20_ النهاية

2.7K 284 113
                                    

الأقدار أعقد مما نتخيل، فهي كشبكة العنكبوت ذات روابط عجيبة، مترابطة، متشابكة، لكنها أيضًا دقيقة.. دقيقة لدرجة لا يمكننا تصورها.

فمن سيصدق بأن خالد الذي كان من أسبوع واحد فقط، يحلف بأغلظ الأيمانات إنه لن يرضخ مرة أخرى لأوامر قلبه، يجلس الآن أمام ابتهال_ التي تحاول رسم الحياء على محياها_ بأمر من زوج خالته و الذي تقدم لخطبة ابتهال له بدون علمه!

تركهم الجميع ليحظوا بجلسة تعارف بسيطة، كان هو حاسم للأمر في عقله، فابتهال لم تكن و لا ستكون له يومًا، هو هنا الآن فقط إكرامًا لزوج خالته، و لن يستطيع الرفض بسببه أيضًا... لكن ابتهال تملك حق الرفض.

ابتهال.. واين ابتهال الآن! إنها هائمة على وجهها، مشتاقة لرؤية خالد، حتى إنها لم ترفع عينيها عن وجه منذ أن جلس، لولا أن والدتها حذرتها من أن تقوم بأي فعل طائش، لكانت طلبت المأذون في الحال.

هذه الغرفة مليئة بالمشاعر المتعاكسة، و الغريبة فمنذ فترة بسيطة فقط كان خالد هو الذي يحب و يهيم و يعشق بينما ابتهال كانت لا تبالي، لكن انقلبت الآية لتتجرع ابتهال مرارة الحب، بينما خالد كالجليد الذي لا يذوب.

ارتشف خالد القليل من العصير الذي كان أمامه قبل أن يسأل ابتهال باهتمام يعد نفسه إنها المرة الأخيرة التي سيهتم فيها:

_ ايه أخبارك؟ انتي كويسة؟

أجابته ابتهال بابتسامة مشرقة على وجهها، بيننا قالت له بعتاب محبب:

_ انا الحمدلله كويسة، انت اللي فينك محدش بقا بيشوفك خالص.

غلى الدماء في عروق خالد، فهي كانت تبكي منذ أسبوع واحد فقط على زفاف حبيبها، و في الوقت الراهن تعاتبه على أختفاؤه! ستصيبه بالجنون لامحالة!

سألها بغضب جمّ:

_ مش مهم أنا كنت فين، المهم اني عايز اعرف دلوقتي رأيك في موضوع خطوبتنا دا.

استغربت من طريقة حديثه هذه، لكنها ردت بهدوء و هي تحاول تمالك أعصابها:

_ يعني شبه موافقة.

شبه موافقة! ماذا يعني هذا أين كلمة "لأ" الذي توقع أن تنطق بها، اين الرفض الذي مرّن نفسه طوال الليل على استقباله.

مهلًا... لماذا فرح بهذه الموافقة، لم يكن هذا ما يريده، لكنه كعادته الحمقاء يتناسى سريعًا كل ما خطط له.

سألها خالد بجدية، و يتمنى أن تجبر إجابتها بخاطره و لو قليلًا:

_ ابتهال انتي عمرك حبيتي قبل كدا؟!

بهتت ابتهال قليلًا من سؤاله لكنها قررت إجابته بوضوح:

_ لأ ... كنت بدور ازاي أحب نفسي و في طريقي كنت بقابل صعوبات كتير، صعوبات بيني و بين نفسي، فخليتيني أتوهم إني بحب شخص ما بس أكتشفت إني كنت بوهم نفسي.

كيف تصطادين عريسًا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن