الفصل الثاني والعشرون

4.4K 197 19
                                    

هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. .
وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي
أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..
والسلطانةُ .. والشَعْبِيَّةُ ..
والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . .
يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي
يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . .
يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .
وأُدْفَنُ فيه ..
وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .

في صباح يوم جديد استيقظ نديم وارتدى ملابسه، وكانت روجين ماتزال نائمة، فذهب وجلس بجوارها قائلا:
_يا روجين... يلا حبيبتي قومي.
قالت هي بنعاس:
_نديم بقولك إيه سبني أنام شوية بقى، النهاردة أجازة مفيش شغل.
سألها بخبث:
_أصل أنا كنت محضرلك خروجة بس لو مش عايزة براحتك يعني.
هتفت وهي تنهض مسرعة:
_لأ مش عايزة إيه بص خمس ثواني وهتلاقيني عندك.
بعد مرور أكثر من ساعة.... خرجت وهي ترتدي فستانا أزرق اللون يصل طوله إلى ركبتيها، ذو حمالات عريضة، وتترك شعرها منسدلا على ظهرها.
قال لها نديم بحنق:
_هو ده اللي خمس ثواني وهبقى عندك! ده إنتي بقالك ساعة ونص.
احتضنته قائلة:
_معلش يلا نخرج بقى.
عندما نزلا إلى الأسفل كانت تتجه روجين إلى طاولة الطعام، فجذبها نديم برفق قائلا:
_رايحة فين؟ إحنا مش هنفطر.
نظرت له بتأثر مصطنع قائلة له:
_نديم أنا جعانة، أنت بتحرمني من الأكل.
ضحك هو عليها قائلا:
_مش هنفطر عشان اتأخرنا.
أردفت بإصرار:
_أيوه بس أنا جعانة، جعانة عايزة آكل.
قال لها بنفاذ صبر:
_يا بنتي اهدي بقى هفطرك برا.
أردفت بنزق:
_خلاص يعني لو هتفطرني برا يبقى نخرج بقى.
ثم أمسكت يده وذهبت معه إلى الخارج.

*************

استيقظت نارفين من نومها ونزلت إلى الأسفل لتبحث عن نديم ولكنها لم تجده، فجلست على كرسي في الحديقة بعدما بدأت تشعر بالدوار .
_إنتي كويسة؟
هتف بها يزيد عندما رآها تجلس ويظهر على وجهها الإنهاك.
أجابته باقتضاب:
_آه كويسة.
سألها بهدوء:
_كنتي بتدوري على حد؟
أجابته بانزعاج فشلت في إخفائه:
_بدور على نديم....خلصت تحقيق ولا لسه؟
قال لها ببسمة صغيرة:
_ده مش تحقيق يا نارفين، وأنا جاي أعتذرلك على أسلوبي معاكي، بس ده كان غصب عني... مقدرتش أتحمل وأنا شايف تصرفاتك كلها شبهها كده.
قالت متسائلة:
_شبه مين؟!
أجابها وهو يتنهد بألم:
_الموضوع ده طويل أوي خليه لبعدين.... أنا هروح الشغل ولو احتاجتي حاجة ابقي قولي لجدو، هو قاعد في البيت النهاردة.
كانت تنظر له وهو يذهب باستغراب، وتتحدث مع نفسها بصوت مرتفع قائلة:
_ده عنده انفصام، من يومين كان بيتخانق معايا ومش طايقني والنهاردة جاي يعتذر إيه ال........
قطع حديثها صوت زياد قائلا والبسمة تعلو وجهه:
_عيلة غريبة جدا صح؟
أجابته بتلقائية:
_بصراحة آه.
ابتسم هو على حديثها ثم سألها قائلا:
_إنتي قاعدة هنا ليه شكلك تعبانة؟
أجابته بتردد:
_بصراحة أنا كنت بدور على نديم بس مش لقياه.
_نديم هيرجع متأخر، عايزة منه حاجة ولا إيه؟
_بصراحة آه.....زياد أنا ممكن أطلب منك طلب؟
أجابها بمزاح:
_ما إنتي خدتي عليا كل شوية طلب، اتفضلي يا ستي في إيه؟
قالت بترد:
_أنا خايفة على ماما سامية و..... وكنت عايزة أجيبها من اسكندرية تقعد في أي بيت هنا، لأن سامح وسعد مضوني على تنازل عن البيت.... وأنا خايفة يأذوها وعايزة أروح أقعد معاها في البيت اللي هتقعد فيه في القاهرة.
قال زياد بعد لحظات قصيرة:
_بصي إحنا هنروح ناخدها دلوقتي ونقعدها في بيت قريب من هنا بس بشرط.... إنتي مش هتسيبي البيت ده يا نارفين.
_زياد أنا مفيش أي سبب يخليني أفضل هنا... حتى أمي مش هنا، على الأقل أقعد مع ماما سامية ومسبهاش لوحدها.
سألها زياد بحزن:
_وتسيبينا إحنا لوحدنا عادي؟
قالت له برجاء:
_طب عشان خاطري نتكلم وإحنا في الطريق، أنا خايفة عليها أوي.
_حاضر يلا نروحلها.

شمس الحياة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن