1️⃣

2.4K 38 2
                                    

حجرة مليئة بالملابس الملونة الزاهية الفاخرة و الحقائب و الأحذية ذات العلامات التجارية المعروفة كديور و برادا و غوتشي و غيرها و على التسريحة وضعت أنواع من مساحيق التجميل ذات الجودة العالية .. و حجرة أخرى بيضاء مليئة بالأدوات الثقيلة و الأجهزة السوداء و والمصابيح العملاقة و أسلاك كهربائية ممتدة إلا مالا نهاية .. و فيها شخص يصرخ في كل ثانية و أخرى أما منتقدا أو مادحا .. هذا بالإضافة إلى الومضات ساطعة تزيد الحجرة بياضا و تعمي العيون .. . هذا المكان يطلق عليه (الأستوديو)!!!

كانت واقفة تقوم بحركات مختلفة حتى تتلقاها الومضات في كل الأجناب .. على اليمين و الشمال .. جالسة و واقفة .. متخصرة و منبسطة .. ترتدي فستان سهرة ابيض فأحمر فالأخضر و الأسود و الملون .. أو فستان قصير .. أو آخر بلا أكمام .. و من ثم تخلعها لترتدي ملابس رياضية مريحة أو ملابس عملية أخرى .. و من ثم تخلعها لترتدي جينز و قميصا ... فساتين.. و إما ترفع شعرها الأشقر بأكمله .. أو تسدله أو جزء منه ... أو ترتدي قبعة و على هذا المنوال تقريبا كل يوم خلال أربع ساعات متواصلة أو أحيانا تصل إلى يوم كامل ..
صاح بصوته المبحوح
- " يكفي .. "

و أخيرا نطق بها .. تركت الحجرة البيضاء و ألقت بجسدها المنهمك على الكنبة في غرفة التبديل الغير مرتبة .. أغمضت عيناها لخمس دقائق حتى شعرت به يندفع داخلا مزعزعا هدوئها و سكينتها
- " غدا موعدنا في الثامنة صباحا أرجوك لا تتأخري مثل اليوم "
فتحت عيناها و هي لا تصدق بأنه اتهمها بالتأخير
- " لكنني لم أتأخر اليوم يا سام بالله عليك لقد دخلت بعدك بخمسة دقائق "
- " نعم و أنا اعتبر من يدخل بعدي بخمسة ثواني متأخر و مقصر أيضا .. أنني أقول ذلك لمصلحتك يا عزيزتي .. يجب أن تصدر الصور و ترسل إلى المجلة بأسرع وقت ممكن .. "
- " اعرف ذلك اعرف .. لا ينبغي لان تكرر ذلك في كل مرة .. "
- " إنني ..."
قاطعته و استقامت واقفة .. ارتدت معطفها و قالت قبل أن تهم بالخروج
- " سأذهب .. أراك غدا .. "
صاح بصوت عال حتى تسمعه و هي خارجة
- " لا تنسي أن تهتمي بذلك الوجه الجميل فهو مصدر رزقنا "

لم تستطيع أن تغادر دون أن تبتسم و هي تسمع هذا التعليق الصادر من سام ديكاري صديقها المصور و مدير أعمالها أيضا ..
قادت طول الطريق حتى توقفت أمام ملهى ليلي ..تعطرت و أصلحت من احمر شفاها الفاقع و رتبت من هندامها و شعرها قبل أن تغادر السيارة ..سمعت تعليقات الشباب الذين مرت بالقرب منهم التي اعتادت عليها على منظرها المثير لذلك تجاهلتهم و دخلت القاعة الكبيرة التي تقام فيها حفل عيد ميلاد صديقتها المقربة جاكلين روبرت .. لم ينتبه أحد لدخولها فالمكان صاخب و الأضواء خافتة و الحضور يملئون القاعة .. دارت بعينيها على المكان و لم تجد أثرا لجاكلين فقررت أن تجلس على البار و تترك أمر صديقتها لوقت آخر بعد أن تحتسي كأسا أو اثنين ..

- " كيف أخدمك يا آنسة ؟! "
سألها عامل البار بنظرات إعجاب و كأنه تعرف عليها أو شبه على ملامحها ..
- " تكيلا من فضلك "
سكب لها و ناولها إياها و وقف يحدق بملامحها ..
- " ماذا ؟! أليس لديك زبائن أخرى غيري ؟ "
قالت بانزعاج ..فقهقه ساخرا و ابتعد عنها .. رأته يهمس إلى زميله و ينظرا إليها و يبتسما .. تركت شرابها و ابتعدت لتبحث عن جاكلين .. و أخيرا وجدتها بالقرب من دورات المياة الخاصة بالنساء .. عبطتها بقوةآه و أخيرا وجدتك !! عيد سعيد "
ثم ناولتها كيس صغير يحوي هدية بسيطة لكنها قيمة
- " لم أتوقع مجيئك .. إنها لمفاجأة سارة ..شكرا لك يا عزيزتي "
كانت تتحدث بصوت يشبه الصراخ حتى تستطيع سمعاها إثر هذه الضجة الصادرة من مكبرات الصوت ..
- " و أنا لم أتوقع كل هذا الحضور .. "
- " أغلب الحضور لا أعرفهم .. "
ضحكتا بالفعل فبالكاد يستطع الشخص الحركة .. جذبتها جاكلين من يدها و هي تقول لها
- " هيا تعالي لنمرح قليلا .. لنرقص .. "
ضحكت من تصرف جاكلين العفوي و سألتها
- " مع من ؟!! "
- " ستجدينه .. هيا .. لنستمتع إنه عيد ميلادي "
- " لكن .."
- " لا تندرج هذه الكلمة في قاموسي "
دفعتها إلى شخص واقف يتحدث مع براد صديق جاكلين و قالت له و هي تجذب براد لترقص معه قاطعة بذلك حديثهما..
- " توقف عن النقاشات التي لا تأتي بنتيجة يا بروس و راقص صديقتي "

لورا و الدوق الأسباني / ماري روك (رواية مكتوبة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن