكة الفون من ساعة ما جينا ومش مبطله ضحك، اللي واكل عقلك.
خلصت كلامها وهي بتغمز لها بمشاكسة، الكلام كان متوجهة لـ نهلة من جميلة، قابلت نهلة كلام جميلة ببتسامة وهي بتقفل الفون وبتقول:
ـ خلاص قفلت أهو.
- ليه؟ هو أنتِ كنتِ بتكلمي مين أصلًا؟
اترسمت على شفايفها ابتسامة كبيرة وقالت:
ـ بكلم أياد.
قابلت جميلة أجابتها بعصبية وصدمة شديدة، ومنغير ما تحس زعقت وهي بتقول لها:
ـ نعم ياختي؟! أياد؟ أياد عصام اللي في كلية علوم يا نهلة؟
وبحركة سريعة راحت عيون نهلة على الناس اللي قاعدين حواليهم واللي نظراتهم كلها بقت عليهم بسبب صوت جميلة، قربت نهلة من جميلة وبغضب قالت:
ـ في أيه صوتك يا جميلة، و أيوا أياد عصام، في أيه مالك؟!
بصِّت هي كمان على العيون اللي عليهم وبهمس قالت:
ـ أزاي يعني بتكلمي أياد يا نهلة؟! ما أنتِ عرفه أن وعد بتحبه بقالها سنتين، ده لما كانت بتتخانق معاه كانت بتجري علينا عشان نقولها تعمل أيه، ده يوم ما راحت وأتكلمت معاه أحنا اللي قولنالها تعمل أيه، أيه نسيتي كل ده؟
وبعصبية ونفاذ صبر قالت:
ـ يووه، هو مش بيحبها أنا مالي، أياد أصلًا بيحبني من قبل ما وعد تكلمه، وقالي أنه لما كلم وعد كلمها عشان يعرف يوصلي، أنا مالي بقى.
تقريبًا جميلة مكنتش لاقيه رد تقوله، وكل اللي قالته هو:
ـ أنتِ مالك! دي... دي صاحبتك على فكرة!
قابلت نهلة جملتها بسخرية، وببتسامة صفرا رسمتها على وشها قالت وهي بتبص ناحية الباب وبتشاور لـ وعد اللي دخلت المطعم:
ـ طب قَفّلي على الحوار بقى عشان صاحبتك جت.
راحت بعنيها ناحية الباب وشافت وعد وهي جاية عليهم وبتشاورلهم، ررسمت ابتسامة بصعوبة وهي بترفع أيديها وبتشاور ليها.
قربت منهم وعد وببتسامة قالت.
- أزيكم يا بناويت؟ وحشتوني.
سابقت نهلة جميلة بالرد وقالت:
ـ أزيك يا بيبي عاملة أيه؟
- تمام، ها طلبتوا أكل ولا لسه؟
                          **************
                                  " هي"
"نرجع مرة تانية للمركز."
كنت واقفه مع ياسمين المسؤلة عن الحالات الجديدة، وبعملية سألتها:
-حد جيه من الحالات الجديدة؟
ـ أيوا يا دكتور، في حالتين وصلوا ودخلوا لدكتور ليلى: وفي حالة لسه واصله بس شكله جاي غصب عنه، ومامته بتقنعوا برا.
خلصت كلامها وهي بتشاور على شاب وأقف هو ومامته، وشكله كان متعصب وبيزعق.
هزّت لها راسها وقربت منهم خطوتين وسمعته وهو بيقول:
- قولت مش هدخل، مش هدَخل الزفت ده في جسمي، وبعدين أيه شغل العيال الصغيرة ده يا ماما؟ بتضحكِ عليا عشان أجي وتحطيني قدام الأمر الواقع!
كان لسه هيمشي بس مامته مسكته من الچاكت وقالت له بدموع ورجاء:
ـ يبني أستنى بس، عشان خطري أستنى.
فَلت أيدها من الچاكت بعصبية وقال:
ـ سبيني.
الحقيقة أني مقدرتش أستحمل أكتر من كده، وقررت أني أتدخل قبل ما يتحرك من مكانه ويمشي.
- طب هو ممكن نتكلم شوية؟
لَف لمصدر الصوت وبعصبية أكتر ونفعال قال:
ـ وأنتِ مين أن..ليل؟!
الصدمة لَجِمِت لساني، حسيت أن كل أطرافي أتشلِت عن الحركة،  الحروف طارت من لساني، بس..بس أخيرًا نطقت وقولت:
ـ دكتور عمار! مستحيل..
كان هو عكسي، مكنش مصدوم، مكنش مخضوض زيِّ، وببتسامة باهتة  قال:
ـ آه يا دكتور، عمار.
هدوءه لخبطني أكتر، هز كياني أكتر وأكتر، وبحروف ملخبطة وكلام مش مفهوم قولت:
ـ أزاي؟ قصدي.. أنت حصلك..لا لاا..
خَبيت وشي بأيدي بسرعة وأتنفست بصعوبة، أما هو.. فَضحك، ضحك ضحكة كلها كسرة ووجع، وبعدين قال بهدوء:
-أهدي، أهدي يا دكتور مفيش حاجة مستهلة التوتر ده كله، أيوا أنا مريض لوكيميا، سرطان في الدم..عادي يعني مش أول ولا أخر واحد.
أخيرًا عرفت أهدّي نفسي، أخيرًا لَميت أعصابي ورجعتها التلاجة من تاني، وبهدوء قولت:
ـ طب ممكن نتكلم شوية؟
أتنهِد وبص لمامته اللي كانت بتترجاه بعيونها، بَصّ ناحيتي من تاني وقال:
ـ طبعًا..
ابتسمت ومشيت ناحية مكتبي، وهو كان ورايا، دخلت المكتب وهو جيه قعد قدامي، وبكل جدية سألته:
- ممكن أفهم ليه حضرتك مش راضي تاخد الجلسات؟
مَردش؛ فكملت:
- لو مكتتش دكتور في كلية الطب وفاهم الخطر اللي أنت فيه كنت هعذرك، لكن أنت أكتر واحد فاهم.
ابتسم ببساطة وقال:
ـ وأخد الجلسات ليه، وأنا عارف أن مفيش فايدة.
أتنَهِد وكمل:
ـ مجرد سّم هيدخل جسمي ويهلكني ويدمرني بكل معنى الكلمة، وفي الأخر النتيجة وحدة..
وبعِند وأصرار كنت بقوله:
ـ لا بقى يا دكتور، حضرتك حسب التقارير اللي قدامي أنك لسه في المرحلة الأولى، يعني نسبة الشفا عالية، وحسب التقارير برضه أن في خلال 6 جلسات بالكتير هتتعافى.
ابتسم بسخرية وكتف أيده وقال: 
ـ  آه عندك حق، عشان بعد ما أتعافى وأرجع لحياتي الطبيعية، ألاقي الخلايا السرطانية أتجدد في جسمي من جديد، وأكتشف أني لازم أوقف حياتي عشانه من جديد... مش صح برضو يا دكتور؟
كنت..كنت بسمعه وأنا باخدت نفَسي بعنف، كنت بحاول أسيطر على نفسي على قد ما أقدر..بس...بس فشلت، فشلت ومنغير ما أحس بنفسي كنت بنهآر قدامه..
شكله أتغير، ملامحه قلقت، نبرته أتغيرت وأتحولت لنبرة متأسفة وقال يكل لهفة:
ـ أنا... أنا آسف، أهدي طيب، مقصدش والله، أنا قولت أيه طيب؟
مكنتش قادرة أسيطر على نفسي، كل اللي قدرت أعمله أني أقول له من بين شهقاتي:
ـ برا...أخرج برا..
مهتمش بكلامي، ومخرجش برا، وأنا مكنش فيا طاقة أني أقرر كلامي تاني؛ فَكتفيت أني أشاور له على الباب، وهو برضه مدنيش أهتمام، ومستسلمش وقال:
ـ مش خارج غير لما تهدي، وبعدين أنا مش فاضي عايز أخد الجلسة..ولا أروح؟
- بجد؟ هتاخد الجلسة؟
كنت أخيرًا قدرت أتكلم وأسيطر على نوبة البُكى اللي أتملكتني فاجأة، نطقت الكام كلمة دول وسكتت وهو في المقابل ابتسم، وبعدها قال:
ـ هاخد الجلسات بس بشرط.
مسحت دموعي بأيدي، ورديت عليه وأنا بفُك شعري وبلمه من أول وجديد:
ـ اللي هو؟
قام وقف، قرب مِني خطوة ومد أيده ناحيتي وقال:
ـ تقبلي نكون أصدقاء.
قلبي دق..وحسيت أني أتلخبطت، بس تجاهلت كل حاجة وقولت وأنا برفع حاجبي:
ـ أنت هتستغلني يا دكتور ولا أيه؟
وبمكر قال:
ـ آه الحقيقة، أصل دي فرصتي برضو..
مسكت خصلة من شعري وأنا وبلفها على صباعي قولت: أفكر...
-طب أنا هروح دلوقت، ولما تفكري أبقي قوليلي بقى...
خلص كلامه واداني ضهره، وقفت ومسكت في دراعه بسرعة وأنا بقول له: أنت رايح فين يا عم، أقعد خلاص موافقة..
خدته من دراعه وأقعدته قدامي زي العيل الصغير، مسكت الملف بتاعه من على مكتبي وقولت بتذمر:
ـ ممكن تقعد بقى عشان أعرف أقراء التقرير، منا بحايل في ابن أختي من ساعة ما جيه.
كَتِف أيده قدام صدره وقال ببراءة عرف يتقنّها وقال:
ـ أتفضلي يا دكتور.
سكِت خمس ثواني وبعدها قال:
ـ طب أي رأيك أقولك أنا أسهل؟
بصيت له بمكر وقولت:
ـ قول وأنا بقراء.
ابتسم بحماس وبدأ يعرفني بنفسه:
ـ  أنا عمار حسين، عندي 28 سنة، خريج كلية طب جامعة القاهرة، خريج 2016 يعني من اربع سنين أتخرجت وأتعيّنت مُعيد في الكلية، طبعًا أنتِ عرفه بقى، وأنا وحيد أمي وأبويا، عندي عيادة صغيرة لسة فاتحها من سنة تقريبًا، وحالتي المادية كويسة جدًا و...
الحقبقة أني حسيت الدنيا بتلف بيا بسبب رغيّه، وبدون شعور كنت بمسك راسي وبزعق فيه بعصبية:
ـ بااااس، أنا قولت قولي على اللي في الملف، مش عرفني بنفسك!
بَربش بعيونه ببراءة وقال:
ـ مش بعرفك على نفسي الأول يا جدع..
رفعت حاجبي وقولت:
ـ لا يا شيخ!
-طبعًا أوماال.
ضحك وقال:
ـ طب هاا..خلصتِ الملف؟
قفَلت الملف وقولت: آه.. وزي ما قولت لك، هما 6جلسات بالكتير وهتكون زي الفل، قدامي يلا عشان ناخد أول جلسة.
خلصت كلامي وأنا بقف مكاني وبتحرك ناحية الباب، بس وقفني صوته وهو بيقول:
ـ هو ممكن تحضري معايا الجلسة؟
لَفيت بجسمي ناحيته وقولت له:
ـ طلباتك كترت يا دكتور، أتفضل قدامي..
خَدته ونزلنا على الدور الأول عشان ياخد أول جلسة، بس وأحنا في الممر قابلت سارة، ولسوء حظي كان معاها آسر.
- سارة عامله أيه؟
ابتسمت بحماس أول لما شافتني وقالت بأمتنان:
ـ أنا تمام يا دكتور، بجد.. بجد شكرًا ليكِ أوي، أنا خلاص فاضلي جلستين وأخلص.
ابتسمت من كل قلبي على المرحلة اللي وصلت ليها، ولروحها اللي رَدت فيها من تاني وقولت:
ـ هايل، بجد أنا فخورة بيكِ.
الصراحة أن اللحظة الحلوة مش بتدوم برضو يا جماعة، لأن في صوت مزعق جيه أتدخل فاجأة وبعصبية قال:
ـ مين ده يا ليل؟ وأزاي تمشي مع رجل غريب كده وتقعدي تضحكِ!
كان صوت وكلام آسر! مكنتش فاهمة هو ماله أو أيه اللي بيقوله ده!  وقبل ما عمار يرد عليه، رديت أنا بستفهام:
ـ وأنت مالك معلش؟
تقريبًا ردي أستفزه أكتر؛ فَصوته عِلي أكتر وبعصبية زيادة قال:
ـ مالي أزاي أنا خطيبك على فكرة..
خلص جملته وأتنفس بعنف، والصراحة أنا مكنش عندي رد.. بس كل اللي قولته هو توضيح بسيط على كلامه
-كنت خطيبي..  فعل ماضي، فعل ماضي حصل وأنتهى ومحبش أبدًا أني أفتكره، وحدودك معايا تلتزم بيها، وأوعى تسمح لنفسك أنك تكلمني بالأسلوب أو بنبرة الصوت دي مرة تانية..مفهوم يا أستاذ آسر؟
مستنتش رده وسبته ومشيت، وعمار حصلني على طول، كنت بتنفس بعنف، أيدي بدأت تترعش، الذكريات بدأت تجري في دماغي بشكل مُرعب، كأن اللي حصل من سنين حصل أمبارح! وأنا.. وأنا مش حمل أي تعب نفسي دلوقت، أنا مش حمل ذكريات تنهش في قلبي وتاكل في روحي من جديد، خرجت من الدوامة اللي دخلت فيها من غير ما أحس بسؤال عمار:
-هو ممكن اسألك على حاجة ومتضايقيش.
أخيرًا خرجت من الحالة دي، أتحركت ناحية الجهاز وركبت الكانولا في أيده، وبدأ الكيماوي يمشي في عروقه، قَعدت قدامه وبعد تنهيده قولت:
ـ قول.
-مين آسر، أو... بصي أنا عارف أنه كان خطيبك، وأنكم سبتوا بعض، مع أن باين في عيونكم أنكم بتحبوا بعض لسه، أنا مش فاهم..
كان بيقول كلام متلخبط، ومش مترتب، ولكني وبدون مبرر لقيت نفسي بقابل كلامه بتهجم وعصبية شديدة وبقول!
- بحبه!  أنا مبكرهش حد قده، واللي زي آسر ده مبيعرفش يحب، بيعرف يحب نفسه وبس..
حَط أيده على خده وسأل ببساطة:
ـ طب هتحكيلي؟
خَدت نفَس وسألته:
ـ عايز تعرف أيه؟
-بصراحة أنا عايز أعرف أيه اللي غيرك بالشكل ده، أنتِ في سنة أولى مكنتيش كده، بس أنا سبت الكلية سنة ورجعت لقيتك لسه في سنة تانية! وكل حاجة متغيره، سبتي خطيبك..شكلك متغير، معاملتك متغيره، حتى معرفش أزاي أنتِ في تانية مش تالتة! وأزاي تتحولي من البنت الهادية والأنطوائية لبنت كل يوم بمشكلة شكل عند عميد الكلية، في حاجات كتير مش واضحه في حياتك يا ليل.
ضحكت وقولت بمشاكسة عكس ما كنت متوقعه!
- ده أنت مركز معايا أوي مشاء لله عليك.
تقريبًا أتحرج فقال:
ـ أحم أصل يعني.. بصي بقى أنا قولتلك اللي فيها يوم ما كلمتك في الجامعة، وأنتِ يومها قومتي بالواجب معايا وخلتيني ألم اللي متبقي من كرامتي في كيس بلاستك؛ فَ بس يعني..
حسيت أني حرجته؛ فحبيت أغير الموضوع وقولت:
ـ طيب أول حاجة أنا حاليًا في سنة تانية عشان أنا عيِد سنة تانية..
أتحولت ملامحه من المشاكسة للمتعجبة واللي مش مقتنعه وسأل:
ـ أزاي سقطتي يعني؟ بس أنتِ كنتِ شاطرة جدًا..
ضحكت وقولت بتوضيح: لا أنا مدخلتش الأمتحانات أصلًا.
- ليه؟
خَدت نفَس طويل وقولت:
ـ ما هي دي بقى بداية الحكاية.
-وأنا كُلي أُذان صاخية، أتفضلي أحكي.
وقفت وأنا بطلع الاب توب من الشنطة بتاعتي وقولت وأنا بركب الفلاشة في مكانها: أنا هحكيلك عشان محتاجة أحكي يا عمار، هحكيلك عشان لازم اللي جوايا يخرج حتى لو على شكل كلام!
كان مركز معايا ومع حراكتي، شاور تلى الابتوب وسأل:
-هو أنتِ بتعملي أيه؟
بصيت له وقولت ببتسامة:
ـ دي فلاشة هسجل اللي هحكيه، لأن في حد في حياتي ليّ حق عليا أنه يعرف حكايتي، ويمكن كان المفروض هو اللي يجي ويقعد قدامي القاعدة دي، وهو اللي سامع مش أنت.
طبعًا مكنش فاهم مني حاجة، وأنا مهتمتش أني أوضح ولكني دوست على زرار التشغيل،ط وقَعدت قصاده وأنا بسترجع كل لحظة عَدت عليا في الفترة اللي فاتت، وحقيقي مستغربة من نفسي أني حكيله كل حاجة حاولت أنساها من سنين، بس... بس يمكن عشان الجرح مبيتنسيش أصلًا! أو يمكن طاقتي خلصت من الكِتمان والهروب، ويمكن جيه الوقت اللي أريح قلبي فيه واتكلم بقى!
وبالفعل قعدت قصاده وبدأت أحكي له من بداية الحكاية...
يتبع....
تفتكروا بتسجل لمين؟
أيه هي حكاية ليل؟
أيه اللي ممكن يكون عمله آسر يخليها تكرههُ بالشكل ده؟
أسرار كتير هتبان الفصل الجاي، توقعوا أيه اللي هيحصل..
                    **************
المواعيد سبت وأربع♥
#بدون_عنوان
#NORA_SAAD
متنساش الڤوت يا سكر❤

بدون عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن