أسرع كلا من "هاشم" نحو جواد المُلقى أمامه على الأرض يبكى ويئن كالأطفال وهو يضم ساقية إلى صدره وقأنه طفل فى السطثامنة من عمره ويشعر بكثير من الخوف ، حاول "هاشم" فك تشنيجة جسد "جواد" ولكن دون فائده فهو كالميت التى تصلبت جسده بالأيضافة إلى تلك الشهقات والأنين المنخفض الذى يخرج من ، وتلك الدماء التى تنسدل من رقبته ومن يديه بسبب ذلك الزجاج المنغرس بهم ، صاح "هاشم" مُحاولا الأستنجاد بأحد وطلب المساعدة رادفا بصراخ ولهفة :
_ جواد ، الحقنى يا إياد
كان "إياد" يقف وكأنه تحنط من هول صدمته ، هو يعرف جواد منذ أكثر من خمسة عشرة سنة ، لم يسبق له أن يراه فى هذا المنظر وذلك الأنهيار قط ، كان يشعر وكأن أطرافه أصبحت مشلوله ، ما الذى حدث لصديقه أوصله إلى تلك الحاله ، أفاقه صراخ "هاشم" الذى صاح مرة أخرى مُحاولا إفاقة "إياد" من شروده رادفا بحدة :
_ أتحرك يا إياد شيلوا معايا بسرعه
سريعا ما تدخل "إياد" مُحاولا رفع "جواد" من على الأرض بمساعدة والده ، بينما "حسنة" كانت تنظف الفراش من ذلك الزجاج المتناثر عليه ، كى يضعو "جواد" عليه ، تفحصت "حسنة" الغرفة لمعرفة ما كان هذا الصوت المرتفع لتقع عينيه على تلك الشاشة السوداء الكبيرة الخاصة بغرفة "جواد" وهى واقعة على الأرض ومنكسرة لتخمن أن تلك الضحة كانت بسبب تلك الشاشة الكبيرة ، وضع كلا من "هاشم" و"إياد" على الفراش ، بينما كان "جواد" لايزال يبكى بخوف ورعب كالأطفال ، صاح "هاشم" موجها حديثه نحو "حسنة" رادفا بلهفة :
_ أتصلى بالدكتور بسرعة يا حسنة
بالفعل خرجت "حسنة" من الغرفة وأسرعت فى الذهاب للأتصال بالطبيب ، بينما جلس كلا من "هاشم" و "إياد" بجانب "جواد" وكان "إياد" لايزال مُصعقا من بكاء ونحيب صديقه ، بينما "هاشم" أحتضنه مُحاولا تهدئته وقلبة يتمزق من الألم على أبنه رادفا بترجى :
_ جواد ، رد عليا يا أبنى أبوس أيدك
شهق "جواد" وتشبث فى والده جيدا وكأنه مزعورا من شيئا ما وهو يضم رجله إلى صدره بتلك الطريقة اللعينة ، صلح "جواد" وهو يبكى بزعر وهلع رادفا بخوف :
_ خالتوا هناء هتضربنى يا بابا ، هتضربنى من غير ما أعمل حاجه ، لا لا مش هتضربنى ، دى هتحبسنى فى أوضة البدورم الضلمه وتسبنى فيها يومين تلاته وتبعتلى الأكل مع الدادا ، لا أو ممكن تضربنى تانى قدام صحابى ، أنا معملتش حاجه غلط ، أنا كنت بلعب مع هيثم صحبى هنا فى البيت عادى راحت ضربتنى بالقلم قدامه عشان قولت لدادا إنى مش عايز أكل دلوقتى ، هتقعد تقول إنى مش راجل وإنى جبان وهى بتضربنى بالحزام بتاعك ، أنا خايف يا بابا متخلهاش تضربنى تانى
جحظ "هاشم" عينيه بصدمة من تلك الحالة التى وصل إليها أبنها ومما يتفوه به لتو ، كيف لرجل فى الثلاثين من عمره يشعر بالخوف بمثل هءا الطريقة الموجعة للقلب ، ماذا فعلتتلك المراة بأبنه لجعله يرتجف من كثرة خوقه منها هكذا ، أمتلئت عينى "هاشم" وهو يربط على كتف أبنه مُحاولا تهدئته وتطمئنه رادفا بألم :
أنت تقرأ
ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)
Romanceلطالما كانت المحبة والكراهية عدوان لا يلتقيان أبدًا فى قلب واحد، فمن تملكت الكراهية قلبه لا يمكن أن يحب بصدق والعكس أيضًا، من عرف المعنى الحقيقي للحب وشعر به لا يستطيع أن يُجرب شعور الكراهية، ولكن ماذا عن قلب ظن إنه عاشق ولكن فى الحقيقة كان هو أكبر...