5_ والدته

2.5K 251 91
                                    

بعد مرور أسبوعين..

جالسة أمام ريهام كالطفل المُذنب، لقد فشلت فشل ذريع في أول خطة لهما، لكن ما ذنبها هي إذا كان ابن عمها لا يشعر و لا يحس، دارت ريهام بمقعدها حول نفسها عدة مرات و هي تطرق بالقلم على مسند المقعد، أوقفت المقعد مرة واحدة و هي تطرح على أبتهال نفس السؤال للمرة الألف.

_ متأكدة إنه شايفك أصلًا يا أبتهال؟؟

أومأت برأسها عدة مرات بتردد.

_ تقريبًا.

شملتها ريهام بنظرة من أعلاها لأسفلها، ثم أستمرت بالدق على مسند مقعدها.

_ ايه هو اللي تقريبًا؟!

_ تقريبًا هو مش شايفني، الصراحة من أخر مرة كانوا عندنا و أنا حسيت إنه مش شايفني.

وضعت ريهام يدها أسفل ذقنها، ثم التفت حول المكتب لتجلس أمام ابتهال، خلعت ساعة يدها و وضعتها أمامها، ثم نصبت عينيها على ابتهال بأهتمام، لتقول بثقة:

_ هو مش شايفك بس أنا هركبله نضارة، مش هنخلي ليه خيار تاني غيرك.

كانت ابتهال منيهرة بهذه المرأة، كمية الثقة التي تتحدث بها شجعتها كثيرًا لتتحمس.

_ حلو و أنا معاكي هنعمل ايه؟

أرجعت ريهام ظهرها مرة أخرى إلى المقعد بأرتياح، لتكمل:

_ _خلينا متفقين انا و انتي إن قلب الراجل الشرقي والدته، لو قدرتي تكسبيها فتأكدي إن خلاص كدا موضوعك خلص.

نظرت لها إبتهال بفضول.

_ طب أعمل ايه، هو فعلا مرتبط جدًا بمامته.

وضعت ريهام عويناتها على أنفها، لتمسك بدفتر صغير أمامها تدون به بعض الأشياء متخذة دور المحلل النفسي.

_ قبل اي حاجة عايزاكي تحكيلي عن مرات عمك كل حاجة و إذا كان هو عنده أخوات بنات و لا لأ، مرات عمك بتتعامل معاكم ازاي ، كل حاجة تعرفيها علشان أقدر اساعدك.

أسترخت ابتهال في مقعدها بثقة، لتبدأ الحديث بتأفأف.

_ مرات عمي ست باردة جدًا و انطوائية شويه ، يعني بتقعد في بيتها ليل نهار، من السوق للبيت و من البيت للسوق، معندهاش غير محمد، بس أختها ماتت هي و جوزها من زمان أوي و هي بتربي خالد إبن أختها و عايش معانا في نفس البيت هو أصغر من محمد بسنتين تقريبا، و احنا تقريبًا مبنشفهاش غير يوم الجمعة.

وضعت ريهام عويناتها على المكتب، لتقرأ مرة أخرى المعلومات المدونة في دفترها الصغير، جلست على المقعد بتأنِ.

_ تمام يعني دا إبنها الوحيد و هو اللي على الحجر، كدا احنا هنوريها بشكل غير مباشر إن محدش هيقدر يصونه قد بنت عمه ، اسمعي بقا انتي هتعملي ايه، و اسمعي مني و متراجعيش ورايا.

كيف تصطادين عريسًا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن