14_ خطبة

2K 224 49
                                    

مر الأسبوع سريعًا، حاولت ألا تحتك مرة أخرى مع إنجي، تعلم إنها مدينة لها بإعتذار لكنها لن تفعل، ظلت طوال الأسبوع تقرأ بكتب التنمية الذاتية و العديد من الكتب النفسية، شعرت و لأول مرة إنها لا تعرف من هي، ما هدفها في الحياة، كانت تدفن نفسها في وهم البحث عن شخص يعثر على نفسها التائهة و نسيت إنها من يجب أن يبحث عنها، فالبداية عندها هي، الآن فقط أقتنعت بكلام ريهام و إن كان به شيء من الخطأ، فهي لم تُعجب بمحمد فقط لأجل ماله و مكانته الأجتماعية، لكنها كانت تريد تحقيق ذاتها و رأت أن أسهل طريقة هي تكوين أسرة و إنجاب أطفال، أرادت إثبات نجاحها الخاص، لكنها لم تفقه إن نجاحها يبدأ في حبها لنفسها و تقبلها لها.

وقفت أمام المرآة تتطلع على فستانها الذي أختارته بعناية شديدة، فاليوم خطبة شقيقها و ابن عمها و يجب أن تظهر بشكل جذاب، اليوم فقط إنزاحت الغشاوة عن عينيها و رأت كل شيء في نصابه الصحيح.

مررت يديها على قماش فستانها الناعم الفخم، أختارت اللون الزيتوني الذي يتناسب مع بشرتها الحنطية، تطلعت على نفسها مرة أخرى، وقفت تتأمل وجهها و مساحيق التجميل التي أمامها، لكنها قررت إنها من اليوم أبتهال جديدة لذا لم تضع سوى الكحل فوق عينيها و حمرة خدود و ملمع شفاة، لم تكن راضية عن مظهرها تمامًا خاصةً مع آثار الحبوب التي في وجهها و التي قررت معالجتها عند طبيب مختص، أرتدت وشاحها المماثل للون الفستان و خرجت إلى باقي عائلتها المنتظرين بالأسفل للذهاب إلى القاعة.

_________________________

توقف قلب خالد عن النبض ما إن رأها، كانت مختلفة هذه المرة، لم تضع المساحيق التي تخفي ملامحها الذي يهيم بها، فستانها المناسب لها للغاية فجعلها تبدو كأميرة، لم يتمالك نفسه أن يظهر إعجابه بها عندما صعدت لسيارته بجانب شقيقتها، فحمحم يستعيد نفسه و هو يحرك المرآة عليها لتقع هي في مرمى بصره.

_ ايه الحلاوة دي، هدخل بيكم أنتوا الأتنين القاعة ازاي بس، هتوقفوا حالي كدا و هعنس.

زجره مسعد الراكب بجانبه بعينيه لكن خالد غمز له، بينما نظر مسعد لنوران بطرف عينيه عندما رأها تضحك على حديث خالد، ليرد بضيق:

_ حوش يا خالد البنات اللي بتترمى عليك، انت مفيش حد يعرفك أصلًا غيري أنا و خالتي مرفت.

تعالت ضحكات نوران و خالد أكثر على حديث مسعد، بينما قلبت إبتهال عينيها و قد ضايقها حديث مسعد المستهزأ من خالد و إن كان مزاح، لا تعلم السبب لكنها بررت إنها الوحيدة التي تكفل حق السخرية من خالد، ردت على مسعد بإستهزاء:

_ طب خالد بسم الله ماشاء الله طول بعرض و حاجة تفرح كدا، يعني هنلاقي واحدة تقبل بيه، لكن إنت يا مسعد مش هتلاقي كلبة تقبل بيك.

نغزتها نوران في جانبها بحدة و قد أخذت السبة على نفسها، فمؤخرًا تطورت علاقتها بمسعد كثيرًا، و ظلوا يتقابلون بالحافلة يوميًا حتى إنه عرض عليها الزواج لكنها تماطل، لذا فهي المقصودة بسبة أبتهال.

كيف تصطادين عريسًا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن