4-
حطت الطائرة في مطار مدريد فنزلت لورا و اتجهت إلى القاعة الكبيرة حيث يقف المستقبلين .. تلفتت في عينيها تبحث عن أحد أتى ليأخذها .. وقفت لخمس دقائق تبحث و من ثم لمحت رجلا في الأربعين من عمره يرتدي بذلة رسمية طويل جدا و عريض يقترب منها
- " آنسة آغنر ؟؟"
أومأت برأسها مبتسمة .. فمد يده يصافحها
- " مرحبا بك آنستي .. أنا المحامي سانتياغو بانديروزا "
- " أهلا وسهلا "
أخبر السائق أن يحمل حقائبها و يضعها في دولاب الليموزين و فتح لها الباب لتدخل .. و بينما هما بالطريق سألها
- " كيف كانت رحلتك يا آنسة ؟!"
ابتسمت مجيبة
- " لا بأس بها .."
- " جيد .. أرجو أن لا تكوني متعبة لان هذه الرحلة ستكون طويلة أيضا .. سنركب طائرة خاصة إلى مطار ألبا و من ثم ساعتين أخرى من المطار و حتى القصر الريفي "أومأت برأسها موافقة ثم أشاحت عنه لتنظر إلى الخارج .. إلى شوارع أسبانيا .. إن مدريد جميلة جدا في مبانيها و البيوت و العمارات ذات الطراز القديم .. مدينة تجمع الماضي و الحاضر..
حاول سانتياغو قدر الإمكان أن يبعد نظره عنها لكن دون جدوى فلها من الجمال الذي يجذب الشخص إليه و تجعل عيناه تلتصق بها .. ماذا سيفعل الدوق عندما يعرف بان التي تشاركه ورثه ما هي إلا شابة لها جاذبية و من الجمال الذي يخطف الألباب ..
بعد ثلاث ساعات حطت الطائرة الخاصة الفاخرة في مطار صغير أيضا و هناك استقبلها شابا هزيلا و طويلا جدا و له عينان صغيرتان و ابتسامة جميلة مد يده يصافحها فابتسمت له و تناولت يده مصافحة ..
- " مرحبا بك آنسة آغنر .. أنا ماريو "
أردف المحامي سانتياغو مشيرا إلى ماريو
- " إنه ذراع الدوق الأيمن و لا يمكن أن نفعل شيئا من دون أن نستشيره بالأول .. "
ثم غمز بعينه إلى ماريو مشيرا بتلك الحادثة التي جرت قبل ثلاثة أيام في مكتب الدوق ..
- " مرحبا ماريو تشرفت بمعرفتك "
- " و أنا كذلك .. لقد طلب منا الدوق بان نصحبك إلى القصر .. "
- " شكرا .."
فتح لها باب الليموزين السوداء و جلس في المقعد أمامها .. كان يتحدث بالهاتف بالاسبانية و قد بدا خائفا و متوترا .. فأيقنت بأنه ربما يتحدث مع الدوق ... يا إلهي هل يكون هذا الدوق رجلا مهيبا و عجوزا لا يرضى بسهالة و لا يعجبه شيء .. هل سيزعجها و يضيق عليها حياتها حتى ينال ما يريده ..
لم يتحدث إليها ماريو و لا سنتياغو طوال الطريق الممل لساعتين .. بل كانا الاثنان يتحدثان فيما بينهما بصوت خافت و بلغة إسبانية .. و أحست بان الحديث كان يدور عنها ..
توقفت السيارة أمام بوابة عملاقة و من ثم أكملت السيارة طريقها حتى توقفت عند مدخل القصر العملاق المنعزل عن الحياة .. فهو كالقصور المسورة المعزولة عن العالم و الذي يطغى عليها الظلام كالذين نراهم في السينما و أفلام الرعب ..
فتح لها السائق الباب و ساعدها على النزول .. وقفت تتأمل ضخامة هذا القصر .. إنه كبير جدا و يسع لأهالي المدينة كلهم .. قادها ماريو إلى داخل القصر .. ما إن دخلت حتى انبهرت و توقفت عند المدخل الواسع تنظر إلى جمال الثريات العملاقة و تلتفت لتجد اللوحات الزيتية المعلقة لكل العائلة النبيلة.. كلها تقريبا .. رأت رسومات النساء بثيابهن الفارهه و مجوهراتهم الثمينة التي تليق بمستواهم العالي و من ثم نظرت إلى رسومات الدوقات بهيبتهم و وقارهم البادي على وجوههم و وقفتهم العسكرية .. و خشيت أن يكون هذا الدوق الذي تشاركه في هذا القصر المرعب أن يكون مهيبا كتلك الرسومات .. ثم استدارت لتنظر إلى الدرج العملاق و قد صنعت الدرابزين من الذهب الخالص و الكريستال .. و امتدت الرسومات إلى أعلاه .. و من بعيد رأت فتاة صغيرة بالعشرين من عمرها تقترب منها و تنحي لها و تقول لها بالاسبانية
- " مرحبا بك . أنا وانيتا .. "
ابتسمت لها و صافحتها .. رأت ماريو يتحدث لتلك الفتاة بالاسبانية و لم تفهم منه شيئا لكن التفت إلى لورا و قال مبتسما
- " ستأخذك وانيتا إلى جناح الضيوف "
- " ألن أقابل الدوق ؟! "
- " للأسف لا يا آنسة .. لقد تأخر الوقت .. ستقابلينه في الصباح .. الآن ستأخذك وانيتا إلى جناح الضيوف لترتاحي خاصة بعد رحلتك الطويلة هذه "
أنت تقرأ
لورا و الدوق الأسباني / ماري روك (رواية مكتوبة )
Romanceوميض آلات التصوير جعلت عقله يومض من جديد ..عاد تفكيره أسابيع للوراء .. حيث كان واقفا في قاعة المطار.. عندما لمحت عيناه امرأة.. ظن للوهلة الأولى بأنها لا تستطيع أن تراه .. لكن عندما ابتسمت له أيقن بأنه وقع في غرامها .. إذا لقد أحب نفس الشخص مرتين...