الرسالة الرابعة 10/9/1916

4 0 0
                                    


عزيزتي صديقة الورق
كيف حالك
مع الوقت أصبحت تسيطرين على تفكيري لا يمكنني تسميته سيطرة إنه إستخواذ .... لا أدري كيف أمضيت سنوات عمري الماضية دونك !!!!! لابد أننا سنكون أجمل صديقتين في العالم أتوق لرسالتك القادمة .......
أيامي الماضية كانت مؤلمة بعض الشيء أمضيت اليومين الماضيين في الفراش ........
استيقظت في ذلك الصباح وأنا لست على طبيعتي لاحظت في المرآة أن خداي حمراوان بعض الشيء لكن لم أكترث ...رغم أن جسدي كان متعب بالكامل توجهت لإيقاظ إخوتي ولكنني انهرت عند الباب كنت أشعر أن أحدًا ضربني على ساقاي حتى انهرت كانت ميلين مستيقظة فاسرعت إلي نهضت بصعوبة وأخبرتها أن توقظ الباقين وبعد صراع انتهيت وتوجهت للمدرسة ...لم أشعر أن طريق المدرسة كان طويل هكذا من قبل حتى أنني كنت أسمع وأرى أشياء لم أكن ألاحظها من قبل لم أعلم للوهلة الأولى لماذا الطريق مختلف هكذا لكن غالبًا هذا بسبب أنني أمشيء ببطء كان الهواء الذي أتنفسه يجرح بشدة في طريقه لمستقره وصلت المدرسة ويبدو أنني تأخرت درس كامل كنت أمشي وأتوقف كالمخمور ...وصلت للصف وطرقت الباب بهدوء فقال الأستاذ : أدخل . فتحت الباب ويال حظي ...إنها معلمة الرياضيات تلك التي حدثتك عنها عندما رأتني رفعت نظّارتها وجحظت عينيها بي وقالت : هل تعلمين كم الوقت الآن ؟. فقلت وأنا لا أكاد أقوى على ذلك : أعتذر لكن ... وقبل أن أكمل صرخت بصوتها الذي يثقب طبل الأذن : ابقي في الخارج . نظرت لها باشمئزاز وأغلقت الباب ..لم أعلم إلى أين سأذهب لكني متأكدة أن سارة والبقية كانوا يضحكون بصوت مرتفع كانت قهقهاتهم يرن صداها برأسي توجهت للخارج ..وربما تتسائلين لماذا لم أذهب للمدير لأنني وببساطة كنت بوضع صعب جدًا وغير قادرة على النقاش ..على أي حال رماني التعب على أحد الأحجار بجانب نافذة إحدى الصفوف وضعت ظهري على الجدار وكانت عيناي تنغلق قليلًا قليلًا وصوت الطلاب وهم يرددون الدرس تلاشى شيئًا فشيئًا ...لا أعلم ربما نمت ولكن لم أشعر بشيء سوى بصوت هيلين وميلين يقولان جيروشا كان معهما جولي وجيرفي والأستاذ روبن كان صوتهما مزعج جدًا فقلت لهم وأنا أنهض : مابكما لماذا الصراخ . فابتسم الجميع واسترخت ملامحهم ثم قال الأستاذ روبن : جيروشا لماذا أنت نائمة هنا . لم أعلم ماذا أقول له صمتت قليلًا ثم أخبرته أن المعلمة لم تقبل أن أدخل بسبب التأخر فأمسك يدي وسحبني خلفه وهو غاضب كنت مستسلمة تمامًا وغير قادرة على مجاراته بالسير ليس لأنه مستعجل بل لأنني خائرة القوى ثم دخل للمعلمة وقال : يا معلمة ألا تعلمين أن لدى جيروشا عذر للتأخر . فنهضت هائجة وقالت : أستاذ روبن مسموح لجيروشا أن تتأخر 45 دقيقة من موعد الدخول والطريق يأخذ نصف ساعة إن كانت تمشي ....اليوم وصلت بعد الحصة الأولى أي بعد ساعة . صمت الأستاذ روبن ثم نظر لي كانا ينتظران إجابة مني وأنا كنت أناظرهما بتعجب فوضعت الآنسة يديها على خصرها وقالت بغضب : إنها كالحمقاء لا تجيب وفوق ذلك تنظر لنا بسخرية شمطاء بعمر مبكر . فقال الأستاذ روبن بغضب : كفى يا آنسة . كانت المعلمة دائمًا ما تقول لي شمطاء ولكن بتلك اللحظة كان وقع الكلمة مؤلم في الأذن خرجت مع الأستاذ روبن وشعرت أنني كنت غبية فهو كان يدافع عني وأنا وقفت كالحمقاء لم أقل أي شيء لأدافع به عن نفسي أو لأجل الأستاذ فتوقف الأستاذ وقال بابتسامة لا أعلم رأيتها خائبة الأمل : حسنًا جيروشا لنحاول ألا نتأخر بعد الآن . وحينها شعرت أنه يجب أن أنطق ولو لم يكن لدي سبب مقنع ثم قلت : آسفة أستاذي .....لم أتأخر لسبب مقنع ولم يكن لدي شيء يشغلني ...قد أبدو غريبة ولكن الطريق بدا طويلًا اليوم . نظر إلي مطولًا وهو يتفحصني ثم قال : جيروشا هل أنت مريضة . نعم هو هذا أستاذي الذكي أنا مريييضة جدًا فقلت له بهدوء : أظن لوزتاي قد نزلتا كالعادة . فابتسم وقال : لماذا لم تقولي ذلك ......هيا هيا اذهبي للبيت سآخذ لك إذن . كيف يردني أن أذهب وأترك إخوتي يعودون وحدهم فقلت له : لا لا لا يمكنني ذلك ...من سيعود معهم. فكر قليلًا ثم قال : سأوصلهم أنا ..هيا هيا اذهبي . توجهت للبيت وأنا أتمنى لو بامكاني الطيران للبيت أو أن يطير هو إلي وصلت للبيت بعد عناء كانت أمي لاتزال في الحقل أو في الحظيرة ربما من بعيد رأيت نوح قادم ولكن آسفة يا عزيزي علي التوجه للسرير ...تركت نوح وصعدت لغرفي ارتميت وأنا لا أشعر بأي عضلة بجسدي ....هل مرضت من قبل هكذا ؟؟.... ولم استيقظ حتى المساء وجدت أمي تضع لي الكمادات وهي قلقة فتحت عيناي وكنت أشعر أن حلقي مليء بالرمال وكنت ظمآنة كمن لم يشرب منذ سنوات طلبت الماء فأحضرته أمي وللأسف كان ماء ساخن بالنعناع والليمون من عادات أمي الصعبة أن وقت المرض تمنعنا من شرب ماء إلا بالليمون والنعناع شربته بفم مغلق ثم قالت لي : بالمناسبة أستاذك غادر للتو عندما علم أن حرارتك انخفضت هو شاب جيد جدًا يا جيروشا . لم أفهم قصد أمي فالأستاذ أستاذ جيد قبل أن يكون شاب وأنا أراه جيد كأستاذ فقط على أي حال لم أجب أمي وأغلقت عيناي وأطياف النعس تقفز على رموشي البيضاء كانت ثقيلة ......لكن لا تقلقي في صباح هذا اليوم عدت لنشاطي المعتاد ولك أن تتخيلي حجم المعاناة التي مرت بها أمي خلال هذين اليومين بالفعل أنا حزينة لأجل أمي ...هل ستمضي ما تبقّى من حياتها هكذا ..بهذا التعب والبذل والحرمان ..ولأجل من !!! وأبي لا نراه سوى مرة في السنة ...غالبًا هي منذ زمن لم تعد تفعل هذا لأجل أبي ...منذ أصبحنا كلنا لديها
بمناسبة أمي، سألتني لماذا لانريد إخباراها بأمر تلك المرأة والشجار !!!! لأن أمي يا عزيزتي حامل لابد أنها ستفكر بنا أضعافًا من الآن وصاعدًا لو أخبرناها وستقلق وربما تدفعني ....تدفعني للإعتذار لتلك المرأة وأنا لا أحب الإعتذار وأنا غير مخطئة .... :)
أعتذر سأنهي رسالتي لليوم هنا ....
صديقتك المحبة
جيروشا فتاة الثلج
ملاحظة : أبي سيأتي بعد غد عالبًا ترقبي ماسيحدث ......ومع الأسف لم أحضّر أي شيء لأجل إخبارهم بالجامعة ...أنا جبانة هذه الأيام
ملاحظة 2 : راقبي الأشجار بدأت تصفر ^○^ .

ثلجٌ ورقيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن