5️⃣

807 18 0
                                    

صهيل الحصان في الخارج أيقظها من سباتها .. فتحت عينيها بتثاقل و نظرت حولها.. كانت أشعة الشمس قد تخللت من خلال نافذة البيت الصغير المنعزل عن القصر و على حسب صوت الخيول القريبة في الخارج أيقنت بان البيت بعيدا جدا عن القصر.. وقفت بصعوبة و هي تشعر بان جسدها متكسر لنومها على كنبة صغيرة جدا مما أضطرها أن تتكور حتى تسعها .. فتحت النافذة لتلقي نظرة على الخارج .. بالفعل.. صدق حدسها .. إنها قريبة جدا من الإسطبل و بعيدة لمسافة ليست بقصيرة عن القصر ..
جالت في أرجاء البيت الصغير الذي هو عبارة عن حجرة نوم ضيقة مع حمام لا بأس به .. و غرفة جلوس مشمولة مع طاولة طعام تسع لأربعة أشخاص و مطبخ صغير و مكتب.. و كان مؤثث بطريقة راقية و ذوق رفيع .. لكن يبدو و كأن لم يدخل هذا البيت أحدا منذ قرون..
قرصها بطنها من الجوع فهي لم تأكل منذ الأمس ..
نظرت إلى ساعتها بيدها التي تشير إلى السابعة صباحا .. قالت في نفسها مع ابتسامة شيطانية
- " جيد .. دون باتريك لم يستيقظ بعد .."

رتبت من هندامها و قررت أن تفعل شيئا خارج عن المألوف .. شيئا قد يؤدي بحياتها ..
خرجت إلى الإسطبل و دخلت من الباب الخلفي حتى لا يراها سائس الخيل الذي يقوم بتنظيف الإسطبل .. سارت إلى أقرب حصان لها .. نظرت إليه و هي تشعر بالخوف من لمسه و هو كذلك ارتعب عندما رأى إنسانة غريبة عن هذا المكان .. استطاعت أن تهدئه بجزرة جذبتها من السطل الموضوع أمام الحصان ..أطعمته إياها و هي تمسح على شعره الأسود الناعم ..بعد أن هدأ فتحت الباب له و أخرجته من حيث دخلت هي .. الباب الخلفي .. و من الجيد بأن ذلك الحصان كان يرتدي سرجا ..لابد أن سائس الخيل قد أعد السرج لباتريك ..
صعدت على صخرة صغيرة و امتطته.. تمتمت بصلاة قصيرة ثم ضربت برجلها جنب الحصان فانطلق راكضا بطريقة جنونية ..اتجاه القصر .. بدأت تصرخ بخوف ... و لم تعرف كيف توقف ذلك الحصان السريع الهائج الذي كان يركض بلا توقف و بسرعة غير طبيعية .. تشبثت بالسرج و مالت على ظهره و أحست بأنها ستقع أرضا عندما دخل إلى الحديقة و ركض باتجاه باب القصر الضخم .. لم تعرف هل تبكي أم تضحك أم توقف الصراخ أم تزيد منه حتى يأتي أحد لنجدتها ... أيقنت بان ما فعلته شي خارج عن العقل .. لقد جنت لورا بان فكرت امتطاء الحصان .. و لأنها تشعر بالخوف و لا تعرف كيف تتصرف أفلتت السرج من يدها و غطت عيناها و أخذت تبكي .. و ما هي إلا لحظات و توقف الحصان .. لكنها لم تتوقف عن الصياح و الصراخ ..
جذبتها يد قوية أنزلتها على الأرض .. و ما أن رفعت يدها عن وجهها حتى رأت كل العائلة السعيدة يحدقون فيها بغضب ..

صرخ باتريك في وجهها بعد أن لامست رجليها الأرض
- " بماذا كنت تفكرين ؟! هل تريدين قتل نفسك ؟! "
حدقت في عينيه المشتعلتين غضبا و حاولت البحث عن جواب ملائم لكنها لم تجد أي شيء غير السكوت .. عندما لم يجد جوابا منها تركها بالخارج و دخل القصر.. فتبعه الجميع ما عدا داني الذي بقي معها في الخارج .
. ساعدها على الجلوس و هو يسألها
- " هل أنت بخير يا لورا ؟! "

لورا و الدوق الأسباني / ماري روك (رواية مكتوبة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن