عزيزتي صديقة الورق
كيف حالك
أنا متفاجئة جدًا أن الدكتور باستور والدك بالتبني ...أنا آسفة جدًا من أجلك لابد أنك مررت بأوقات صعبة دون أهلك .... لا أريد أن أضغط عليك لكن حتمًا يسعدني سماع قصتك .... بالمناسبة يبدو أن المدينة التي أنتم بها غير المدينة التي قد أذهب لدراسة الجامعة بها رغم أنني كنت محتمسة جدًا للذهاب حيث أنت وأن أراك
أنا لدي أخبار لك ...نااار متشعلة ...
لم أتوقع سأتحمس لقصها عليك هكذا ... لكنني لا أعلم ماهي مشاعري الحقيقية تجاه الموضوع أشعر بغرابة ...بل بصدمة كبيييرة
ذهبت للمدرسة كالعادة قبل يومين ومنذ دخلت الصف شعرت بغرابة الجو ..هناك شخص متجمعين حوله الجميع لن تصدقي من كان ..إنها سارة ...لم أتوقع في حياتي أن فتاة مثلها قد يكون لديها مشاكل كنت أظن أنها فقط تسبب المشاكل للناس ..كن الفتيات ملتفات حولها ..واحدة تقول ..لاعليك سارة ستجدين حل ..والأخرى تقول ... مسكينة سارة ...مابها سارة ؟؟؟ بالطبع لم أسأل فما كان يضل طريقه من الكلمات نحو مسامعي اسمعه أما غير ذلك لم يكن لدي فضول حوله أبدًا ..لكن عليك تخيل شكل تلك الفتاة كانت ذابلة كليًا في عينيها بريق حزين أستطيع تخيل أن قلبها كان يخفق بقلق بدت كمن يترقب شيء واستطعت بحصة الأستاذ روبن أن أشعر أنها كانت تترقبه ....كانت طوال الحصة تناظره بطريقة لم أفهمها كانت تترجاه بعيونها لكن الأستاذ روبن كان واضح أنه خارج الموضوع تمامًا واستنتجت أنه فعلًا لا يعرف شيء عن وضع سارة
...كنت طوال الدرس أحدق بها لا تظني تشفي مني أو شماتة ...لكن كنت أريد أن أرى بكل حواسي هذه الكائنة وهي تتصرف كبشرية ولو بجانب واحد بدت غريبة جدًا وهي تبدو مثلي عندما أحزن سابقًا كنت أظن أنها لا تمتلك أي جوانب بشرية مشتركة معي على أي حال هي لاحظت أني أحدق بها وبدت كمن سيقول ..اووووه يعجبك وضعي ... لكني بالفعل لا أهتم فلا أذكر يوم أنها فعلت لي شيء ولم أرده لها فبالفعل أنا لا أحمل تجاهها أي حقد ..ربما كرهتها قليلًا لكنني الآن أشفق عليها ...كل الفتيات كانت عيونهن تقطر حقد حتى كلماتهن المواسية كانت مسمومة أفواههن المنحنية حزن عليها ( كما يدعين) كانت عندما أحدق بها تبدو باسمة بكراهية ...مسكينة سارة هي جمعت حولها فقط تماثيل ....إنها كقطعة حلوى تتحكم ببعض الذباب لا لا إنها كالجيفة التي تتحكم ببعض الثعابين الجائعة
هي كانت تعلم ذلك وتحب ذلك ..هي فقط أرادت الكثير من الناس حولها ولو كانوا أعداءها كانت تظن إن تحكمت بهم أمنتهم وسيطرت عليهم ولم تكن تعلم أن من جميعهن لم تكن هناك واحدة تحبها أو تتمنى الخير لها .....في تلك اللحظة عرفت جمال أن يبقى الإنسان وحده يمارس طقوسه الخاصة دون إزعاج أحد ولا ضير ببعض القلوب الحنونة ممن نحبهم أن تلتف حولنا
في وقت الفرصة خرجت وأنا منغمسة كليًا في ذلك الكتاب وغارقة بتلك الكلمات الجديدة الكثيرة فيه وكنت جالسة أسفل أحد الأشجار القريبة من المدرسة كان الجو كمشهد وداع غيوم داكنة هنا وهناك تحاول معانقة السماء كلها وكأنها تغار على كل جزء منها من الأنظار المتهافتة نحوها والأشجار صامتة خائفة من كل نسمة تلفحها أن تأخذ ورقة جديدة من أحضانها والناس بدأوا برفع المؤن إستعدادًا للشتاء ...أنا بالفعل لا أعلم لماذا يخاف الجميع الشتاء إنه أجمل فصل بالنسبة لي ربما لأنني أراه يشبهني بارد كما يبدو لكنه دافئ بنفس القدر حزين كما يبدو ولكنه قوي بنفس الوقت وحيد كما يبدو لكنه راضٍ بنفس الوقت .... وبينما أنا أتأمل المكان تابعت القراءة فوصلت لفقرة فيها بعض الكلمات الغريبة فقررت الذهاب للأستاذ روبن لسؤاله عنها توجهت للغرفة التي يكون بها الأستاذ عادةً طرقت الباب لم يجيب أحد ففتحته كانت الغرفة فارغة وقررت إنتظار الأستاذ في الداخل وعندما جلست سمعت صوت آنسة الرياضيات وهي تصرخ مقتربة من الغرفة ولا أدري لماذا خطر لي أن أختبئ وبالفعل جلست أسفل الطاولة متأكدة أن لو أحد رآني سيضحك جدًا ثم الآنسة الفهيمة أغلقت الباب بتذمر وذهبت تنفست الصعداء وعندما هممت بالخروج فتح أحدهم الباب بقيت مكاني لأنني ظننتها الآنسة مرة أخرى ولكن الخطوات لشخصان ....نعم كان الأستاذ روبن ومعه أحد جلس الأستاذ روبن على الطاولة وأصبحت رجليه بجانبي كدت أموت من الرعب لا أدري لماذا لكن لو عرف أنني في الأسفل لن أقدر على النظر بوجهه أبدًا هذا ماكنت أفكر به والشخص الآخر كان سارة ....عندما سمعت صوتها لم أتأكد تمامًا لأنها كانت تبكي لكن عندما تحدثت كانت سارة فعلًا كان صوتها خافت هادء وحزين منكسر على غير عادته كان حاد وصلب ومزعج لدرجة كنت أقول ربما ليست سارة قالت : أستاذ ...أنت تعلم . فقال الأستاذ ببرود : نعم أعلم يا سارة ..عليك أن تهدئي . ثم قالت سارة : لكن يا أستاذ أنا لا أريده هو .....أنا أنا تمنيت لو كنت أنت وليس هو . صمت الأستاذ بعض الوقت ثم قال : سارة أنت طالبتي وأنا أستاذك هذا فقط وأرجو ألا تقولي كلام لاحاجة له. فقالت بغضب : وجيروشا ....لماذا لست تعاملها كأستاذ وطالبة . فضرب الأستاذ على الطاولة وقال : سارة كفاك هذيان . فقالت بسرعة : لا لا هل تظن لم ألحظ أنك معجب بها ....لكن ماذا بها شيء أفضل مني قل . يا إلهي أنا حينها أظن نبضات قلبي قد سُمعت كنت أتمنى لو أختفي أو أخترق الجدران وأخرج وما كان يجعلني متوترة أن الأستاذ لم ينكر كلامها كنت أريد الخروج وضربها لكن الأستاذ قال بهدوء : سارة أنت متعبة عليك الذهاب للبيت . فقالت سارة : لماذا لم تنكر ...إذًا أنت ...معجب بها . فقال الأستاذ : سارة هذا يكفي . نهضت سارة وقالت : أعتذر ...... لكن كان من الأفضل أن تكون واضح أكثر معي ومعها . أوه أوه كان الكلام أغرب من أن أفهمه وماكان يثير غيظي أن الأستاذ لم يكن يقول ما أود سماعه لم يكن يقول لها اصمتي ..... كونه صمت ولم يجيبها بشكل واضح كما قالت جعل الأمور داخلي تتعقد بشدة ..... بقي الأستاذ في الغرفة في مكانه بعض الوقت ثم رن الجرس وخرج هو أما أنا كنت لا أقوى على النهوض والخروج ..تمنيت لو لم يكن الأستاذ روبن ولو لم تكن سارة .....لكن للأسف كلما فكرت بالأمر كانا هما فعلًا ...خرجت من تحت الطاولة متجهة للصف بسرعة دخلت للصف وبسرعة جلست مكاني كانت سارة عابسة وباردة ثم بدأت أرتب الأفكار برأسي هل هناك أحد تقدم لخطبة سارة !!! وهي لا تريده !!! هي تريد الأستاذ روبن والجميع يعرف ... ولكن هل قالت أنه معجب بي ؟ وهو لماذا لم ينكر ذلك !!! شعرت أن هناك دخان خرج من رأسي ولم أركز على أي درس طوال اليوم في وقت الإنصراف كنت واقفة عند الباب وأنتظر ميلين لأنها ذهبت للحمام ومعي جولي وجيرفي وهيلين كنت شاردة تمامًا في السماء ولم أشعر إلا على ضرب كتاب على رأسي نظرت بسرعة كان الأستاذ روبن فقال وعلى وجهه إبتسامة عريضة : ماذا تفعلون هنا . أوووه يا رباااه لم أعتقد أن الحديث لأحد سيكون صعب هكذا ولم أعرف ماذا سأجيب فقالت جولي ببراءة : هيهيه ننتظر ميلين . أحسسسنت جولي كنت أريد تقبيل خديها على إنقاذي فقال الأستاذ : أوه حسنًا انتبهوا على طريقكم . لا أدري شعرت أنه قالها بخيبة أمل ... على أي حال شعرت بوحدة فظيييعة من المؤلم جدًا أن يصبح بيني وبين الأستاذ روبن حواجز من هذا النوع ... أنا لا أريد أن يكون ما قالته سارة صحيح ... لا أريد إزعاج الأستاذ روبن .. لكن كيف سأعرف إن كان حقيقي أو لا ..... منذ ذلك اليوم أصبحت تلقائيًا و دون إرادتي أتجنب الأستاذ روبن وأتجنب الحديث معه ورؤيته ولكن هذا شيء لا يمكنني فعله للأبد فهو سيشعر أنني تغيرت وقد يؤلمه ذلك ...الأستاذ روبن لطالما انقذني في مواقف عديدة ..هو جعل لي عالم آخر وشخصية أخرى كتبه التي أستعيرها منه كالاكسجين في حياتي .. أنا لا أريد إيذاء الأستاذ أبدًا ...... ولكن أيضًا لا يمكنني قبول فكرة مثل أن يكون شيء آخر عدى ما ذكرته فذلك سؤلّد بيننا الكثير من الحواجز الغير ضرورية .....
الأمر صعب جدًا ..أن يكون في نظري شيء .... وأن أكون في نظره شيء آخر ...... لكن حقًا لو كان كلام سارة حقيقي ......ماذا يعجبه بي أنا أظن سارة أجمل مني ولا أجد أنني استحق إعجابه ......هذااااااااا متعبببببب التفكير بالأمر مجرد تفكير متعب
أتمنى أن ذلك غير صحيح ....على أي حال الأيام القادمة ستثبت ذلك
بالمناسبة سألتني في رسالتك الأخيرة إن كنت سأسامح ساندي لو اعتذرت ...وجوابي طبعًا لا ... فأنا بالأصل لا أريد إعتذار فكيف أسامحها على شيء غير موجود أصلًا ....تخيلي أن أعتذر لك عن شيء وأنت لا تعلمين ماهو أو أنه لايعينك هل تقبلين إعتذار بالأصل يجب ألا يوجه لك !° هكذا الأمر عندي ساندي وما حدث لم يعودا شيء يخصني أبدًا ..... سعيدة أنك أخبرتني بحبك لهندسة العمارة وأظن ستكونين أجمل من يصمم منازل ..كم هو جميل بناء منزل لعائلة ما منزل يكون حضن دافئ لهم منزل يحميهم ويحبونه ويحبهم هذا عمل راااااائع ...أما أنا سأكون طبيبة لا فرق عندي نفسية جلدية أو أي شيء آخر المهم هو أن أقدر على مساعدة الناس المحتاجة .....أنا فتاة غبية كل شيء حولي ربطته بالإستاذ روبن والآن هكذا لن أقدر على نسيان ما حدث أبدًا ( كما تعلمين هو ساعدني لإنتقاء حلمي ) ...ااااااه أتمنى أن تنتهي هذه الدوامة قريبًا
صديقتك الضائعة
تحبك جدًا
جيروشا
ملاحظة : أظن أمي خلال أسابيع أو شهر بالكثير ....ستلد ...وااااااااوووووههه أخيرًااااا ( حماااس حمااااس ) .
أنت تقرأ
ثلجٌ ورقيّ
Randomقصتنا ستكون عبارة عن رسائل من جيروشا إلى صديقتها المجهولة جيروشا فتاة مهقاء تعيش في قرية صغيرة مع عائلتها الصاخبة تعاني الكثير بسبب شعرها الأبيض و لكن كانت قوية كفاية لتخطي كل شيء إلى أن يحدث ذات يوم و تتغير حياتها بشكلٍ مرعب من براري القرية و رائح...