اقتباس ١
❈-❈-❈
يقف فى منتصف الغرفة التى لا يوجد بها أية مخرج سوا ذلك الباب المغلق جيدا الذى لا يستطيع فتحه، ليعود ويجلس على ذلك الفراش منتظرا أن ياتي إليه أحد ليخبره لما هو هنا!! وماذا يردون منه!! والأهم لماذا أحضروه تلك الرجال إلى هنا بهذه الطريقة؟!
جلس "خالد" يفكر من الذى يمكن أن يُحضره بتلك الطريقة الإجرامية ولماذا؟! ظل يفكر فى تلك الطريقة التى أحضروه بها، تلك السيارة السواد التى أقتحمت شارعهم وأخذته من بين الناس رغما عنه وفرت به أتية به إلى هذا البيت الغريب عنه!!
كان شاردا الذهن إلى أن قطع تفكيره دخول ذلك الشخص الغريب والغامض والذى يبدو إنه من ذي الطبقة العُليا بصحبة رجاله والذين يبدوا عليهم أنهم حُراس له، ليسرع "خالد" بالنهوض واقفا أمامه مُصيحا بغضب وانزعاج:
- أنت مين وعايز مني أيه؟! وأزاى أصلا تجبني لحد هنا بالطريقة دى و...
لم يُنهى "خالد" جملته بل قاطعته صفعة قوية أسكتته من أحد رجال الحراسة الموجودين بالغرفة، ليرمقة ذلك الشخص الغريب عنه وهو يخلع نظارته بهدوء وكبرياء مردفا ببرود:
- أولا يا خالد لما تيجب تتكلم معايا تتكلم بأدب ده طبعا لو عايز تخرج من هنا على رجليك!! ثانيا بقى أنا أبقى مين!! أو عايز منك أيه!! أو جبتك هنا ليه!! كل الأسئلة دي أنت اللى هتعرف أجابتها لوحدك.
حول "جواد" بنظره بعيدا عنه حتى وصل بنظراته إلى باب الغرفة و"خالد" يتبعه بعينيه، وبمجرد أن وقعت عينيه على هذا الباب حتى فُتح ودلفت منه "سلمى" برعبة وخوف، لينظر لها "خالد" فى صدمة مُدركا إنه أوقع بنفسه فى مأزق كبير جدا، ليغمض عيناهُ بغضب مُمذوج بكثير من القلق، بينما حدثه "جواد" بهدوء مريب بعض الشيء مُبتسما بسخرية:
-؛طبعا يا خالد أنت عارف سلمى عز المعرفة، وعارف كمان أنت عملت معاها أيه بمنتهى الوساخة والندالة، بس أنا بقى مش جيبك هنا عشان أقولك أنت غلط والكلام الفارغ ده لا، أنا جيبك هنا عشان أنت فعلا غلط واللى غلط لازم يدفع تمن غلطته يا خالد.
جلس "جواد" على إحدى الأرائك الموجودة فى تلك الغرفه، وهو يُطالع "خالد" بنفس تلك النظرات الباردة والابتسامة الساخرة مُضيفا:
- أنا طبعا عارف إن مش أنت لوحدك اللى غلط وإنها هى كمان غلطت ولازم هى كمان تتعاقب، بس عقبها هيكون مختلف عنك شويه، وعقبها هو إنها هتنزل الجنين اللى فى بطنها وتتحرم منه وتقريبا كفاية أوى اللى هى عاشته بسببك الفترة اللى فاتت دي، ده لوحده كفيل أنه يربيها ويعرفها غلطها فين، إنما أنت بقى أنا شايف إنك لسه متربتش فقولت لأزم أربيك بنفسي، عشان الغلط ميتقررش تاني.
أنت تقرأ
ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)
Romantizmلطالما كانت المحبة والكراهية عدوان لا يلتقيان أبدًا فى قلب واحد، فمن تملكت الكراهية قلبه لا يمكن أن يحب بصدق والعكس أيضًا، من عرف المعنى الحقيقي للحب وشعر به لا يستطيع أن يُجرب شعور الكراهية، ولكن ماذا عن قلب ظن إنه عاشق ولكن فى الحقيقة كان هو أكبر...