الوصيه الملعونة

رنا

استيقظت صباحا علي ضرب علي يدي كانت"هنا" فتحت عيناي بصعوبه كانت الشمس منعكسه علي قبل اي شيئ سألت "هنا" كم الساعه فقالت العاشره صباحا. لأوضح لكم نحن نستيقظ دائما علي الساعه الثامنه. فقلت لها اين انا فقالت هذا ما أود سؤالك عنه لماذا تنامين في الحديقه، تذكرت ليله امس وذهابي مع كرم إلي القبو، فقمت من مكاني بسرعه  وقلت اين كرم فقالت هو وندين في الجامعه فقلت بسرعه لقد نسيت أنا لم اذهب بالأمس حتي فقالت لي لا تقلقي لقد ذهب كرم وأخذ لنا نحن الاثنين اجازه لمده شهر وهو الآن ذهب إلي جامعته ليفعل نفس الشيئ، تجامعت الأفكار فجأه التي كنت افكر فيها بالأمس وكان يجب أن أتكلم مع كرم بها، فركضت مسرعه الي الحمام غسلت وجهي وذهبت إلي غرفتي وارتديت فستانا أسودا قصيرا يصل الي الركبه وفردت شعري شعرت أن الاسود يليق بمزاجي اليوم، ثم اتجهت إلي سيارتي وركبت واتجهت إلي جامعه كرم. عندما وصلت نظرت قليلا وقلت في نفسي أهذه جامعه حقا، وفي نفس اللحظه رأيت كرم يخرج من الجامعه فذهبت له مسرعه، لم يكن مزاجه جيدا اليوم وجهه يبدو حزينا، فناديته ولوحت له فذهب لي وقال ما الذي تفعلينه هنا، فقلت له بحزن اريد أن أتكلم معك بشيئ فجائت ندين في نفس اللحظه ونظرت لي بحقد فقلت لكرم بصوت خافت لوحدنا ارجوك فقال كرم لندين ارجعي وحدك سأذهب أنا ورنا إلي مكان آخر فقالت بسرعه وغضب سأذهب معكما فقال لها كرم بغضب ندين اذهبي وحدك، ثم قال كرم لي سنذهب بسيارتي فهززت رأسي بالموافقه ونظرت إلي ندين التي كانت تريد ضربي من غيظها فأشحت بوجهي عنها ومشيت وراء كرم إلي سيارته، ركبنا ثم قلت له أين سنذهب فقال لي بهدوء سترين، نظرت إلي النافذه مكان كرم رأيت ندين تنظر لنا بغضب شديد لكن كرم ذهب بالسياره بسرعه، اتصلت "هنا" بي ونحن بالسياره فأجبت فقالت لي بعجله رنا لماذا ذهبتي فجأه اين انتي وايضا يجب أن نبدأ بالبحث اليوم يمكن أن يجدها كرم وندين فقلت لها ابدأي الان من غيري وركزي جيدا في البحث سأرجع بعد ساعه فقالت لي لماذا فقلت لها بحزن لقد اخبرت كرم عن ما وجدناه بالقبو فرأيت كرم يزيد من سرعه السياره يبدو أنه متضايق لأنه لا يفهم الأمر ما هذا الهيكل العظمي الذي بالقبو فقلت لهنا اقفلي الان سأتكلم معكي فيما بعد، أقفلت المكالمه فقال كرم لي هل سنستسلم ونترك أمر الوصيه التي لا اعرف لماذا نبحث عنها من الأساس فقلت له بالطبع لا سنحل أمر الأثنين كنت علي وشك قول شئ لكن جائتني مكالمه من ندين فقلت بصوت عالٍ ما الذي تريده تلك الفتاه مني فقال كرم لي هل هي ندين فهززت رأسي بحزن وأجبت فقالت لي اين ذهبتما فقلت لها بسرعه لكي انهي الحديث أنه ابن عمي ولا شأن لكي بيننا هذا حظكي السيئ الذي جمعنا لكي نبحث عن تلك الوصيه اللعينه معا، وأغلقت الهاتف في وجهها. فقال كرم لي لماذا تغيرت ندين هكذا الم تقولي أنكما كنتما صديقتين مقربتين فضحكت سخريه علي ما قال فنظر لي بتعجب فقلت له يبدو انك لم تلاحظ بعد فقال بتساؤل ماذا فأشحت بوجهي إلي النافذه وقلت بخبث لا شئ.
بعد ربع ساعه قال كرم لقد وصلنا خرجت من العربه كان مقهي فخم لا يوجد الكثير من الناس به يطل علي البحر كان المقهي بلا سطح عليه السماء فوقك لهذا كان الهواء رائعاً مع نسيم البحر، نظرت بتعجب و أنا اشاهد هذا المكان كان هناك شخصان قد خرجا للتو فنظرا لي بغرابه فاعتدلت في وقفتي شعرت بحرج قليلا لكن جائني صوت كرم يقاطع تفكيري هيا لندخل، هززت رأسي ودخلنا قال كرم اين تودين أن تجلسي قلت بسرعه وقلت اريد الجلوس بهذه الطاوله التي تطل علي البحر هز رأسه موافقا وجسلنا فنادي كرم النادل وطلب لنفسه قهوه تركيه ثم قال ماذا تريدين فقلت عصير برتقال، فذهب النادل لكي يحضر الطلب فقال كرم لي ماذا تريدين فأخذت نفسا عميقا ثم اردفت: كرم لا يمكنني السكوت علي هذا لا اريد ان العب لعبه البحث التي ارادنا والدك أن نلعبها يوجد ما هو أهم ذلك الشئ في القبو ما علاقته بوالدك يجب أن اعلم بهذا يجب أن يبدأ التحقيق في هذا الأمر ثم أخذت نفسا وقلت: أفهم يوجد جريمه قتل هنا ووالدك جزء منها بل ليس جزء منها إنه مشترك في هذه الجريمه إنه المحور الرئيسي، قاطعني كرم بغضب وقال اياكي أن تقولي هذا عنه وانت لا تعلمين اي شئ انتي اكتشفتي الأمر بالأمس والأن تلعبين دور المحققه، قلت له بحزم انت تستهزئ بي الان لكن اطمئن أنا لن اجعل الأمر يمر مرور الكرام لهذا القاتل اللعين ثم صحت فيه: أفق يا كرم أنا أشعر أن والدك هو من فعل هذا لكنني لا اريد ان اقولها لا تعش في عالم احلامك هذا حتي لو كان والدك واتضح بعدها بالفعل أنه من فعل هذا سيظل هذا الشخص قاتلا، ضرب كرم بيده علي الطاوله وقال والغضب ينفجر في عينيه الزمي حدكي يا رنا اياكي أن تقولي عنه هذا الكلام إنه والدي وانا اعرف طباعه هل تريدينني أن أصدق خرافاتك التي تقولينها فقلت له بتحذير "لا تجري الرياح بما تشتهي السفن" ليس كل شئ يحدث كما نريد أنا لم اتأكد ولن اقول تخاريف في أي شئ لأنني سأتحاسب علي كل كلمه اقولها أمام ربي حتي لو كان موضوعا صغيرا أو كبيرا كهذا وتذكر إنه والدك و إنه عمي لن اقول شئ يسيئ إليه لكن إنه بلا شك له دخل كبير في هذه الجريمه وهذا واضح أفق من غفلتك هذه يا كرم الحياه لا تمشي بالمشاعر ولكن في النهايه سيكشف الغطاء الاسود عن هذه الجريمه، اخذت حقيبتي وقلت اريد أن أذهب، كانت عيناه الرماديتان تظهر برودتهما كان لونهما قد افتح كثيرا، قام كرم من مكانه بغضب وذهب إلي السياره بسرعه وانا ورائه، كنا طوال الطريق صامتين لا اريد ان أتكلم سرحت في أفكاري وقلت لنفسي ما الذي ستفعلينه يا رنا كيف ستكملي رحلتك هذه اي طريق ستتخذينه هل ستخرجي نفسكي من هذا كله وترجعي إلي بيتك ام ستكملي هذه اللعبه القاتله التي لا نعرف أصلها من الأساس لكن يبدو أن نهايه الطريق اسود في كلتا الأحوال، رجعنا الي القصر ودخلنا كانت ندين و"هنا" موجودتان في الأسفل كانت علامات الإرهاق علي وجهيهما بالطبع يبدو أنهما كانا يبحثان عن تلك الوصيه لا أفهم ما الذي يريده عمي من كل هذا ويريد أن يقنعنا انه هناك شئ اسمه العالم الآخر، تنهدت وصعدت الي غرفتي كي ارتاح لم أتكلم مع أحد ذهبت الي غرفتي غيرت ملابسي وذهبت الي الحمام توضيت وذهبت إلي غرفتي ارتديت عبائتي وحجابي وصليت العشاء وبعدها صليت ركعتان دعوت فيها وقلت يا ربي إنك أنت علام الغيوب إذا كان استمراري في هذا شرا لي فابعدني عنه يا ربي وأرزقني الحكمه لكي اتخذ قراراتي لانه من أوتي الحكمه فقد أوتي خيرا كثيرا، طرق احد في نفس الوقت باب الغرفه فاضررت إلي إنهاء الصلاه وذهبت لكي افتح الباب كان كرم واقفا فابتسم وقال أنا آسف لمقاطعه صلاتك فقلت له لقد انتهيت فقال لي برضا لم أكن اعلم انكي هكذا فنظرت له بعدم فهم فقال لي ندين و"هنا" لا تصليان أنا اعرفهما جيدا فقلت له ليهدينا الله جميعا وذهبت إلي دولابي وأخرجت حقيبه ملابسي فدخل كرم الغرفه وقال ما الذي تفعلينه فقلت له بهدوء سأرجع إلي بيتي فقال لي كرم الن تكملي البحث عن فقاطعته بسرعه لن استمر في هذه اللعبه أكثر كان شرط استمراري واضحا هو أن نبدأ في التحقيق وان نتصل بالشرطة في اقرب وقت تنهد كرم بضيق وقال اذهبي يا رنا كما تريدين وخرج من الغرفه واغلق الباب، فقلت بحزم لنفسي لن اتراجع لكنني سأتابع هذا الأمر من بعيد وضعت كل ملابسي في الحقيبه وارتديت بنطالا أسودا وقميص أبيض وفردت شعري ونزلت إلي الأسفل. كان كرم وندين و"هنا" بالاسفل نظرت لي الفتاتان بغير تصديق فقالت لي ندين بشماته هل أنسحبتي يا عزيزتي لم ارد عليها اتجهت نحو الباب وذهبت مسرعه إلي السياره وركبت واتجهت إلي منزلي.
بعد أن وصلت نظرت إلي الساعه كانت الحاديه عشر قلت لامام سأرجع غدا إلي الجامعه وانسي كل ما حدث في هذه الأيام لكني فجأه تذكرت كلام عمي فجأة حين قال امامكم اسبوع واحد حتي تعثروا علي الوصيه الاولي فقلت في نفسي تبقي يومان لنري من سيعثر عليها، ذهبت الي سريري ونمت حتي لا أتأخر غدا عن الجامعه.
استيقظت صباحا علي صوت طرق علي باب الشقه نظرت إلي الساعه إنها السادسه والنصف من الذي جاء في هذا الوقت ذهبت الي الباب وفتحت كان رجلا يضع قناعا أسودا علي وجهه ويمسك في يديه ورقه ملفوفه وعليها شريك احمر فاخر فقلت له من انت فقال لي مبارك لكي لقد فزتي بالوصيه لقد أرسلني السيد زاهر لكي اخبركي بهذا تجمدت في مكاني للحظات احاول فهم ما يقوله ثم قلت له كيف لقد استسلمت قال لي الرجل بخبث اكتشفي هذا بنفسك اخذت من الورقه وأغلقت الباب في وجهه بغضب احاول فهم الأمر كيف ما الذي يحدث هنا هل جننت كيف أنا لا أفهم جلست علي الاريكه وفتحت الورقه بمشاعر مختلطه بين تعجب وتسائل وحيره وفرحه لحصولي عليها وبدأت في قرائتها...

يتبع...