-الفصل الخامس والعشرون-
متنسوش التصويت☆
❈-❈-❈
أجلسها "جواد" داخل السيارة وأنحنى لكي يضع لها حزام الأمان، وسريعًا ما نهض والتف حول السيارة وجلس بجانبها وأدار المحرك، أنطلق بأقصى سرعة مُتجها نحو المشفى وهو يشعر بالخوف والفزع بسبب تلك الدماء المنسدلة من بين ساقيها، مُتذكرًا ذلك الحادث الذي أفقده والدته وجنينها والأن يفقد زوجته وطفله، ظل يوزع نظراته تارة على الطريق أمامه وتارة على "ديانة" للأطئنان عليها.
بينما "ديانة" كانت تشعر بكثير من الألم ببعض الأماكن المتفرقة بجسدها، ألام حادة أسفل ظهرها، وألم أسفل بطنها، بالأضافة إلى تلك التي لا تُحتمل داخل مهبلها ممَ كان يجعلها تصرخ بحدة وعدم القدرة على التحمل، وما زاد من ألمها هو سرعة "جواد" الفائقة لتصرخ مُنبهة إياه:
- آآآه براحة، هموت.
أومأ لها برأسة بلهفة عدة مرات موافقًا على حديثها وهو يخفف من سرعته مُراعيًا عدم التسبب لها فى الألم مُتمتمًا بهلع:
- حاضر حاضر، متخافيش هتبقي كويسة، أوعدك.
لم تنتبه لما قاله بسبب شعورها بذلك الألم الغير مُحتمل، راغمًا إياها على الصراخ من شدة صعوبته وعدم تحملها، بينما ظل "جواد" يُتابعها بشفقة على ما تشعر به، وأيضا يشعر بالرعب على أن يُصيبها هي والطفل أية مكروه.
وصل إلى المشفى وكانت من أكبر المُستشفيات الخاصة بالأسكندرية، صف سيارته بمكان مخالف لها ولكنه لم يهتم، ليترجل من سيارته وسريعًا ما قام بالدوران حولها ليصبح تجاه "ديانة"، فتح الباب لها وخلع الحزام وساعدها فى الخروج من السيارة، وما إن لامست قدميها الأرض حتى شعرت بالدوران وعدم القدرة على الوقوف وسقطت بداخل صدره، ليشعر بالهلع والذعر، أنحنى مُحاصرا خصرها بيده واليد الأخر ألتفت وراء ساقيها وقام بحملها ودلف بها إلى داخل المشفى.
يركض وهو يصيح بكثير من الهلع والذعر على تلك التي تنزف الدماء بين يديه وهي مُغيبة عن الوعي:
- دكتور، عايز دكتور بسرعة.
أسرع الكثير من الممرضين والأطباء بالألتفاف حوله لاستقبال الحالة منه، أحضر أحد المرضين السرير المُتحرك (التروللى الطبى) ليقوم "جواد" بوضعها عليه ودفعها نحو المصعد لتوصيلها إلى قسم الطوارئ حتى يقوم الأطباء بفحصها، وصلوا إلى غرفة الكشف لتضع الممرضة يدها أمام "جواد" مُردفة بحزم:
- لو سمحت حضرتك أستنى هنا.
أنزعجت ملامح "جواد" وكاد أن يدفعها ويدخل وراء "ديانة"، ليوقفه صوت الطبيب الذي هتف موجهًا حديثه نحو الممرضة مُردفًا بأمر:
أنت تقرأ
ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)
Romanceلطالما كانت المحبة والكراهية عدوان لا يلتقيان أبدًا فى قلب واحد، فمن تملكت الكراهية قلبه لا يمكن أن يحب بصدق والعكس أيضًا، من عرف المعنى الحقيقي للحب وشعر به لا يستطيع أن يُجرب شعور الكراهية، ولكن ماذا عن قلب ظن إنه عاشق ولكن فى الحقيقة كان هو أكبر...