كيف يمكننا البدء بالمجهول !!!!! هذا ما أنا مقدمة عليه الآن ....كثير من الأحيان تدفعنا الوحدة والإنشغال بتلك الأشياء التي تأكل حياتنا قضمة قضمة ..تهشمها وتنهش تفاصيلها تلك التفاصيل التي تذكّرنا أننا بشر ...أننا نحتاج للحياة بطبيعية ...... تدفعنا للإقدام على فعل أمور نجهلها
على أي حال الطبيعية والبشرية شيء ذا مفهوم مختلف هنا ...في قريتنا حيث البشر وخصوصًا المرأة فقط للعمل وبعض الأمور الأخرى .....أخرى مثل البحث عن شاب للزواج ...أخرى مثل الظهور بالشّكل الأجمل ..أخرى مثل تربية الأبقار والحيوانات....أخرى مثل الولادة والتربية والتنظيف والطبخ والزراعة والحصاد و...إلخ من الأمور التي مع الوقت تنسيك لماذا أنت على هذه الأرض فتتحول تدريجيًا لكائن يريد أن يأكل ليعمل وأن ينام ليعمل وأن يعمل ليُعجب الناس وعندما يعجب الناس يصبح كائن متطور جدًا يسمى بشري ...بمفهومهم المشوّه ذاك ............ ولأنني أنا ....... قررت تحدي هذه الوتيرة للحياة هنا وأن أكون الطفرة البشرية ( من مفهومهم ) وأن أتحول لحيوان ( بشري حقيقي )
البارحة كانت ليلة طويلة ..... عدت بعد عراك مع إحدى الفتيات ......إنها تقول لي جيروشا العجوز ............ لقب غبي منذ ولادتي أسمعه .... ...عاتبت أمي كثيرًا على هذا الاسم ولكن ما الفائدة بعد أن أصبحت في الثامنة عشر من عمري ...أما عجوز فهو .....فهو لأنني فتاة ذات شعر أبيض ...ليس أبيض تمامًا لكنه طفرة هو الآخر أو مرض المهق..مرض يعقد الجسد معه هدنة سلام ....ولكني لن أعقد معه هدنة سلام أبدًا والجميع ينعتني بالعجوز بسببه ....حتى أنني حاولت تغييره ....وضعت صبغة له والمصيبة تحوّل لكارثة ........ كانت ذكرى بشعة غالبًا ......... على أي حال أمي بعد حادثة البارحة مع تلك الفتاة قررت إعطائي هذا العنوان ..وقالت لي أنني إن كتبت على ظرف الرسالة هذا العنوان سيأخذه ساعي البريد لأصحاب العنوان وقالت لي أن أصحاب العنوان تعرفهم من أيام الشباب كانت تراسلهم كهواية ولديهم فتاة بعمري ربما وأننا سنصبح صديقتا ورق .....أحببت التسمية جدًا ........ أنا لأنني طفرة في هذه القرية لم أحصل على صديقات أبدًا فسارة ( الفتاة من البارحة التي تشاجرت معها ) لديها نفوذ بين فتيات القرية ولأنها تكرهني منعت الجميع من الحديث معي ...ربما بعضهن ودت ذلك أقصد الحديث معي ولكنها غالبًا خوفًا من سارة ووالدها توقفت عن ذلك على أي حال سابقًا كنت أحزن لأنه ليس لدي صديقة لكن الآن لن أحزن أبدًا ....... فأنت ستكونين صديقتي
أحم أحم ..لنبدأ من البداية
مرحبًا صديقة الورق
أنا جيروشا ..نعم لدي اسم غريب لكنه ذا معنًا جميل وهو النشاط والحيوية
أنا ذات بشرة بيضاء ببعض النمش عيوني زرقاء واسعة كأبي أو بسبب أني مهقاء و لدي حاجبان عريضان كأبي أيضًا أما لون شعري فهو أبيض أو كلون الشمس عند العصر هذا اللون ليس لشعر رأسي فقط بل رموشي وحاجباي وأي شعرة في جسدي مثله أضع نظارات مدورة وهي الأخرى بسبب ضعف النظر لأني مهقاء .... لا أجد نفسي جميلة جدًا ...لكن الأستاذ روبن أستاذ اللغة في المدرسة يقول لي أنت مميزة بجمال خاص لا تقارني نفسك بأحد ...على أي حال أنا لدي من اسمي نصيب فتاة نشيطة ومشاغبة كقول جدي وعاطفية جدًا كقول أمي ههههههه لكنني أرى نفسي معقدة ....... الأستاذ روبن ؟؟؟ شاب متخرج جديد من المهنة سارة وفتيات القرية الغبيات يعتقدن أنه شاب للزواج لكنني أراه موسوعة للكلمات الجديدة ...أسرق الكثير من الكلمات منه لأننا في قريتنا نتحدث لهجة غريبة بعيدة عن اللغة الأصلية....ولكن عندما استخدم هذه الكلمات في البيت يقول جدي بصوته الخشن الذي طحنته الأيام : كفى فلسفة يا صغيرة ( لهجة عامية بعيدة عن الأصلية ) .
على أي حال أنا لا أوفّر هذه الكلمات لأقولها لجدي المعقد ولكنني أحفظها لأنني (هذا سر ) أريد دخول الجامعة في المدينة
لا تخبري أحد بذلك لأنه للآن ولا فتاة ذهبت للدراسة في المدينة وأظنني أعرف جيدًا وجهة نظر العائلة للأمر ..حتى أمي باتت مثلهم
أما الذي سأصبحه ....لا أعلم ماهو الأستاذ روبن سيعطيني قريبًا كتاب عن المهن لأختار قال لي أنه سيساندني ....
ماهذاااعععععع أصبحت الرسالة أطول مني رغم أنني قلت هي للتعارف ... على أي حال لا أعرف حول ماذا سأتحدث معك كونني لا أعرف عنك شيء لهذا سأتوقف هنا اليوم
حسنًا عزيزتي
سأنتظر ردك بأحر من الجمر يا صديقة الورق
المخلصة ...
جيروشا .
أنت تقرأ
ثلجٌ ورقيّ
Randomقصتنا ستكون عبارة عن رسائل من جيروشا إلى صديقتها المجهولة جيروشا فتاة مهقاء تعيش في قرية صغيرة مع عائلتها الصاخبة تعاني الكثير بسبب شعرها الأبيض و لكن كانت قوية كفاية لتخطي كل شيء إلى أن يحدث ذات يوم و تتغير حياتها بشكلٍ مرعب من براري القرية و رائح...