الرسالة الخامسة 17/9/1916

2 0 0
                                    

عزيزتي صديقة الورق
هل أنت تحبين المزاح ( دهششششة )
أعدت قراءة رسالتك أكثر من مرة ظنًا مني أنك ربما تمزحين وفاجأني أنك لا تمزحين حول أنني قد أحب الأستاذ روبن بهدف الزواج ...... الأمر غريب بالنسبة لي جدًا أن أفكر بالأستاذ روبن بتلك الطريقة شيء لا أفكر به حتى بأحلامي هو بالنسبة لي الأب الروحي لأحلامي ويستحيل أن أكسر حاجز الحب البريء بيننا بأي أفكار كالتي لدى فتيات القرية ..أنا فقط أكون سعيدة عندما أتعامل معه ببساطة هكذا بشفافية دون أي أفكار أخرى
على أي حال وإن كانت أمي تفكر بذلك ( ولا أستبعد ذلك ) فأنا يستحيل أن أعطيها أمل أبدًا ....حول أمي هي بالأشهر الأخيرة من الحمل وأظنها ستلد قريبًا أشعر بالحمااااااس سيكون لدينا أخ جديد ربما أو أخت .......قالت أمي لو كان أخ ستسميه إلياس ولو كان بنت ستسميها كاترين أيًا ماكان أنا سأكون سعيدة به رغم أن المتاعب ستزيد واحد هههه أمزح طبعًا بل الزهور في بيتنا ستزيد واحد ......
كما قلت لك في الرسالة السابقة بالفعل أبي وصلنا منذ أيام ولك أن تتصوري اللقاء كما سأصفه لك .....لحسن حظي أنه كان يوم عطلة لأن أمي قررت جعل البيت ينهض على قدميه وأنا توجب علي حمله للوقوف من تنظيف ومسح وترتيب وتلميع في ذلك اليوم حل المساء وأنا أتخيل الفراش قصر بل كنت أراه غيمة ناعمة ستحلق رغم أن فراشي من الصوف القديم لخراف جدي والوسادة خاصته من زمن جدي وجدتي لكنه في ذلك اليوم بدى جميل وناعم ومريح من كثرة التعب الذي بي كان أبي سيصلنا متأخر في الليل حاولت المقاومة قدر الإمكان والسهر إلى أن يصل ولكنني كنت كالمسكور وهو يحاول البقاء بعقله أمي لاحظت ذلك فأخبرتني أن أذهب للنوم وبالفعل انصعت لها بوداعة وتوجهت لفراشي العزيز لا أعتقد أعلم ماذا حدث بعد ذلك ......وفي الصباح نهضت مسرعة وتوجهت لغرفة المعيشة كان أبي متربع مكانه المعتاد ويشرب الشاي وأمي كانت تحضّر الفطور عندما رأيت أبي ارتميت إليه رغم أنه لا يحب هذا كثيرًا ولكنني لن أنتظر موافقته ..إنها سنة سيدي القيصر إنها سنة ولأنك تبخل علينا بزياراتك توجب علي فعل هذا ... هو للأمانة لم يتذمر من قفزتي لكنه بعد عدة أيام سيفعل إن كررتها جلست وأنا أحدق به واضعة يدي على خدي شاردة أحاول خطف أكبر عدد من الصور وحفظها في عقلي أبي كان يبتسم بتعجب وهو لا يعلم سبب تصرفاتي لكنه هو الآخر كان يسرق بعض النظرات بتمعن تجاهي .... لابد أنه انصدم أن لديه ابنة كبيرة هكذا وشابة ولابد أنه فكر لابد لنا من تزويجها ولابد أنه فكر بكل شباب القرية وبينما نحن بصمت كسر حاجز التوجس وقال : أصبحتِ كبيرة يا جيروشا . اوه بابا إنها سنة بالطبع سأكبر فقلت له بابتسامة : نعم أصبحت في الثامنة عشر في شهر آذار . صمت بشدة ثم قال وهو يدمدم مع نفسه : لقد كبرت حقًا . وبعد لحظات استيقظ الجيش وهجموا دفعة واحدة ....نوح كان خائف من أبي بعض الشيء فهو لم يره أبدًا منذ سنة وكونه صغير لا يحفظه لكنه عندما رأى الجميع حوله تحمس واقترب قليلًا ......لوهلة تخيلت أن أبي كان سعيد برؤية الباقين أكثر مني !!! هل أزعجه أنني كبرت أم خاف ألا يتقدم أي شاب من القرية لخطبتي كوني بهذا المظهر ....بداخلي اعتذرت لأبي آلاف المرات لأنني لست كميلين أو هيلين أو جولي يقدر على الإطمئنان أنهن لن يبقين في بيته للأبد بسبب شكلهن .....ولكن من سيبقى في هذا البيت ...أنا مؤكد سأذهب للجامعة ....الجامعة !!! في ذلك اليوم تناسيتها فقط كي لا أزعج أبي وهو قد وصل جديد من السفر ..... لكن في مساء البارحة قررت أن أفتح الموضوع معهم وكان جدي جالس عندنا وقد أعدت أمي بعض الشاي وإخوتي قد ناموا ..لا أعلم من أين حصلت على تلك القوة والشجاعة توجهت للغرفة وجلست معهم كانت أمي تفهمني وتعرف أنني لا أحب أحاديث أبي وجدي الغريبة وأنني لم أحضر لهم إلا للحديث بأمر آخر فقالت وهي تصب الشاي في الكأس : جيروشا ماذا عساه دفعك للجلوس معنا . ارتجف قلبي كالعصفور ثم أخذت نفس عميق وقلت وأعلم الجميع لاحظ التلعثم بكلماتي : أأبي أنت تعلم أنني هذه السنة سأنهي المدرسة ...أي لن يكون هناك تعليم في القرية لمن في عمري . فقال أبي : أعلم . اووووه يال برود كلماته أكاد أتجمد هذا ما فكرت به ثم قلت : أ أ الجميع يقولون أنني ذكية وأدرس بجد ...الأستاذ روبن قال أنني ربما أصبح طبيبة . فقال جدي : هذا شيء رائع . فقلت وقد تشجعت : لكن لدراسة الطب علي التوجه للجامعة . وآخر حرف من جملتي صعد صداه في أرجاء الغرفة لكن كان جلي جدًا كيف تغير لون وجه جدي وكيف جحظت عيناه أبي كان صامت وكأنه موكل جدي للإجابة أمي حنت رأسها بحزن وبدت وكأنها تعلم أنني كنت سأقول هذا فقال جدي : لا فتيات عندنا تذهب للجامعة ..إنه شيء جميل جيروشا البيضاء تذهب للجامعة ! . فقلت له بانفعال : لكن ياجدي هل كوني بيضاء شيء ينقص من قدراتي . فقال لي بغضب واضح : كفاك فلسفة ........ أنت لايمكنك الإبتعاد عن القرية ....قلنا للمدرسة ..لكن أكثر من ذلك لن يعلمك سوى قلة الأدب . فقلت بيأس : لكن ياجدي ألم تكن تقول عن الحكيم جون أنه شخص فهيم ورائع وطبيب نفخر به . فقال : نعم نعم ...هو رجل و أنت فتاة ...... ثم من سيصرف عليك وعلى دراستك ....والدك !! الذي لا تريه سوى مرة في السنة . اوووه يا رباااه لماذا جدي هكذا ...فقلت : أعمل وأصرف على نفسي ...هناك يمكنني العمل في معمل خياطة في مجلة في مكتب . فقال جدي مغلق الموضوع : انتهى انتهى . شعرت أن الدم بدأ يغلي في جسدي أعتذر جدي لكنني أريد ضربك نظرت لأبي بيأس فقال ببرود : كم تبقّى من الوقت لذلك الكلام !!! سنة كاملة لحينها نتحدث وقبل ذلك لا أريد سماع الموضوع ...هل فهمت جيروشا . نهضت بحزن شديد وكنت أراهم كالوحوش ينهشون أحلامي كان من المؤلم جدًا الصمت هكذا لكنني لا أقدر على التقدم أكثر من ذلك صعدت لغرفتي وأنا يائسة ولكن الإنتظار سنة دون جواب أو بجواب %90 منه رفض أليس صعب جدًا !! ....ولكن ماذا عساي أفعل وهم بهذه العقلية !!!! حتمًا لن أستسلم فأنا جيروشاااا فتاة الثلج ........... والآن أبي يناديني لابد أنه يريد مني إطعام نوح ...... سأنتظر رسالتك بفارغ الصبر
كم هو مقرف أن بيننا كل هذه المسافات لكنني واثقة أن قلوبنا مرتبطة ببعضها ولم تعد المسافات تعنيها
صديقتك اليائسة
جيروشا
ملاحظة : سعيدة أنه يمكنك إرتياد الجامعة دون الإضطرار للمرور بما أمر به "×" ..

ثلجٌ ورقيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن