الجزء الثاني (الفصل الأول)

5.1K 181 1
                                    

لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها...بلا كلمات
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جرّبت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت.
 

بعد مرور ثلاثة أشهر:
يقف نديم المنزلاوي بجانب روجين ممسكا يدها وهو يتطلع إلى المنزل الذي عاد إلى حالته القديمة بعد إصلاحه، وأخذ كل منهما يتذكر الليلة التي كانت ستحول هذا المنزل إلى رماد.
قال نديم ببسمة:
_البيت رجع زي الأول.
قالت له بسعادة:
_تعرف أن أنا بحب البيت ده أوي.
أردف متسائلا:
_ليه ده بالذات مش البيت التاني؟.
أجابته بمزيج بين الهدوء والحب قائلة:
_بحبه عشان ده البيت اللي عرفتك فيه وحبيتك فيه.
أكملت بسعادة وهي تجذبه إلى سيارته قائلة:
_تعالى نروح نعرفهم أن البيت رجع زي الأول ونرجع كلنا نعيش هنا تاني.
ركب نديم في سيارته بجانبها وهو يشعر بالسعادة تملأ قلبه، فبالرغم من جميع ما حدث معهم من عقبات هي لم تتخلى عنه ولم تبتعد عنه أبدا.

**********

كانت ناردين تنام بجانب يوسف وهي ممسكة يده بقوة وكأنها تخاف أن تستيقظ ولا تجده إلى جوارها، فمسح يوسف بحنو على خصلاتها الذهبية وهو يتذكر ما حدث قبل ثلاثة اشهر:
حينما اتصل به يزيد اتصالا بخاصية الصوت والصورة، فأجاب يوسف مسرعا، قال يزيد باستنكار:
_رديت عشان تشوف ناردين صح؟.
أجابه يوسف باقتضاب:
_آه يا يزيد.
قال يزيد وهو يوجه الهاتف نحوها:
_أنا هوريهالك.
بدأ يوسف يشعر بانقباض قلبه وبخوفه الشديد عليها، فهو حين رآها موصلة بأجهزة التنفس وبعض الأجهزة الطبية الأخرى شعر بالخوف والقلق وكأنه سيخسرها إلى الأبد.
قال ليزيد وعيناه ممتلئتان بالدموع:
_يزيد هي كويسة؟ هي في مستشفى إيه؟ وحصل إيه؟.
قال له يزيد اسم المشفى ولم ينتظر يوسف سماع بقية حديثه حيث توجه مسرعا إلى سيارته، وكان يزيد يقص عليه ما حدث، كان يقود يوسف سيارته باتجاه المشفى وكأنه يسابق الريح...يسابق الزمن لكي يصل إلى معشوقته.
بعد وقت قليل كان يوسف قد وصل إلى المشفى فتصادف مع سيف وأسيل أمام البوابة، ولكنه تجاهلهما وصعد مسرعا يبحث عن غرفتها، وعندما رأى الجميع يجتمع تيقن أنها بأي غرفة من الغرف حولهم، فذهب مسرعا وهو يتجاهل الجميع ولكنه حين فتح أول غرفة رأى نارفين ممددة بالداخل موصلة ببعض الأجهزة الطبية، وفتح الغرفة التي تليها فوجدها هي بداخلها...وجد من ينبض قلبه لأجلها، فتقدم منها ودمعاته الساخنة تسيل فوق وجنتيه، ثم جلس على ركبتيه بجانب السرير وأخذ يتحسس خصلاتها الذهبية وبشرتها الناعمة برفق وكأنه يخشى عليها من لمساته لها، قال لها بأسف:
_ناردين أنا آسف أن أنا بعدت عنك، فوقي واتحسني وأنا والله ما هبعد عنك تاني أبدا بس ارجعيلي عشان خاطري.
شعر بيدها تضغط على يده بوهن وكأنها تعلمه أنها تستمع إلى حديثه، ثم فتحت عينيها التي بلون الزمرد الأخضر وهي تنظر إلى داخل عينيه باشتياق، حاولت نزع جهاز التنفس عنها بأيدٍ مرتعشة لكي تتحدث معه، ولكنه أبعد يدها عنه برفق قائلا بصوت متحشرج:
_مش عايزك تتكلمي ولا تتعبي نفسك أنا عارف كل حاجة إنتِ عايزة تقوليها وأنا مش هبعد عنك تاني أبدا المهم أن إنتِ تبقي كويسة دلوقتي.
أكمل قائلا بهدوء:
_ومتقلقيش كلهم كويسين ومستنيينك برا.
نهض وهو يقبل جبينها بحنان قائلا:
_أنا هشوف الجرح بتاعك وبعدين أخرج أطمنهم وإنتِ ارتاحي شوية.
بعد عدة دقائق كان انتهي يوسف من فحص الجرح، ثم همس لها بأذنها قائلا:
_أنا بحبك.
بعد ذلك خرج من الغرفة بهدوء فوجد الجميع بانتظاره بالخارج, قال لهم متصنعا الهدوء:
_هي كويسة و...
ولكنه لم يستطع تصنع الهدوء أكثر من ذلك فارتمى بين أحضان يزيد وهو يبكي كالطفل الصغير قائلا:
_كان ممكن أخسرها يا يزيد، مكنتش هقدر أعيش من غيرها.
قطع تذكره تململها في الفراش وهي تفتح عينيها وتنظر إليه باطمئنان فقال لها بهدوء:
_ناردين متخافيش أنا مش هبعد عنك تاني.
أردفت بصدق وهي ماتزال ممسكة بذراعه:
_ما أنا عارفة.
قال مازحا:
_طالما إنتِ عارفة ماسكة دراعي طول الليل ليه يا بنتي ارحميني بقى.
_مسكاه عشان متفكرش أصلا في حاجة زي دي.
أكملت بدلال قائلة:
_يوسف ما تقولهالي تاني كده.
سألها ببلاهة:
_هي إيه دي؟.
الجملة اللي كتبتها في آخر الرسالة.
قال بسخرية:
_أنا عشان كده مبظهرش رومانسيتي يا بنتي عشان تحسي بشعور مختلف كده لما أقولك حاجة حلوة.
أردفت باستنكار:
_يوسف هما جملتين اللي أنت تعرفهم أصلا، أنت هتمثل عليا.
_ماشي يا ناردين ابقي شوفي مين هيقولهوملك أصلا.
احتضنته وهي تنظر إليه نظرات بريئة محملة بالعشق، فابتسم هو قائلا لها وهو ينظر بداخل عينيها:
_لم أتعمد أن أحبكِ ولكن حبكِ تعمدني.
قطع نظراتهما المليئة بالعشق صوت طرقات على باب الغرفة، فنهض يوسف بحنق وهو يفتح الباب فوجد يزيد أمامه.
قال يوسف بحنق:
_إيه عايز إيه دلوقتي؟.
قال يزيد بسخرية:
_إيه ده أنا جيت في وقت مش مناسب؟.
أردف يوسف بضيق:
_اخلص قول عايز إيه؟.
_نديم اتصل وقال أن هما راجعين دلوقتي وعايزين يقولوا حاجة لينا كلنا.
_طيب نازلين يلا امشي بقى من هنا.
أغلق الباب بوجهه بقوة، فقال يزيد من الخارج بصوت مرتفع:
_ماشي يا يوسف هخليها تتخانق معاك.
عاد يوسف إلى جانب ناردين مرة أخرى قائلا:
_كنا فين بقى؟.
ابتعدت عنه قائلة وهي تنهض:
_لأ خلصنا خلاص إحنا هنغير وننزل يلا.
هتف متذمرا:
_دة قهر والله أدعي عليك بإيه يا يزيد يا أخويا.

شمس الحياة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن