3_ ريهام

2.6K 265 37
                                    

بعد أكثر من ساعة اخيرًا أقنعت والدها بالخروج بمفردها معلله ذلك بأنها نجحت أخيرًا في السنة النهائية بالجامعة و تريد الأحتفال و وافق والدها على مضض ، أرتدت أقيم زي لديها ، حتى إنها قررت أن تأخذ سيارة خاصة من فرط حماسها ، وصلت العنوان المدون أمامها على الهاتف ، أخذت نفس عميق ثم دلفت ، كان المكان أرقى مما تتخيل ، واسع جدًا و نظيف بدرجة مبالغ بها و العاملين به يتحدثون بلباقة مفرطة ، أتجهت نحو الأستقبال بثقة مصطنعة لكنها من الداخل ستموت من التوتر .

_ لو سمحتي أنا كنت عايزة أحجز .

أبتسمت لها فتاة الأستقبال ببشاشة .

_ تحت أمرك يا فندم ، أول مرة صح؟

اومأت لها بصمت ، أخذت منها الفتاة بعض البيانات و أدخلتها على الحاسوب ، لترفع رأسها عن الشاشة بعد بضع الوقت قائلة:

_ تمام يا فندم أول مرة بألف جنية و الأستشارة بخمسمية و خمسين.

نزلت عليها الأسعار كالصاعقة ، فلو أخبرت محمد بحبها سيكون أقل تكلفة بالطبع.

أبتسمت في وجه الفتاة تحاول استعطافها ، ثم تذكرت أن معها خصم للمكان ، أخرجت هاتفها من الحقيبة ثم فتحت صفحة الفتاة التي كانت تستمع لها بالأسم ، وضعت الهاتف أمام الفتاة قائلة:

_ انا من الفانز بتوع أنجي ، مش المفروض يكون ليا خصم خمسين في المية؟؟؟

هزت الفتاة رأسها بنعم ثم أدخلت بعض البيانات على الحاسوب مرة أخرى ، أخرجت أبتهال المال من حقيبتها و هي تدعي على محمد بكل الدعاوي الممكنة متمنية أن يأتي هذا المال بثماره.

أخبرتها الفتاة أن عليها الأنتظار لمدة ساعة و نصف ، فأخرجت هاتفها تجلس عليه حتى يحين موعدها.

______________________

رأت نوران مشكلة جديدة على أحدى صفحات المشاكل الأجتماعية على موقع ما ، كانت ملامح وجهها مشمئزة من هذا الزوج الذي يعنف زوجته و يهينها بكل الطرق الممكنة فقط لأنه رجل ، أغلقت الهاتف تمام و جلست تفكر في حل لهذه المشكلة فإذا طلبت هذه المرأة الطلاق ستكون بالطبع تجني على نفسها ، فالمجتمع لا يرحم ،و إذا استمرت في الحياة مع هذا الرجل ستموت بالطبع ، جاء على بالها قصة سندس صديقة شقيقتها ، هذه الفتاة التي لم تكمل الثالثة و العشرون بعد لكنها تحمل هم أسرة بأكملها مع زوج تخطى الأربعين من عمره لا يتحمل اي مسئولية معها ، فقط سندس تعيش لأبنها بدور الأم و الأب ، أغمضت عينيها لتنام فهذه المشاكل لا تجلب لها سوى وجع الرأس و لا تدري لما هي تفكر بها كثيرًا و كأنه تحب تعب رأسها.

_____________

رأى أبتهال تخرج من المنزل في هذا الوقت المبكر من اليوم و ليس هذا فقط بل إنها متأنقة على غير العادة ، هذه الفتاة حتمًا ستصيبه يومًا بجلطة بسبب تصرفاتها ، لم يكفها حركاتها الغبية للفت أنتباه إبن خالته الذي لا يُبالي بها ، بل إنها تتعامل معه بعدائية شديدة و أحيانًا تجاهل ، ألا ترى في عينيه الحب لها لكن ماذا يقول هذه الفتاة عمياء البصيرة متجلدة المشاعر لا تراه من الأساس ، تنهد بتعب ثم أكمل عمله لأن كثرت التفكير في هذه الفتاة سيقتله.

كيف تصطادين عريسًا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن