1️⃣1️⃣

610 18 0
                                    

فتحت عيناها لتجد نفسها نائمة على الكنبة و في مكان غير حجرة نومها .. رفعت عيناها عن صدر عريض كانت مخبأة وجهها به .. فرفعت رأسها لتجده ..باتريك .. نائما بسلام ..قبلت رقبته .. فاستيقظ .. مبتسما لها .. باعث دفئا لجسدها في هذا الجو البارد .. و لأن النار قد خمدت ..
- " صباح الخير"
قال لها مع ابتسامة عريضة ..
- " صباح النور .."
ثم عادت إلى أحضانه مرة أخرى .. و أغمضت عينيها من جديد ...

- " أين دون باتريشيو ؟ "
سألت نانيرا ماريو و هو يدخل القصر ..
- " أعتقد بأنه لا يزال نائما في حجرته "
- " لا .. "
- " إذا ربما استيقظ باكرا و خرج إلى الإسطبل "
- " اذهب و ابحث عنه .. ليتناول الإفطار مع السيد سيلفادور و زوجته "
- " في الحال سيدتي .."
اتجه إلى الإسطبل و سأل سائس الخيل عن ما إذا رأى اليوم الدوق .. فأجابه بالنفي ..
أين عساه يكون اختفى .. بالطبع .. المنزل الصغير .. فهناك يحب أن يقضي وقته عندما يريد أن يعتزل عن الجميع .. اقترب من الباب لكنه قبل أن يمد يده لفتحه سمع أصوات بالداخل .. لرجل و أمرآة .. لباتريك .. و !!!!
سيتوقف قلب نانيرا بكل تأكيد .. إنه في ورطة .. فماذا يفعل ؟
من الصعب عليه أن يدخل البيت ليجد الدوق مع لورا في وضع حميم .. لا ..سأعود للقصر و اخبر نانيرا بأنني لم أجد الدوق في الإسطبل .. لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن
عندما استدار اصطدم بداني .. فقال بهلع
- " داني !! "
شعر داني بريب و شك و هو ينظر إلى وجه ماريو المضطرب
- " من بالداخل يا ماريو ؟"
- " لا أحد "
صد ماريو عن الباب حتى لا يقوم داني بفتحه
- " دعني أمر "
- " لا يا داني "
حاول داني دفعه .. دون جدوى لأن ماريو كان متشبثا بالباب بقوة ..
لكن الباب فتح .. و كاد ماريو أن يقع أرضا لو أن باتريك لم يمسكه .. وقف ينظر إلى الاثنان و تساءل ..
- " ماذا يجري هنا ؟"
نظر إليها داني متفحصا .. و هو يرى قميصه مفتوح و شعره مبعثر !!
- " نبحث عنك .. ماذا تفعل هنا يا باتريك ؟"قال داني ذلك بانزعاج .. فأضاف ماريو
- " نانيرا تبحث عنك .. تقول بأنك يجب أن تنضم إليهم على الإفطار "
- " ألم يعد السيد سيلفادور إلى منزله بعد ؟ "
قالها بعصبية و كتف يديه .. مما جعل داني يضحك عليه و يقول
- " لا .. و لن يفعل حتى تخطب ابنته منه "
- " ماذا ؟! "
سأله باتريك بعصبية .. فأجاب داني مبتسما و كأنه يستهزأ بصديقة
- " ألم تكن تعرف سبب قدومه.. الأمر واضح يا باتريك "
جذبه باتريك بعيدا حتى لا تسمعه لورا فتتضايق .. و قال و هو صارا على أسنانه
- " اذهبا إلى القصر و سأوافيكما حالا "
- " لك ما شئت "
حاول داني أن ينظر من في الداخل .. لكن باتريك استوقفه و قال ناهرا
- " حالا يا داني .."
الأمر واضح يا داني .. من يكون في الداخل ؟؟ مستحيل أن تكون ماريا .. إذن ... لورا بكل تأكيد
قال في سره .. ثم غادرعاد إلى الداخل فلم يجد لورا جالسة على الكنبة ...
- " لورا .. أين أنت ؟ "
خرجت من الحجرة الصغيرة و نظرت إليه بفتور ..
- " اذهب يا باتريك .. فضيوفك بانتظارك "
اقترب منها و أمسك بخصرها
- " سأفعل .. لكن ماذا عنك ؟ "
- " سأبقى هنا قليلا .. "
- " حسنا "
رفع رأسها و أبعد شعرها عن وجهها ثم أخذها في قبلة طويلة .. دفعها على الكنبة و ما فوقها و قال ضاحكا
- " أستطيع أن أذهب لاحقا "
ضحكت .. و أكمل تقبيلها لكنها أوقفته قائلة
- " يستحسن أن تذهب .."
- " هل تريديني أن أفعل ؟"
- "لا .. أعني ... إنهم ضيوفك"
- " أصبت .. ضيوف ثقال على قلبي بعكسك "
حاول تقبيلها مرة أخرها لكنها أشاحت عنه لتجلس و قد بان على ملامحها الضيق .. أمسك ذقنها و رفعه لتنظر إليه بإبهامه
- " ما بك ؟ "أنزلت رأسها .. ما بها ؟! تذكرت كلام ماريا ذلك اليوم عندما أوقفتها و هجمت عليها مما ترك جرحا نازفا في قلبها .. جعلها تدرك الحقيقة .. و إن كانت مرة ..
- " لا شيء .. هيا باتريك يجب أن تذهب "
أومأ برأسه و استقام واقفا وقال بضيق
- " أراك لاحقا إذن .."
ثم خرج دون أن يلتفت إليها .. و آلمها ذلك كثيرا .. لكن أليس هذا ما أرادته ؟!

لورا و الدوق الأسباني / ماري روك (رواية مكتوبة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن